لهذه الأسباب، قادةُ العرب “الطغاة” يعتبرون الاحتلال الاسرائيلي كنزاً
وكالات | إب نيوز 4رمضان 1438هـ الموافق2017/5/30 :- قالت صحيفةُ “هآرتس” الإسرائيلية إن القادة العرب اليوم أصبحوا أكثرَ واقعية ويميلون نحو البراغماتية، لذلك علَّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليهم الآمال في تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب والمساعدة على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته “وطن” أن ترامب دعا مؤخرا القادة العرب إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب والقضاء على الإرهابيين الذين يعملون في وسطهم.
وأكدت الصحيفة أن هؤلاء القادة الطغاة يشعرون بالقلق إزاء بقائهم على قيد الحياة في ضوء تنامي نفوذ إيران والإرهاب، وعلى ما يبدو أن القضية الفلسطينية أصبحت تشكل أهمية ثانوية بالمقارنة مع الرغبة في ضمان بقائهم على قيد الحياة.
واليوم حكام مصر والأردن والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الفارسي يشعرون بأن تهديد زوال أنظمتهم خطر داهم، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يخوض معركة واسعة بشكل يومي مع الإرهابيين الذين يسعون إلى زعزعة استقرار النظام، لذا هو يساعد “إسرائيل” حتى تضمن له البقاء وتعمل على إنقاذه، وهو ما يفسر قوة التعاون العسكري والاستخباراتي بين مصر و”إسرائيل” خلال الفترة الراهنة، وهو أمر يهم السيسي أكثر من القضية الفلسطينية.
والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يواجه تهديدا مماثلا، لذا يحرص على التعاون مع “إسرائيل” في التعامل مع هذا التهديد، مما يدفعه إلى التخلي عن دعمه للنضال الفلسطيني. وكذلك الحكام السعوديون الذين يخشون امتلاك إيران أسلحة نووية، يرون في “إسرائيل” التي أصبحت مهددة من قبل إيران حليفا قويا، لذا لا يدعمون النضال الفلسطيني ويعطون الأولوية لمصالحهم المباشرة من أجل البقاء على قيد الحياة.
ولفتت هآرتس إلى أن ترامب يطالب الفلسطينيين بالتخلص من النضال المسلح، معتبرا أن هؤلاء الأشخاص يتبعون منهج القتل العشوائي للمدنيين واختطاف وتفجير الطائرات وقتل الإسرائيليين، لذا بعض الفلسطينيين مثل محمود عباس تخلوا عن نهج الكفاح المسلح.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن السعودية لن تطالب دونالد ترامب بالضغط على بنيامين نتنياهو لإنهاء الاحتلال، كما أن البيان الختامي لقمة الرياض لم يذكر فلسطين، وبالنظر إلى حقيقة الوضع فإنه إذا نظرنا حقا في هذه المسألة، فإننا سوف نكتشف أن السعوديين ليس لديهم مصلحة في تغيير الوضع الراهن.
وبخلاف كل شيء، بالنسبة لهم ولجميع الدول النفطية، الاحتلال كنز خفي، حيث أنه في كل مرة يخرج فيها العرب ضد أنظمتهم الفاسدة، سيتم تذكيرهم بأن القدس لا تزال خانقة تحت الاحتلال، وأن الواجب الأول لكل عربي هو تحرير القدس بدلا من التمرد في الداخل.
وفي مطلع عام 1948، عمل النظام العراقي، الذي كان تابعا لبريطانيا على تجنيد الشباب العراقيين للقتال في فلسطين، وهذه الطريقة جرى من خلالها تحويل غضب الجمهور تجاه الصهاينة بدلا من النظام. وحتى اندلاع الربيع العربي قبل ست سنوات، استخدمت الأنظمة العربية القضية الفلسطينية لتجنب محاسباتها على التزاماتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لشعبها.
وفي حقيقة الأمر، فإن معظم الأنظمة العربية تعتبر أنه من الجيد أن تستمر “إسرائيل” في الإساءة إلى الفلسطينيين، ويمكن القول إن الاحتلال مؤامرة عربية على غرار “بروتوكولات حكماء صهيون”.
وأكدت هآرتس أنه إذا كان الاحتلال الإسرائيلي مشكلة حقيقية بالنسبة للسعوديين، فإنه كان سينتهي منذ فترة طويلة، حيث كان من الممكن سحب بضع مئات من مليارات الدولارات التي تحمي الآن خزائن المصارف الأمريكية، أو وقف رحلات نقل النفط إلى أمريكا أو أوروبا.