هل كشف وزير الدفاع الأميركي عن حلف شرق أوسطي على غرار حلف الناتو؟
وكالات | إب نيوز 29 رجب1438هـ الموافق 2017/4/26 خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع الأمريكي جايمس ماتيس، في مبنى الوزارة في تل أبيب نهاية الأسبوع الماضي، كشف ماتيس أن الولايات المتحدة تتوجه نحو حلف دفاعي إقليمي، شرق أوسطي.
قال ماتيس إن “حلفنا مع إسرائيل هو حجر الزاوية في مبنى أمني إقليمي واسع جداً، الذي يتضمن التعاون مع مصر، الأردن، السعودية، ودول الخليج. هدفي هو تعزيز شراكاتنا في هذه المنطقة من أجل ردع وهزيمة التهديدات وفي نهاية الأمر إخافة أعدائنا”.
ما الذي قصده بالضبط ماتيس في المبنى الإقليمي الذي يهدف إلى هزيمة التهديدات؟ في القدس صامتون، لا يتوسعون بالكلام أكثر من ما قاله رئيس الحكومة ووزراء آخرون خلال السنوات الماضية عن الوضع الجيد لإسرائيل في المنطقة، والتعاون الذي لا يمكن الحديث عنه.
لكن، من أجل إنشاء المبنى الأمني الإقليمي بهدف ردع وهزيمة التهديدات يجب التعاون العسكري، التكنولوجي والمعلومات. التهديد الذي تطرق اليه ماتيس هو على ما يبدو النووي الإيراني والإرهاب الذي تنشره طهران، والذي تقف مقابله الدول السنية وإسرائيل.
على المستوى العسكري حلف كهذا يجب أن يكون له تهديدات مشتركة، فعلى الأقل، خلال الحرب مع إيران، على مستوى القيادة سيضطرون إلى رؤية صورة وضع للعمليات الإيرانية ولقوات الحلف الاقليمي. حلف كهذا أيضا يستوجب قدرة على نقل نقاط الثقل بسرعة في أنحاء الشرق الاوسط والخليج الفارسي من أجل هزيمة إيران. وهذا يتطلب تنسيق وتدريبات.
على مستوى الاستخبارات، حلف إقليمي كهذا يستوجب تبادل معلومات استراتيجية وأيضا تكتيكية. فأي ميزة توجد في حلف كهذا إذا لم يكن بالإمكان الاستفادة من القدرات؟ هل معنى ذلك هو أن جهات استخبارية إسرائيلية والتابعة لدول الحلف الأخرى تعمل سويا؟ يتشاركون المعلومات والمصادر؟ وينفذون عمليات مشتركة؟.
على المستوى التكنولوجي، حلف كهذا، من بين جملة أمور، “يجمع” قدرات دفاع جوي سوية من أجل نسج الرادارات ومنصات الاطلاق لضمان، قدر الامكان، الدفاع من الصواريخ النووية الإيرانية. وكون الولايات المتحدة شريكة في تطوير منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي وقد باعت للدول الحليفة الأخرى منظمات دفاع تابعة لها، فإن الضم التقني ممكن.
على مستوى تكنولوجي آخر، حلف كهذا بحاجة إلى جهاز إشراف وسيطرة مشترك، متعدد الاذرع، وأيضا منظومات قتال مشتركة لميدان المعركة. تقنيا هذا ممكن، السؤال إلى أين تريد الولايات المتحدة أخذ هذا المبنى الإقليمي؟ إلى وضع المناورة المشتركة في الشرق الاوسط؟ الأمر غير واضح.
لا شك أن كلام ماتيس، بالإضافة إلى التصريحات المبهمة لكبار مسؤولي الحكومة في إسرائيل خلال السنوات الاخيرة، تعكس أنه بالفعل هناك تعاون إقليمي ما. ما هي طبيعته؟ ما هو هدفه؟ ما مدى مصداقيته خلال الحرب مع إيران؟ كل تلك هي أسئلة مفتوحة يجب أن توجه إلى حكومة إسرائيل. في القدس حالياً يحافظون على الصمت بهذا الخصوص.