عطوان : ترامب لن يهنيء روحاني بفوزه لانشغاله بالناتو “السني” للحرب على ايران ولكن تهنئة بوتين وربما تشكل الرد على قمم الرياض.
إب نيوز 20 مايو
ترامب زعيم العالم الديمقراطي لن يهنيء روحاني بفوزه الكبير لانشغاله بالناتو الاسلامي “السني” للحرب على ايران ولكن تهنئة بوتين ومضمونها القوي توحي بالكثير وربما تشكل الرد على قمم الرياض.. اليكم قراءة مختلفة بنتائج الانتخابات الايرانية
لا نعتقد ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي بدأ زيارة “تاريخية” الى الرياض للمشاركة في قمم، من بينها قمة قادة العالم الاسلامي، سيوجه برقية تهنئة، باعتباره زعيم العالم الديمقراطي الحر، الى الرئيس الايراني حسن روحاني بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الايرانية التي شهدت نسبة مشاركة عالية جدا، وجرى تمديد فترة الاقتراع ثلاث مرات، لسبب بسيط لان الرجل، اي الرئيس ترامب، سيكون منشغلا مع مضيفيه الديمقراطيين بتشكيل حلف ناتو اسلامي، وبمشاركة اسرائيل لمحاربة ايران.
الرئيس روحاني حقق فوزا كبيرا وفي الجولة الاولى، وتفوق على خصم قوي، السيد ابراهيم رئيسي، المرشح المدعوم من المحافظين، والمرشد العام السيد علي خامنئي، الامر الذي اعطى هذا الفوز اهمية خاصة، واكد على ان صناديق الاقتراع هي التي تقرر في نهاية المطاف من هو رئيس ايران رغم تحفظات البعض على بعض جوانب الديمقراطية الايرانية وطريقة “انتقاء” او “تنقية” قائمة المرشحين فيها.
الايرانيون اختاروا السيد روحاني المعتدل، وخليفة رفسنجاني، لانهم يريدون الاستمرار في سياسة الانفتاح على العالم، التي انطلقت بتوقيع الاتفاق النووي مع الدول الست العظمى رغم الانتقادات الشرسة التي وردت على لسان المرشد الاعلى السيد خامنئي التي انتقدت سياساته الاقتصادية المتهمة بمحاباة الاثرياء وعدم الاهتمام بالمحرومين والفقراء الذين يشكلون غالبية الشعب الايراني.
انتخاب روحاني يعكس الرد الايراني، الشعبي والرسمي، على عمليات التحشيد التي يقودها الرئيس ترامب وحلفاءه العرب ضد ايران، وهو رد على درجة كبيرة من الاهمية لانه جاء ديمقراطيا حضاريا وعبر صنادق الاقتراع، وتجسيد الرغبة في الاعتدال والابتعاد عن التطرف، اي انه في الوقت الذي يهدد فيه الامير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، بقرع طبول الحرب، ونقل المعركة الى العمق الايراني، ينتخب الايرانيون رئيسا يفضل الحوار ويمد غصن الزيتون لدول الجوار، ويحمل درجة الدكتوراة من جامعة غلاسكو البريطانية، ويحظى بدعم الشباب، ويؤيد الحريات، والانفتاح على العالم، ويتساهل مع ارتداء الحجاب.
من المؤكد ان الرئيس روحاني كان يفضل لو كان الرئيس ترامب على رأس المهنئين له، فقد التقى سلفه باراك اوباما وكان سعيدا بهذا اللقاء، ولكن مضمون برقية الرئيس بوتين اليه ربما تغنيه وتعوضه على هذا التجاهل الامريكي، خاصة الفقرة التي قال فيها “ان موسكو وطهران ستواصلان التعاون من اجل الحفاظ على الاستقرار والامن في الشرق الاوسط والعالم بشكل عام.. وان الاتفاقات التي جرى التوصل اليها بين البلدين اثناء زيارة روحاني لموسكو الاخيرة سيتم تطبيقها بالكامل، ومن بينها بناء 45 مفاعلا نوويا وتزويد ايران بصواريخ اس 300 المتطورة”.
الرئيس روحاني سيكمل مدته الثانية حتما الا اذا شاء الخالق جل وعلى غير ذلك، لكننا نشك ان يكمل ترامب فترة رئاسته الاولى.
“راي اليوم”