(هتلر) لم يكن ديكتاتوراً !
إب نيوز 4 ابريل
بقلم / الشيخ عبد المنان السنبلي
ولدنا وعرفنا كما قيل لنا وقيل لأباءنا من قبل سواءً في كتب التاريخ او في وسائل الإعلام أن هتلر كان إنموذجاً لواحدة من أهم مدارس الديكتاتورية في التاريخ وهي النازية، فهل كان هتلر فعلاً ديكتاتوراً أم انه أُريد له أن يكون ديكتاتوراً ؟!
نعم لقد سعى هتلر بعد وصوله إلى السلطة بصورة ديمقراطية في عام 1933 إلى إقصاء وتهميش الأحزاب الأخرى وإيداع قياداتها المعتقلات والسجون وهذا يُعَد في ظل الظروف المثالية ضرباً من ضروب الديكتاتورية، فهل كانت تمر ألمانيا في ذلك الوقت بظروفٍ مثاليةٍ أم إستثنائية حتى نستطيع تصنيف وتقييم حالة هتلر ؟!
في الحقيقة كثيراً ما يستدل خصوم هتلر بدكتاتوريته من خلال إبراز بعضٍ مما جاء في كتابه (كفاحي) من تمجيد للعرق الآري ومعاداةٍ للسامية وضرورة إجتثاث وترحيل اليهود إلا انهم يتعمدون إغفال الظروف التي جعلت العريف في الجيش الالماني خلال الحرب العالمية الاولى هتلر يؤمن بما سرده في كتابه ذلك والذي جاء عقب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الاولى وقيام المنتصرين بوضع شروط إستسلام مذلة بحق المانيا وسيادتها ووحدة أراضيها وكذلك دور اليهود وبعض القوى الالمانية في ذلك، الأمر الذي أدى إلى نشوء حركة قومية ألمانية كنوع من ردة الفعل مناهضة لكل ما تمخض وأسست له معاهدة (فرساي) لاشك كان ادولف هتلر أحد زعماءها ومنظريها !
عدا ذلك فقد استطاع هتلر خلال فترةٍ وجيزةٍ جداً ما بين 1933و 1939 من تحرير المانيا من قيود معاهدة (فرساي) وبناء جيشٍ قويٍ جعلها تعود من جديد على الساحة الدولية كقوةٍ عظمى وفاعلة، فهل نُسميه (ديكتاتوراً) من استطاع أن ينتشل بلده وشعبه من وحل المهانة والخنوع وتسلط قوى الهيمنة والإستعمار ويوحد بلاده ويسعى إلى استعادة أراضيها المقتطعة لصالح بولندا وفرنسا في فترةٍ زمنية لم تتجاوز الست السنوات فقط ؟!
امريكا في الحقيقة وقبلها بريطانيا هما من صنفا للعالم الأنظمة ولازالا بحسب ولاء كل نظامٍ من عدمه لهما، فنجدهم يرون في هذا النظام أنه مثلا ً(ديكتاتوريٌ) ولا يحترم حقوق الأنسان لمجرد أنه فقط مارقٌ عليهم مثلاً أو يحمل نزعةً إستقلالية أو قومية او غير ذلك من عناصر الاعتداد بالذات والاعتزاز بالنفس بينما لا يرون في نظامٍ آخرٍ أنه كذلك مادام يدور في رحاهم ويصعد في أفلاكهم حتى وإن كان لايزال يحكم شعبه بعقلية القرون الوسطى كبعض أنظمة وسط الجزيرة والخليج العربي، وإلا لماذا لم يوصم بالدكتاتورية خلال المائة سنة الماضية إلا الانظمة التي ظلت على تصادمٍ واختلافٍ مع لندن أو واشنطن كالمانيا النازية واليابان الامبراطورية وبعدها كوبا ومصر عبدالناصر وعراق صدام واليوم كوريا الشمالية وسوريا وغيرها من البلدان والأنظمة الطامحة في التعملق وحجز أماكنها على نواصي المجد والعظمة، بينما دولٌ وأنظمةٌ إرهابيةٌ كإسرائيل أو متخلفةٌ ورجعيةٌ كالسعودية لا يتم التطرق إليهما أو التعرض لهما رغم سجلاتهما الحافلة بالإجرام وانتهاك حقوق الإنسان لا لشئٍ إلا لأنهما من صنائع وأتباع واشنطن ولندن !
هكذا بصراحة هو المعيار الذي يتم إعتباره لمعايرة حالة الديمقراطية والديكتاتورية وما بينهما كما أثبتت ذلك الأيام والسنون، ولو كان هتلر مثلاً حليفاً لواشنطن لكان تمثاله اليوم منتصباً بجانب تمثال الحرية بنيويورك وكذلك موسوليني وناصر وكاسترو وغيرهم ممن حققوا لشعوبهم وأوطانهم من المجد مالم تحققه تريليونات الدولارات لبلدان وشعوب النفط الممزوج بزيوت العمالة وأكسير الخنوع والاستسلام ! فهل حقق النظام السعودي مثلاً من العظمة والمجد لوطنه بعضاً مما حققه هتلر لالمانيا، وهل منح بنو سعود شعبهم من الحقوق والحريات أكثر مما منحه هتلر لشعبه ؟!
على الأقل كان للمرأة الحق في عهد هتلر أن تقود الطائرات ناهيك عن قيادة السيارات، فأيهما الديكتاتور يا ترى؛ هتلر أم حكام الأنظمة المتخمة بالعمالة والنفط ؟!
في الحقيقة الفرق واضح بين من قال : ساموت منتصراً أو وأنا أحاول ! وبين العالقين والراكعين تحت إبطي الهزيمة !
#معركة_القواصم