هناك مرتزقة من يشكك في قيادتنا لا تصدقو النصر قادم
أسلحة أميركية بالغة التطور وقعت في أيدي الحرس الجمهوري اليمني و«اللجان الشعبية»
جبهة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي» السياسية تبدو متماسكة وموحدة في مواقفها. هؤلاء قدموا تنازلات كثيرة وقبلوا عودة الحكومة إلى صنعاء والإنسحاب من المدن والتفاوض على خطط لنزع السلاح ليس من الزاوية التكتيكية. هم يدركون أن اللعبة الكبرى في المنطقة تطحن اليمن. ويحرصون على بقاء بلادهم لأنهم لا يملكون غيرها، بعكس خصومهم الذين يرون أن حساباتهم المصرفية هي العنوان. هم بقوا في مسقط للتفاوض مبدين كل تماسك واستعداد جدّي للحوار. وفي المقابل يبدو الطرف الآخر متضارب التكوين والأهداف على عدة مستويات. أجندات السعودية غير القطرية والإماراتية. وإذا كان حزب «الإصلاح» و«القاعدة» مع السعودية يريدون الهجوم من الجنوب نحو الحديدة والعاصمة وتعز، ومن مأرب نحو الجوف وصنعاء مخاطرين بحرب مذهبية كبرى، فإن «الحراك الجنوبي» والإمارات يختلفون على ذلك، وإن كان دمّ الإماراتيين فائرا بسبب الخسائر الضخمة التي تكبدوها في صافر منطقة صحن الجنّ. الأمر الآخر أن اليمن لا يزال يحتفظ بمفاجآت عسكرية من قدرات صاروخية قادرة على ضرب عواصم كالرياض وأبوظبي والدوحة والمنامة. وعندما يبدأ الزحف نحو صنعاء ستواجه الجيوش تدميراً هائلاً في الطريق لأن كل القبائل ستحاربها. وتتهدد تلك العواصم بمثل ما كانوا ينوون إلحاقه بصنعاء.
بعض المعطيات الميدانية باتت تشي بأن الأمور تجاوزت بعض الخطوط الحمر. هناك معلومات مؤكدة حصلت عليها «الأخبار» بأن أسلحة أميركية بالغة التطور وقعت في أيدي الحرس الجمهوري اليمني و«اللجان الشعبية». وهي عبارة عن منظومة تحتوي على تقنيات دفاعية متطورة. وبالتالي باتت الرياض في وضع محرج للغاية كحليف يمكن الإعتماد عليه وتزويده بمعدات تقنية عالية. الجيش السعودي فرّ في مناطق من نجران وجيزان وترك تلك المعدات دون أن يدمرها في الحدّ الأدنى. وقعت في يد الحرس الجمهوري اليمني الذي لن يتأخر في معرفة كيفية إستخدامها، وستظهر آثارها في المعارك المقبلة.
واشنطن باتت أيضاً قلقة على وضع البيت السعودي. الجيش السعودي كشف بمغامراته الفاشلة مدى هشاشته. شاهد الأميركيون فيديوهات قناة المسيرة التي عرّت مدى هلع الضباط السعوديين وخوفهم وفرارهم الجماعي من جبهات القتال. صورة تشجع تنظيم «داعش» على التجرؤ داخل المملكة، وربما في دول أخرى كالكويت والبحرين بشكل خاص، حيث لديه قاعدة شعبية كبيرة. الإعتقالات في صفوف التنظيم في هذه الدول تضاعفت في الأشهر الماضية، ويمكن أن يبادر أنصاره إلى أعمال كبيرة مستفيدين من حالة الإرباك الميدانية والسياسية التي تعيشها هذه الدول.