هل غيرت قطر موقفها في سوريا ؟
وكالات | إب نيوز19شوال1438هـ الموافق2017/7/13 :- الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ، لمناسبة تحرير الموصل كان بمثابة إعلان انحياز لمحور (أحد أركانه حزب الله)، فقد أتى خطاب نصر الله بعد خطاب اللواء قاسم سليماني الذي قال أن حزب الله وضع كل امكاناته لدحر تنظيم (داعش) من العراق.
القاسم المشترك بعد تحرير الموصل بين خطاب حزب الله وإيران والحشد الشعبي هو إبراز أن التقديرات الأمريكية لمعركة الموصل كانت خاطئة عندما تحدث الجنرالات الأمريكيون عن معركة سنوات.
وإذ خصص الأمين العام لحزب الله خطابة لملفين الأول كان عن الموصل ومشروع “داعش” ومن وراءه، وهنا نصر الله أراد أن يتحدث عن نصر في المفهوم الاستراتيجي لخطه السياسي ومحوره، بالإضافة للإنجاز الوطني على المستوى العراقي.
أما الملف الثاني فكان يتحدث عن الجدل المتصاعد داخل القوى السياسية اللبنانية حول أزمة النزوح السوري إلى لبنان وضرورة التحدث إلى الحكومة السورية والتنسيق معها. وبين هاذين الملفين كشف الأمين العام لحزب الله جملة من الأسرار، مررها بين طيات الكلام عمدا أو بشكل عفوي في سياق الحديث.
أول الأسرار ما قاله نصرالله عن وجود المسلحين في جرود بلدة عرسال البقاعية الحدودية بين سوريا ولبنان شرقا، وقال نصرالله حرفيا ”هذه هي المرة الأخيرة التي أتحدث فيها عن الخطر في الجرود اللبنانية”، وهنا كشف نصرالله أن المعركة ضد جبهة النصرة وحلفائها ومجموعات تابعة لتنظيم الدولة (داعش) ستبدأ قريبا جدا. وفي هذا السياق قال السيد أن المعالجات لهذا الملف أخذت وقتها واذا لم ثمر لابد من إزالة الخطر. وهنا أيضا كشف السيد عن سر يكمن في أن مفاوضات تجري مع المسلحين في تلك المنطقة للخروج منها، دون أن نعرف من يجري تلك المفاوضات أن كان الحزب نفسه أو طرف لبناني آخر .
ما كشفه السيد نصر الله مرورا سريعا، في معرض رده على القوى السياسية اللبنانية وتحديدا تيار المستقبل، في مسألة رفض التواصل مع الحكومة السورية لمعالجة ملف النزوح، هو ما قاله عن أنه دولا ليست قليلة على حد وصفه تتفاوض مع النظام السوري من فوق الطاولة ومن تحتها. أعتقد أن السيد نصر الله لديه معطيات جديدة في هذا الملف، وقد يعتقد البعض أن القصد هو دولة قطر، نظرا لكون قطر تقاربت مع إيران وحزب الله في الأزمة الأخيرة مع بعض الدول الخليجية ومصر، قد يكون هذا واردا، خاصة أن القطريين زاروا لبنان سرا في خلال الشهر المنصرم. الآن أن هذا الأمر بتقديرنا، ليس هو الخط النشط مع دمشق اليوم، بل هناك تواصل من قبل الطرف الآخر أي السعودية الإمارات عن طريق مصر مع دمشق وبشكل سري. قدمت فيه هذه الدول استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار المدن السورية المدمرة.
وأيضا في سياق رد الأمين العام لحزب الله على رافضي التواصل مع دمشق من شركائه في الحكومة اللبنانية، قوله إن المعارضة السورية نفسها تتفاوض مع النظام في جنيف واستانه وبعضها يتفاوض سرا مع النظام فلماذا ترفض أطراف في الحكومة هذا التفاوض، وهنا كذلك نعتقد أن الأمين العام لحزب الله لديه ملف في هذا الأمر فيه الكثير من الأسرار والمعطيات الجديدة.
ربما ما قاله نصرالله بالأمس مرورا، وكشف فيه عن أسرار يمكن تخمينها والاستدالال عليها، يصبح بالمستقبل القريب حقائق واقعه أمام الرأي العام، وليست أسرارا. كما نعتقد جازمين أن الأنظار الآن سوف تتجه إلى سوريا بعد تحرير الموصل، ميدانيا وسياسيا. فالمعارك الكبرى أو النهائية على وشك النضوج خاصة تلك التي ستحدد مصير مدينة إدلب والغوطة الشرقية لدمشق والانتظار سيحمل الإجابات