رئيس المجلس السياسي الأعلى يستقبل عدد من القيادات والمشائخ والشخصيات الإجتماعية بالضالع
و في اللقاء رحب رئيس المجلس السياسي الأعلى بممثلي أبناء الضالع وقيادتهم الإجتماعية والسياسية والعسكرية .. معربا عن سعادته بلقاء هذه النخبة من أبناء المحافظة الشامخة التي يمثل حضورهم صورة من صور عظمة هذا الشعب وهي المحافظة التي لم تتأخر يوما في الدفاع عن الوطن ووحدته ونظامه الجمهوري وحريته وإستقلاله.
وأشار إلى المحاولات الدائمة لقوى الشر والبغي لجعل المحافظة منطقة تعبر من خلالها مشاريعها .. لافتا إلى ما عانته المحافظة من مشكلات وتراكمات تاريخية وخاصة في حقبتي السبعينيات والثمانينيات وتجاوز المحافظة لكل ذلك بفضل وعي أبنائها المتقدم والراسخ الذي جعل المحافظة وأبنائها قاسم مشترك للحفاظ على وحدة اليمن.
وأشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى بما يمثله الحضور ونوعيته من رسالة للعدوان ومرتزقته أن اليمن وحدة واحدة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه لى غربه وأن المرتزقة الذين تم استقطابهم للدفاع عن حدود السعودية وتنفيذ مشاريعها لا يمثلون صفوة أبنائها الذين يقدمون دوما التضحيات والرسائل السياسية مع بقية المحافظات الجنوبية الحاضرة في الوطن ومشكلاته .
وأكد أهمية اللقاءات في هذه المرحلة وهذا الظرف الإستثنائي ومواجهة قوى البغي والشر المنبوذة التي تحاول أن تجعل من نفسها شرعية لهذا الشعب مستبيحة أجوائه وكرامته وتقتل أبنائه .. لافتا إلى أن اليمن يمر بواحدة من أصعب الظروف على مر التاريخ وما تجلى في هذه الظروف من تطور للوعي والرقي في التعامل والثبات والتحدي لهذه الظروف وهذه المؤامرة الدولية التي يواجهها اليمن .
وأوضح الأخ صالح الصماد أن ما قامت به القوات الأمريكية إنطلاقا من قاعدة العند إلى محافظة البيضاء واقتحام بيوت الآمنين وقتل المواطنين اليمنيين في سياق المسرحية الأمريكية التي تجعل ورقة القاعدة وسيلة لتمرير احتلالهم وتواجدهم على أرض اليمن الطاهرة .
وقال ” إن ما تقوم به أمريكا دوما لا يعدو صناعة نمور من ورق أمام الرأي العام في محاربة القاعدة وانحصار تدخلهم في هذا الموضوع فقط والوعي العام يعرف ما يريدونه الآن وما يعملونه من خلال قاعدة العند كغرفة لعملياتهم في أرض اليمن التي فروا منها عند تقدم الجيش واللجان الشعبية لمطاردة القاعدة في الجنوب، وعادوا إليها عقب خروج الجيش واللجان من هناك لتعيث القاعدة وداعش في الجنوب فسادا وتسقط كل وعود التحالف وأمريكا لأبناء الجنوب الذين فقدوا الخدمات الأساسية والأمن والأمان وأصبح البعض منهم وقودا لمعارك الدفاع عن وجودهم وعن حدود السعودية ومشاريع الغزو والاحتلال الجديد “.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى عملية الإستبدال التي تقوم بها أمريكا الآن لداعش بدلا عن القاعدة في اليمن والعالم .. وقال ” إن اليمن واليمنيين لن يسمحوا لهذا التواجد على الأرض اليمنية الطاهرة والوعي التام بما تقدمه السعودية لليمن من مشروع قديم قائم على عقدة النقص تجاه اليمن وعظمة وشموخ وتاريخ هذا الشعب العظيم ولم توفر السعودية جهدا في محاولة بث الفرقة والنزاع بين أبناء اليمن الواحد كما هو حاصل في الجنوب اليوم”.
كما أكد أن المشروع الواضح اليوم من أعمال القتل والتخريب وزعزعة الأمن والأمان في عدن وغيرها التي كان حري بهم لو كانوا يحملون مشروعا حقيقيا لليمن أن يصنعوا منها نموذجا جاذبا، إلا أن الرهان الحقيقي هو على أبناء عدن والضالع والمحافظات الجنوبية التي تعرف أهداف التحالف والعدوان من نشر الفوضى والدمار وتمكين القاعدة وداعش التي تسرح وتمرح في الجنوب وها هي أبين تشهد أحداثا مؤلمه إثر عودة سيطرة القاعدة وداعش على المحافظة وهروب المرتزقة من عدن إثر هذه الأحداث .
