أسباب منع اليمنيين من الحج
……………………………….
أسباب منع اليمنيين من الحج
……………………………….
بقلم / أكرم عبد الرحمن غندل
رئيس جبهة 26 آذار الإعلامية
.
▪ الجميع أراد أن يتعرف على الأسباب الحقيقية لمنع اليمنيين من الحج فمنهم من فسّر : ( وهم العوام ) ، ومنهم من برَّر ( وهم إخوان سلمان ) ، ومنهم من حلّل ( وهم المحللون السياسيون كلا منهم بما يخدم انتماءه ) .
(1) فالبعض منهم اتخذ من إمكانية ترديد (( شعار الموت لأمريكا )) في الحرم فرصة ليشيع أن ذلك سبب في منع اليمنيين من الحج !!
.
(2) والبعض خُيّل له أنه لو فُتِحَ لليمنيين الحج لذهب الحوثيون وافتعلوا مشاكل بداخل مكة والمدينة !!
.
(3) والبعض يعتقد أن منع الشعب اليمني من الحج ردة فعل طبيعية بين دولتين متحاربتين خوفا على أمن السعودية واستقرارها في موسم الحج الذي يعد بالنسبة لها موسم تجارة وجني الأموال !!
.
(4) والبعض يشيع أن سبب ذلك هو امتناع الحوثيين من ختم المعاملات الرسمية بالختم الرسمي وإحلال محله ختم اللجنة الثورية . !! والحقيقة أن ما سبق سرده من تخيلات وتحليلات وتبريرات ليست إلا احتمالات ضعيفة وإشاعات يراد بها المكايدة .
.
▪ وإذا ما افترضنا جدلا بإمكانية حدوث ذلك إلا أنها احتمالات ضعيفة جدا .. بل ولو تأكد آل سعود من تحققها دون تحقق الأسباب المحتملة التي يخافون منها هُم لفتحوا باب الحج لليمنيين عامة و لأنصار الله خاصة ليكون لهم ذريعة كبرى وفرصة ذهبية ليؤكدون للرأي العام العالمي وللمسلمين المجتمعين في الحرم المكي من مختلف دول العالم العربي والإسلامي وعلى الهواء مباشرة أنهم لا يلامون على ما يقوون به من عمليات عسكرية في اليمن . إلا أنهم يعرفون جيدا أن ذلك لم ولن يحدث .
.
▪ وبناء على ما أسلفت .. فالأسباب صاحبة الاحتمال الأقوى لمنع اليمنيين من أداء فريضة الحج هي عدة أسباب ومنها :
.
– السبب الأول : هو أن آل سعود يخشون من أن يقوم حجاج اليمن باستغلال دخولهم إلى مكة ويقوموا بشرح قضيتهم للحجيج الذي سيأتي من مختلف العالم العربي والإسلامي فيقوم الحجيج بنقل الصورة الحقيقية للقضية اليمنية إلى شعوبهم فيفتقد آل سعود تعاطف الشعوب العربية والإسلامية المغرر بهم .
.
– السبب الثاني : وهو أنهم يخشون أيضاً أن تقوم وزارة الأوقاف بإدخال حجاج نوعيين يخترقون التحصينات الفكرية السياسية للشعب السعودي نفسه بإيضاح الحقائق المغيبة عنهم بتسريب الأشرطة المرئية أو غيرها عن الهزائم العسكرية لقوات التحالف أو لوثائق سرية ونقاط ضعف تجري في المفاوضات ونحو ذلك .
.
– السبب الثالث : وهو أن آل سعود يخافون من فتح قنوات للتواصل مع معارضين من الأسرة الحاكمة أو مع قيادات جعفرية أو إسماعيلية أو علمانية معارضة أو فتح قنوات تنسيق مع مغتربين يمنيين مغامرين .
.
