الأقزام وفَرَاديس العَرب المَفقُودة !

إب نيوز 9 ابريل

بقلم / الشيخ عبد المنان السنبلي

كما هو معلوم أنه في عام 1492 سقطت آخر ممالك (الطوائف) العربية في الأندلس (غرناطة) لتتم على إثر ذلك أكبر عملية تطهير عنصري واجتثاثٍ عرقي عرفها التاريخ للعرب والمسلمين ويخرج العرب منها نهائياً إلى الأبد لتصبح فيما بعد بالنسبة لهم أشبه (بفردوسٍ مفقود) لا يتجاوز ذكرها بكائيات الأدباء و الشعراء وبعض المهتمين !
في الحقيقة تتلخص أسباب سقوط وضياع الأندلس من أيدي العرب في عملية تشظي وتفتت الدولة العربية الإسلامية في بلاد الأندلس إلى ممالك ومشيخات يتزعم كل واحدة منها ملكٌ أو اميرٌ أطلق عليهم جميعاً مصطلح (ملوك الطوائف) حيث بدأ كل واحدٍ منهم بالتآمر على الآخر مستعيناً بالأسبان حتى تساقطوا واحداً تلو الآخر وضاعت بذلك من بين أيدينا الأندلس إلى الأبد !
واليوم ونحن على أبواب الذكرى التاسعة والستين لإغتصاب فلسطين على أيدي العصابات الصهيونية في 15مايو 1948 والذي عُرف لاحقاً (بيوم النكبة) وبعد عدة محاولاتٍ عربيةٍ فاشلةٍ لإستعادة فلسطين، ها هم أشباه أولئك الملوك المفرطين والمستهترين قد ظهروا علينا مؤخراً ليس تحت مسمى (ملوك الطوائف) ولكن الأنسب أن نختار لهم هذه المرة مسمىً آخر هو (ملوك وأمراء العواصف) وذلك لكثرة ما تآمروا به على الأمة خدمةً لمن يتربص بها من بني عمومة وأحفاد الأسبان المهاجرين إلى قارات العالم الجديد(أمريكا) حيث وأنهم قد توجوا تآمرهم ذلك في (عاصفات الصحراء والحزم ورعد الشمال والسهم الذهبي ووووو … ! ) ويعلم الله أي عاصفة قادمة سيأتون بها إلينا في إطار إستكمال مسلسلهم التآمري على الأمة العربية والتي بدأت ملامح صورته النهائية تتجلى وكأنها نفس السيناريو الذي ضيع به (ملوك الطوائف) ذات يوم علينا الأندلس لتصبح (فلسطين) الفردوس المفقود الثاني !
فنحن ننظر اليوم كيف أن (ملوك و أمراء العواصف) قد بدأوا بالإعتراف المتدرج بإسرائيل وإدعاءها بأحقيتها في إمتلاك فلسطين وتهجير الشعب العربي الفلسطيني من أرضه كما فعل الأسبان بالأندلسيين وكأن التاريخ يعيد نفسه إلا أن الأخطر من ذلك كله هو أن (ملوك العواصف) لن يتوقفوا عند تضييع فلسطين فقط وإنما على ما يبدو أن مهمتهم أكبر وأخطر من تلك التي عُهدت إلى (ملوك الطوائف) والتي لن تنتهي إلا وقد تسببوا وأسهموا في ضياع الأمة العربية وتقسيمها وتجزئتها أكثر فأكثر إلى أن تصبح بلداننا جميعاً (فراديساً مفقودةً) إن لم نتدارك الأمر ونتصدى لهؤلاء العينة من المطايا والأقزام،
فهلّا نقرأ التاريخ و نتعظ ؟!
#معركة_القواصم

You might also like