وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة !
- إب نيوز 9 أغسطس
بقلم / وفـــــاء الكبســـي
حادثة ستتوقف عندها عقارب الزمن وينحني لها العالم اجلالا ًوتعظيما ًلامرأة تضاهي الجبال الرواسي ثباتا وشموخا ًوعطاء ً
امرأة عظيمة أنجبت رجلا ًعظيما ًرسخت فيه ثقافة الجهاد وعظمة الولاء للقيادة ونسجته سلاحا ًقويا ً..
تلك هي والدة الشهيد المدفون حيا عبدالقوي الجبري، فعندما اتصل بها اؤلئك الوحوش البشرية من دواعش العدوان وقالوا لها : ” لقد دفنا أبنك ِ”
ظنوا بأنهم بتلك الكلمات سيرهبوها أو يخيفوها أو يردعوها هي وغيرها عن رفد الجبهات بفلذات أكبادهن..
ولكنهم واهمون وساقطون سقوط أخلاقي وإيماني وإنساني كبير، وهذا ليس غريبا ًعلى من حملوا الفكر الوهابي الشيطاني الداعشي وقاتلوا في صفوف العدوان لاحتلال واركاع أوطانهم وباعوا أنفسهم للشيطان بثمن بخس..
لكنها ردت عليهم بكلمة اختزلت فيها كل معاني الشجاعة والإيمان والثبات ردت عليهم بقولها : “كلوووه فإن معي اثنى عشر ولدا ًوسأدفع بهم إلى للجبهات، أنتم من أشفق عليهم لقد بعتم أنفسكم للشيطان من أجل المال السعودي، أما إبني فقد رفع رأسي عاليا ًورأس كل اليمنيين”
ردا ًكان قويا ًومزلزلا ًومرعبا ًلهم، فسر زينب لم ينتهي فنساء اليمن هن زينبيات العصر بشجاعتهن وصمودهن وثباتهن وعطاؤهن المنقطع النظير..
هو الإيمان مع صدق اليقين الذي جعل من أم الشهيد المدفون حيا إنسانة قوية متماسكة في أصعب المواقف وأحرجها، فبعد سماعها بفاجعة دفن إبنها تلك الحادثة المأساوية وقفت كالجبال الرواسي شامخة ثابتة صامدة لم تهتز أو تتزعزع، امرأة عظيمة أنجبت رجلا ًعظيما ًسيخلد ذكره في التاريخ فهو رمز للتضحية والشجاعة والفداء..
لقد ضحت بإبنها من أجل الوطن، وهم يضحون بالوطن من أجل المال، مفارقة عجيبة تكشف حقارة ودناءة وسقوط من يقاتلون مع هذا العدوان..
فلن تهزم أمة أنجبت الشهيد عبدالقوي الجبري، فكل الرجال في الجبهات هم الشهيد عبدالقوي في الشجاعة والبطولة والصمود والثبات والولاء..
ولن تهزم أمة كان جُل نساؤها زينبيات كأم الشهيد المدفون حيا في التضحية والشجاعة والعطاء والولاء..
سلام ٌعليك َيا أبا مالك الجبري، وعلى والدتك العظيمة سلام ٌعليكما ماتعاقب الليل مع النهار.