عطوان : ترامب يطرح نقل قاعدة العيديد من قطر بالمزاد العلني فمن الدول المنافسة ولماذاكشف اسرار ثمن زيارته للسعوديةالآن؟
إب نيوز 15 يوليو
ترامب يطرح “قاعدة العيديد” في المزاد العلني.. ومستعد لنقلها من قطر لاعلى سعر.. فمن هي الدول المنافسة ولماذا؟ وهل هناك تعارض في المواقف بينه ووزير خارجيته حول الازمة الخليجية فعلا؟ ولماذا يكشف اسرار ثمن زيارته للسعودية الآن؟
نحمد الله ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب لا يتوقف عن “الثرثرة”، ويدلي بين الحين الآخر بأحاديث وتصريحات صحافية، او ينشر تغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، و”التويتر” خاصة، تكشف لنا الكثير من المواقف والاسرار عن كيفية تعاطيه مع شعوبنا وقضايانا اولا، وعن تضارب الآراء داخل ادارته ومؤسساتها المتعددة حول العديد من ازمات المنطقة، والقطرية منها خاصة ثانيا.
الرئيس ترامب ادلى اليوم بحديث مطول الى احد المذيعين في محطة “سي بي ان” الامريكية، تناول فيه جولة وزير خارجيته ريكس تيلرسون التي استمرت اربعة ايام في محاولة للوساطة بين قطر من ناحية، والتحالف الرباعي السعودي الاماراتي البحريني المصري من ناحية اخرى، كما تحدث ايضا عن اسباب اختياره الرياض كمحطة اولى في اول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه.
هناك نقطتان على درجة كبيرة من الخطورة وردتا في هذا الحديث لا بد من التوقف عندهما لفهم كيفية “احتقار” هذا الرجل للعرب، وتلاعبه بهم، وحلب اموالهم:
الاولى: تفاخرة في المقابلة نفسها انه اشترط على السلطات السعودية دفع مئات المليارات من الدولارات على شكل صفقات اسلحة واستثمارات في الولايات المتحدة، مقابل تلبية دعوتهم بزيارة الرياض كمحطة اولى، وعندما قبلوا هذا الشرط شد الرحال الى العاصمة السعودية، ومعه الجميلتين ابنته ايفانكا التي سحرت الالباب، وزوجته ميلانيا، علاوة على صهره جاريد كونشر، صديق رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو.
الثانية: ان هناك عشر دول مستعدة لاستضافة قاعدة العيديد الجوية الامريكية في قطر، ودفع جميع نفقات نقلها، وتكاليف تشغيلها، وهي تقدر بالمليارات، في حال تقرر نقلها الى خارج قطر.
***
ما اراد الرئيس ترامب قوله، وبكل وضوح، انه لم يذهب الى الرياض بسبب مكانتها الدينية، وثقلها السياسي الاقليمي والدولي، وانما من اجل المال فقط، وكان له ما اراد، وعبر عن ذلك بتفاخره بعد وصوله الى واشنطن، بأنه عاد وجعبته طافحة بمليارات الدولارات، مما يعني الكثير من الوظائف للامريكيين العاطلين عن العمل.
اما بالنسبة الى قاعدة العيديد الجوية، فان هناك دولتين فقط، وليس عشر دول يمكن ان ترحب باستضافة قاعدة العيديد في حال نقلها من قطر، الاولى هي المملكة العربية السعودية، التي طلبت خروج هذه القاعدة من اراضيها رضوخا لتهديدات تنظيم “القاعدة”، وزعيمه اسامة بن لادن في حينها، ودولة الامارات العربية المتحدة، لانهما وبكل بساطة ابرز عضوين في التحالف الرباعي المعارض لقطر، وهما الوحيدتان القادرتان على دفع تكاليف هذه القاعدة، لما يملكانه من قدرات مالية.
ترامب، وباختصار شديد يطرح هذه “القاعدة” في المزاد العلني، ويتطلع لاعلى سعر، ابتداء من الدولة المضيفة، قطر، التي يريد “حصة دسمة” من صندوقها السيادي الذي يحتوي على 320 مليار دولار، مقابل بقاء القاعدة على اراضيها، او من خصومها في الرياض وابو ظبي، والصندوق السيادي للاخيرة يحتوي على اكثر من 900 مليار دولار، ان لم يكن اكثر.
لا نعرف من سيدقع الثمن الاعلى في هذا المزاد، ولكننا نعرف حتما ان الرئيس ترامب سيواصل عملية ابتزازه لدول الخليج طالما استمر في تربعه على عرش السلطة في البيت الابيض.
***
ربما لا نبالغ اذا قلنا ان جميع هذه التناقضات في مواقف كل من ترامب ووزير خارجيته تيلرسون، او وزير دفاعه ماتيس، تجاه الازمة الخليجية “مجرد مسرحية” تصب في مخطط الابتزاز للعرب الخليجيين الذي تمارسه الادارة الحالية، وان هؤلاء مجموعة من الممثلين تتبادل الادوار، فتيلرسون، وزير الخارجية، ينحاز الى قطر ويوقع معها اتفاقية لوقف دعم الارهاب، ويقول ان ردها الرافض للشروط الـ13 التي تقدم بها خصومها “منطقي”، اما ترامب فيصر في حديثه التلفزيوني نفسه “انه تمت مراجعة العلاقات مع قطر لان قيادتها كانت معروفة كجهة ممولة للارهاب، ونحن قلنا لهم لا يمكنكم فعل ذلك”، واضاف “علينا ان نجوع الوحش (الارهاب) حتى الموت وليس من الممكن ان نسمح بدول غنية تغذي هذا الوحش”.
الرئيس ترامب لا يريد تجويع وحش الارهاب، لان دولته هي التي خلقته، وعملت على تسمينه، وما زالت، وانما يريد تجويع الشعوب الخليجية، ونهب اموالها تحت غطاء هذه الذريعة، والعملية لا تزيد عن كونها “ضحك على الذقون”، ذقوننا كعرب طبعا.