– السبب الرابع : وهو أن آل سعود لم يكن في حسبانهم أن يخرج اليمن من تحت سيطرتهم .. لذا لم يكونوا قد وضعوا خطة في كيفية التعامل أمنيا ومخابراتياً مع دولة جارة وعدوة في نفس الوقت . مع أن وكالات الحج والجهات المعنية بالحج قد قبلت بكل الشروط و التشديدات التي حاولوا أن يعرقلوهم بها .
.
– السبب الخامس : وهو أن إجراءات الحج تقتضي التعامل رسميا ، ولا يمكن أن يتم ذلك ؛ لأنه لو تم لكان اعترافا رسميا من آل سعود بالدولة القائمة التي يتحكم بزمام أمورها أنصار الله ( حسب المفهوم السائد ) ولكان أيضا اعترافا رسميا بشرعية ثورة 21 سبتمبر التي قامت على عملائهم .. وفي هذه الحالة سيُعاب على آل سعود وعلى تناقضاتهم . مع أن الجهات الرسمية المعنية بالحج قد وافقت على الشروط التي يعتقد آل سعود بأنها ستلغي طابع الاعتراف بالقوى المسيطرة من خلال المعاملات .
.
– السبب السادس : وهو السبب الحقيقي والأقوى والتي تعد كل الاسباب السابقة نتاج هذا السبب وهو أنهم قد ربطوا الحج بمشاعر الغضب والرضا عندهم فصدوا عن بيت الله .. ونحن نأمل أن يكون ذلك سببا في هلاكهم مصداقا لقوله تعالى : (( وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ))
.
▪ أما الحركة التي قام بها آل سعود وأدخلوا حجاجاً محسوبين على حزب الإصلاح وحزب الرشاد الإخواني وبثمن مقداره 150 ألف ريال يمني فقد جاءت لعدة أسباب ومنها :
.
– السبب الأول : لكي يقولوا للرأي العام نحن لم نمنع اليمنيين من الحج وإنما منعنا الحوثيين و العفاشيين . حينها يضمنوا استعادة التعاطف الشعبي في العالم الإسلامي .
.
– السبب الثاني : لإغاظة واستفزاز أبناء الشعب اليمني ، متخيلين أن ذلك سيأتي بنتائج عكسية ضد أنصار الله وأنصار صالح
.
– السبب الثالث : لاستمالة الإخوان المسلمين وإطفاء نار الحقد الذي في قلوبهم بسبب ما قامت به السعودية في مصر وتسببت في إسقاط الإخوان .
.
– السبب الرابع والخطير : هو إدخال حجاج إخوانيين نوعيين ليتم تدريبهم ودعمهم وجمعهم بقياداتهم في الرياض ليتم التنسيق معهم على خطوات سرية يقومون بها عند عودتهم .
.
▪على كل حال .. الذي يجب أن يفهمه المخالف والموالف للشعب اليمني هو أن أبناء اليمن بقدر ما اصابهم الحزن من ربط ركن من أركان الإسلام بمشاعر الرضا والغضب عند آل سعود إلا أن الفرح بقرار المنع من الحج ظاهر عليهم !! وكثيرا ما يحمدوا الله على ارتكاب آل سعود مثل هذه الحماقة ؛ لأنهم يعلممون جيدا أن آل سعود واذنابهم من ذوي الفجور إذا خاصموا !!
.
فلربما غدروا بحجاجنا مرة ثانية وقتلوهم كما قتلوا ثلاثة آلاف حاج يمني سنة 1922م في منطقة ( تنومة )
.
وربما قاموا بافتعال مشكلة أو مجزرة في الحرم أثناء تأدية المناسك ليلبسوها الشعب اليمني باسم مليشيات(حوثية) و (عفاشية ) ليستعطفوا بها جيوش العالم العربي و الإسلامي .
.
وربما قاموا بإعطاء حجّاجنا الهدايا الغذائية المسمومة مثلما عملوا مع بعض حجاج إحدى الدول في زمنٍ مِن الأزمان ليموتوا موتاً بطيئاً حال سفرهم أثناء خروجهم من الحدود السعودية .