وبين أن الهدف المعلن والخفي للوجود الأمريكي السعودي في اليمن مبني على تمزيق الشعب واستهداف الكرامة ومحاولة الإذلال في سياق المشروع الأمريكي في المنطقة الذي لن يسمح بأي حل في اليمن إطلاقا إلا إذا فوتنا عليهم ذلك بالتكاتف والوحدة ومواجهة مشروع تمزيق المنطقة .
وأضاف ” لقد تقهقرت مشاريع أمريكا والسعودية وحلفائها في العراق وسوريا ولم يتجاوبوا لأي حل بل يريدون إطالة أمد الأزمة وهو نفس النموذج القائم لديهم في اليمن تحت عنوان أزمة تحت السيطرة والتحكم بالأطراف، وهو ما يفوته عليهم وعي أبناء اليمن ومحافظاته الأبية كمحافظة الضالع “.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن اليمن قد تجاوزت مراحل صعبة جدا ومن المهم أن ندرك أن الإغراءات التي بذلها العدو كفيلة بشراء شعوب بأكملها لكن هيهات أن يشتري ولاءات اليمنيين وما حصل عليه من بعض المرتزقة طبيعي وسيواجهون مصيرهم الحتمي من الإستغناء والإهمال كما يقصفهم الطيران بالخطاء .
وتساءل عن خفايا إستهداف القادة دوما من أبناء الجنوب بالقصف الجوي في هدف لا يخفى على أحد في عملية تصفية وإفراغ للجنوب من أبنائه الأحرار الذين يتخوف الإحتلال الجديد من مقاومتهم له، وهو ما يمثل خطورة مضاعفة عبر استقطاب أبناء المحافظات الجنوبية من الشباب الذين لديهم الطاقة والنشاط والذين يؤمل فيهم ليكونوا حصنا منيعا ضد أي احتلال أو بغي ويدفع بهم إلى خلف حدود الحدود .
وقال” إن من الأهون أن نتقاتل كما حصل في الماضي فيما بيننا على أن نشاهد العدو يأخذ هؤلاء الشباب إلى البقع أو علب وإلى ميدي ومن الخطير جدا أن يصبح اليمني كبش فداء للجيش السعودي ثم تحصل لهم تصفيات من الخلف وقصف لمعسكراتهم بالطيران في هدف واضح لا يعني تمكين أبناء هذه المحافظات منها، بل ورقة يستخدمونها للقضاء على المشاريع التي تواجه الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ثم بعد تفريغ الجنوب من كل من يمكن أن يقف ضدهم أو ضد القاعدة وداعش في صورة للمشروع الذي يقدمونه لأبناء اليمن .
وجدد الأخ صالح الصماد التأكيد على أن اللقاء مع أبناء الضالع يأتي بغرض استعراض المشكلات والواقع والتناصح وأن يفهم أبناء الضالع وغيرها من أبناء المحافظات الجنوبية أن الدولة ستعمل بكل ثقلها مهما كانت الظروف الإقتصادية الصعبة في هذه المرحلة بما فرضته أولوية مواجهة العدوان مع أبناء هذه المحافظات في سبيل تثبيت الأمن والإستقرار ورفع وطأة الإحتلال عن بقية المناطق التي يأمل الجميع أن تكون محافظة الضالع نموذج راقي في ذلك.
وتمنى رئيس المجلس السياسي الأعلى أن يستفيد المرتزقة والعملاء من مختلف المحافظات من العفو العام وأن يعودوا إلى رشدهم .. معربا عن الألم حتى على أعضاء تنظيم القاعدة وهم قاصرون عن إدراك خطورة الأمريكيين عليهم وخطورة النظام السعودي الذين يعتبرونهم مجرد ورقة لتنفيذ أجندة أمريكا في التواجد والإحتلال وهم يقاتلون في اليمن تحت راية السعودية وأمريكا وأن هذه المسرحية الأمريكية وإنتهاك سيادة البلد أمر مزعج ولن يقبل به أحد .
كما عبر عن الألم على كل قطرة دم تسقط منهم وأن ما يدفعه العدوان لهم ماديا يمثل قيمة الإنسان وعزته وكرامته ودنياه وآخرته بثمن بخس للنفس والروح الغالية التي لا يشرفها ولا يحقق لها الرضا إلا أن تُقدم في سبيل الحق والدفاع عن الوطن .
