أطفال اليمن تحت نيران القنابل العنقودية!

 

إب نيوز 11 فبراير2017
ليندا مرعي

باحثة لبنانية – دكتوراه في تاريخ لبنان الوسيط – فرنسا
أطفال اليمن المظلومين، المعذّبين والمحرومين من أبسط أنواع الراحة والطمأنينة، حُرموا من حقّهم في العيش بسلام، بعيداً عن الحرب والقتل والدمار، بل أصبحوا من أكثر الشعوب حرماناً ونصفهم يعانون المجاعة وسوء التغذية.
إنها الحرب التي فتكت ولاتزال تفتك بأجساد أطفال اليمن ذنبهم الوحيد أنهم يمنيون
إنها الحرب التي فتكت ولاتزال تفتك بأجساد أطفال اليمن ذنبهم الوحيد أنهم يمنيون
اليمن الجريحة الصامتة المقاومة بأجساد أبنائها المُعذّبة نتيجة سياسة إقليمية مهّدت لها بأداة تنفيذ للأسف عربية إسلامية تحمل شعار حماية الأمة الإسلامية. إنها اليمن المصير المجهول لأطفالها، لنسائها، لشبابها ولشيوخها، فُرضت عليهم حرب لم يختاروها أو يطلبونها، إنما قامت بسبب نزاع على السلطة كان من الممكن حل هذه النزاعات السياسية بين الأطراف المُتنازعة سلمياً من دون اللجوء إلى العنف والقتل ودمار البيوت والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية لليمن تحت ذريعة القضاء على قوى سياسية في السلطة اليمنية والاستئثار بالسلطة. من قال أن الحل السلمي والحوار لم يكونا متاحين أو ممكين أم أن اختيار الحرب كان بنظركم أسرع فوقعتم في مأزق أكبر وفخّ أعد لكم سابقاً؟

أطفال اليمن المظلومين، المعذّبين والمحرومين من أبسط أنواع الراحة والطمأنينة، حُرموا من حقّهم في العيش بسلام، بعيداً عن الحرب والقتل والدمار، بل أصبحوا من أكثر الشعوب حرماناً ونصفهم يعانون المجاعة وسوء التغذية.
إنها الحرب التي فتكت ولاتزال تفتك بأجساد أطفال اليمن ذنبهم الوحيد أنهم يمنيون.
تهطل طائرات التحالف بوابل من القذائف والقنابل العنقودية المُحرّمة على أجسادهم أما يظهرون جثثاً في وسائل الإعلام أو مشوّهين في كافة أنحاء جسدهم وينتظرون من يخفّف آلامهم المُميتة.
إنها القنابل العنقودية نفسها التي استخدمها العدو الصهيوني في حربه على الجنوب اللبناني، قصف بها أطفاله نساءه وشيوخه ولكنه لم يستطع النيل من كرامة وعزّة أهالي الجنوب بل زادهم مقاومة ونقمة وتمسكاً بمقاومتهم والوقوف جنباً إلى جنب أبنائه المقاومين.
التاريخ يُعيد نفس اليوم على الأراضي اليمنية، ولكن المُحزن المُبكي أن هذه الحرب شنتها دول إسلامية تقصف اليمن جمعاء بقنابل محرّمة دولياً ولكن أيسمح ببيعها للدول التي تحبّذ إبادة الشعوب وقتلهم وتشويه وجوههم وأجسادهم !!! تجعلهم يعانون الأمرّين وآلام يصعب على المرء تصوّرها فكيف أطفال شوّهت أجسادهم بنيران قاتلة يبكون ويئنّون في أحضان أمهاتهم إن وجدوها إلى جانبهم. وإن قضي عليها بنيران اشقائها العرب أصبح مصير الطفل مجهولا..
أين العالم من هذه الوحشية والجرائم الإنسانية التي تُرتكب بحق الطفولة، لماذا يُقصف أطفال اليمن وأهاليهم بهذا النوع من القنابل. مَن المستفيد؟
هل بهذا العمل تقطعون الطريق على الأطراف المتنازعة في اليمن أم تقضون على الطفولة اليمنية؟
هذه المشاهد الفظيعة والمروّعة التي تبّثها بعض الشاشات العربية أليست دليلاً يدين الجاني ويسمح بمحاكمة من يشتري ويبيع ويصنع هذه الأسلحة ويضربون أطفال اليمن فيها؟ أنتم تفتكون بأطفال حرمتهم الحياة من حقهم في طفولة بريئة صافية وآمنة، حتى حُرموا من الذهاب إلى مدارسهم واللعب بأمان من دون هطول القذائف على رؤوسهم.
هل قضت حربكم أيها التحالف على الطرف اليمني المعادي لسياستكم؟هل دخلتم اليمن ونشرتم السلام؟هل أعدتم اليمن بلداً تسوده السكينة والطمأنينة؟ أم أنكم أحرقتم اليمن وتحرقون اليابس قبل الأخضر، قضيتم على الأطفال والشعب اليمني حتى الحجارة لو كان بإمكانها أن تنطق لقالت كفى ظلماً وعدوانا، ألسنا مسلمين أم أنكم ضعفاء كثيراً حتى تمتد يدكم على أطفال عُزّل بعدما سرقتم منهم أحلام الطفولة
إنهم أطفال لا يعلمون ماذا يجري ولكنكم بأنفسكم خطّطتم تاريخكم السيّئ على أجسادهم؟
بعدما أحرقتموهم ونحتم أجسادهم بآثار الحرب التي لن تُمحى من ذهنهم مدى حياتهم
. سيتذكّرون كيف حاصرتموهم براً وبحراً وجواً ومع ذلك لم تتركوا لهم سوى دماراً وكرهاً في أنفسهم وسيقولون أنتم شوهتمونا وقتلتمونا بالقنابل العنقودية ولن نسامحكم!!!!!

You might also like