من قبل ومن بعد نعاني !!
إب نيوز 11 يونيو
كتب : همام إبراهيم
القرآن يحمل من الأمثال والقصص مايجعل كل ما طرحها القرآن من حقيقة لاتقبل التأويل ولاالتجميد له ولا مجرد حاول أن تلتقط أكبر قدر ممكن من الحسنات بكل حرف من قراءتك للقرآن وانتهى الأمر .
يظهر جليا أنه منهج يتضمن التوعية في مضمون تلك الآيات وثقافة يتثقف بها الإنسان ، حكى القرآن عن زمن الأولين .. نعم ، ولكن كانت تلك القصص تحمل في طياتها العبر والقواعد التي يجب أن يعيها الإنسان ويفهمها في حياته وواقعه ولم تكن فقط للسابقين ،
بل هي لنا أيضا مصداقا أن القرآن يصلح لكل زمان ومكان فالقضية واحدة مهما تعددت العصور والأزمنه .
وكثيراً ماخص الله بني اسرائيل بكثرة الأمثلة عنهم في القرآن ليشرح بذلك لنا كيف كانت نفسياتهم ونظرتهم وطبائعهم حتى نفهم ونبتعد عن حمل مثل تلك النفسيات ..
هنا قول الله
( قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ )
في هذه الآية تواكب واقعنا نحن اليمنيين خاصة ..
عانى اليمنييون سنوات من الويلات والفقر والمعاناه ..
أتى أنصار الله ليحملوا هذه المسئوولية ومناهضة الطغاه والعابثين بهذا الشعب المستضعف وبذلوا الجهود والتضحيات وعانوا حروب عدوانية سنوات وسنوات ..
حتى تمكنوا لفترة وجيزة من اقتلاع الفاسدين المجرمين ..
فأتى فرعون امريكا وآل سعود وأذرعهم العملاء المتغطرسين، فشنوا الحرب العدوانية من قتل وقصف ومجازر لاتقبل المغالطات، وأكملوها بالحصار الجائر الاقتصادي لتزيد معاناة الشعب كل الشعب .
فكان ماكان حتى اللحظة من الناس الذين يقولون كما قال بنو اسرائيل لموسى
أوذينا من قبل ومن بعدما جئتنا،
وبذلك يجب أن يفهم الناس مضامين وماترمي إليه هذه الآية الكريمة ..
وهنا آية قرآنية قول الله
( قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
هنا الحل في هذه الوضعية التي أنتم أيها الناس تشكون كما شكى بنوا اسرائيل ..
الاستعانة بالله
والصبر
وأن الأرض يرثها عباد الله
وخص منهم
المتقين ..
المتقين هم من يخافون الله ويثقوا به ويتوكلوا عليه ويصبروا ويعادوا أعداء الله ويجاهدوا في سبيله بأموالهم وأنفسهم ، لايخشون لاامريكا ولا آل سعود
لايعظم ولايكبر أمامهم إلا الله
ومادونه فهم أذلاء مقهورين مساكين مهما بلغت قوتهم المادية
فهم بقوتهم تحت جبروت الله وقهره .
وكثير من الآيات عرفتنا بالمتقين
وهنا تكمن الخلاصة لكم أيها اليمنيون ..
فلا تكونوا بني اسرائيل هذا العصر