وأشار الأخ صالح الصماد إلى أن اليمن أمانة في أعناق الجميع وهي تواجه حربا دولية وعدوانا عالميا بقيادة أمريكا التي أعلن منها العدوان ويعرف الجميع أن الأمريكي لا يمكن أن يعلن نفسه متزعما إلا في حالة ضمانة للنصر وهو يعرف أن طول مدى الحرب وارتدادات ذلك على الداخل الأمريكي، فيما لا يعي السعودي لهذا الشيء لذلك دفعه الأمريكي وأذنابه كواجهة للعدوان على اليمن وأسهموا في تخريب بنيته التحتية وخلق جرح عميق لا يمكن أن يندمل وسيبقى في قلوب اليمنيين في مواجهة العرب الذين كان حري بهم أن يقفوا مع هذا الشعب فإذا بهم يكونون رأس حربة لهذا العدوان.
وأشاد بالمواقف الوطنية البطولية لأبناء محافظة الضالع وما ينتظر منهم في مختلف المواقع التي يشغلونها والعمل من أجل المستقبل وتجاوز المشكلات المتراكمة التي واجهوها خلال العقود الماضية وأنهم جزء من الصبر اليمني الكبير الذي يعجز الإنسان إلا أن ينحي إجلالا لهذا الشعب العظيم الذي يصمد ويصبر ويقوم بالمؤسسات دون رواتب أو معاشات في صورة من صور كرامة اليمني الذي يرفض أن يقبل بمغريات العدوان .
وأشار إلى ما توليه القيادة السياسية وحكومة الإنقاذ الوطني من إهتمام بمحافظة الضالع لقيمتها الحيوية كضمانة للوحدة الإجتماعية بين المحافظات الشمالية والجنوبية كما كانت وستظل دوما محافظة وطنية ووحدوية حاضرة كغيرها من المحافظات تقدم المدد البشري في مختلف الجبهات للدفاع عن الوطن وكرامته .
ووجه رئيس المجلس السياسي الأعلى، رئيس الوزراء بالجلوس مع ممثلي المحافظة لتدارس الإمكانات المتاحة لضمان إستمرار تقديم الخدمات ومواجهة ظروف العدوان والإستفادة من أبناء محافظة الضالع المتواجدين في مختلف مفاصل الدولة بوطنية وروح مخلصة.
كما أكد أهمية الترفع عن أي مشكلات في سبيل مواجهة الأولويات الرئيسية وفي مقدمتها مواجهة العدوان وما يتطلبه ذلك من جهود وتكاتف وتكامل والعمل على وضع أبناء المحافظة وقيادتها في الأماكن والأعمال التي تليق بهم وبتضحياتهم وأدوارهم التاريخية.
واستعرض رئيس المجلس السياسي الأعلى مع الحاضرين الوضع العام على المستوى السياسي والعسكرية ومدى الإطمئنان الذي تحقق في مختلف الجبهات والثبات والصمود في الميدان وجهوزية الجيش واللجان الشعبية للتصدي للعدوان الذي لن يستطيع تحقيق أي انتصار إطلاقا حتى باعتماده على الماكنة الإعلامية الكبيرة في مواجهة أصحاب قضية ووطن مشروع وتضحيات شعب لا يمكن أن يساوم عليها أحد بقوافل الشهداء التي قدمت والبنية التحتية التي دمرت .
ولفت الصماد إلى آخر ما حققه أبطال الجيش واللجان الشعبية من إنتصار بتدمير ما يقدر بـ20 بالمائة من قوام القوات البحرية السعودية باستهداف الفرقاطة الخامسة في المياه الإقليمية اليمنية وتدميرها وأن الجيش واللجان الشعبية قد أرسلت تحذيراتها ورسائلها وأن على العدو أن يعي أن إمتلاكه لطائرات الـF16,F15 واستطاع بحمق وحقد أن يرتكب المجازر من الجو لن يعجز اليمنيون من أن يطالوه حيث تصل أيديهم .
وكان وكيل أول محافظة الضالع حنين حنين الدريب قد عبر عن شكر قيادة محافظة الضالع وشخصياتها للقيادة السياسية ممثلة في رئيس المجلس السياسي الأعلى على ما توليه من إهتمام بالمحافظة وحرصه الدائم على متابعة أحوال أبنائها ومشكلاتها رغم ما يمر به الوطن من مشكلات إقتصادية معقدة ونتائج مترتبة عن الحرب الشاملة التي يشنها العدوان السعودي الأمريكي على اليمن .
فيما عبر عدد من قيادات وأعيان محافظة الضالع عن سعادتهم بلقاء رئيس المجلس السياسي الأعلى وما تلقاه المحافظة من إهتمام ومتابعة لأوضاعها في الظروف الراهنة وما يمثله أبنائها من قيم وطنية وحدوية راسخة لم تؤثر فيها تراكمات الأخطاء والاستهداف من قبل العدوان الجديد القديم وأن ما يحصل اليوم هو تمثل لأعراض التعافي من الهيمنة والاستغلال ومصادرة القرار السياسي والإستثمار في تمزيق اليمن وأبنائه كي لا يأخذ اليمن وشعبه العظيم المكانة التي يستحقها