الأمم المتحدة تحذر من تحول حرب اليمن إلى “أزمة منسية”
إب نيوز 22 أبريل
حذّر منسق منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، من تحوّل حرب اليمن إلى «أزمة منسية»، في مقابل الاهتمام الدولي بحربَي سوريا والعراق، مؤكداً على أن مناطقه باتت جزءاً صعباً من عمل المنظمات الإنسانية.
ودلل ماكغولدريك، في مقابلة مع «الأناضول» على برودة الموقف الدولي تجاه الدفع نحو حل سياسي للأزمة اليمنية، بمحدودية الاستجابة للخطة الإنسانية، التي أطلقتها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه تم «جمع 296 مليون دولار من أصل 2.1 مليار دولار، رغم أن اليمن يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم حالياً».
وشدد على «الحاجة لحشد الدعم للموارد الإنسانية والمالية المطلوبة الذي لم يتجاوز نحو 14.3% من المبلغ الذي رصدته الخطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».
وأكد ماكغولدريك على أن «17 مليون شخص (من أصل 27.4 مليون) بحاجة إلى مساعدات، وسبعة ملايين منهم عاجزين عن توفير الطعام لأسرهم»، محذراً من خطورة إقدام «التحالف» على مهاجمة مدينة الحديدة التي تعد «قناة إمداد حيوية لا يوجد لها بديل في اليمن، وتخدم عدداً كبيراً من السكان، سواء في القطاع التجاري أو المساعدات الإنسانية».
وقال «نحن نعد خطة طوارئ، لمواجهة أي احتمالات قد تحدث، وكعاملين في المجال الإنساني مسؤولون فقط عن مساعدة الناس»، معترفاً في الوقت ذاته بأنه «ليس لدى الأمم المتحدة أي تأثير على مسار العمليات العسكرية».
ووصف البدائل التي طرحها «التحالف» والحكومة اليمنية باستخدام منافذ بحرية وبرية عبر عدن أو السعودية في حال نشبت المعركة، بأنها «غير مجدية وتعتريها المخاطر الأمنية المحتملة».
وإلى جانب مخاوفه من مهاجمة الحديدة والتأثير سلباً على وتيرة تدفق البضائع والإمدادات الإنسانية إلى اليمن، نبّه ماكغولدريك، إلى خطورة العملية العسكرية على السكان في المدينة الذين يتجاوز تعدادهم مليوني نسمة، مما سيؤدي إلى «المزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية».
كما أكد منسق الشؤون الإنسانية، على أن «مشكلة الرواتب أصبحت تستخدم كأداة من أدوات الحرب»، محملاً ضمنياً حكومة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، مسؤولية تأخير صرف الرواتب خلال الأشهر الأخيرة.
وكشف ماكغولدريك، أنه «طلب خلال مقابلته هادي، شخصياً، ورئيس حكومته (أحمد عبيد بن دغر)، اعتماد آلية متوازنة لدفع رواتب الموظفين بغض النظر عن أماكنهم»، مشدداً على ضرورة «إقناع الجميع بأن هذه مشكلة إنسانية، وأن يمتثلوا إلى المجتمع الدولي، للحيلولة دون انهيار الخدمات الإنسانية، واستمرار عرقلة صرف الرواتب».
إلى ذلك، لم يُظهِر منسق الشؤون الإنسانية، تفاؤلاً حيال قدرة مبعوث الأمم المتحدة في اليمن، ولد الشيخ أحمد، على «دفع كافة الأطراف اليمنية للجلوس إلى طاولة الحوار في الوقت الراهن».
يشار إلى أن الأمم المتحدة أعلنت عن استضافة مؤتمر وزاري دولي في جنيف، في 25 من الشهر الجاري، لدعم جهود مواجهة خطر المجاعة في اليمن، لكن المؤشرات الأولية على نجاح المؤتمر لا تبدو إيجابية، في ظل اتجاه أنظار المجتمع الدولي إلى أزمات، سوريا والعراق وليبيا.
(الأناضول)