ترامب: الحل العسكري للنزاع مع كوريا الشمالية جاهز تماما للتطبيق.

 

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الجيش الأمريكي “جاهز ومتأهب” للتعامل مع كوريا الشمالية، في آخر تصريحات الحرب الكلامية المتصاعدة بين بيونغيانغ وواشنطن.

وقال ترامب في تغريدة كتبها في تويتر إن “الحلول العسكرية أصبحت الآن جاهزة للتطبيق بشكل كامل، وفي وضع التأهب والجاهزية إذا تصرفت كوريا الشمالية بشكل غير حكيم. ونتمنى أن يجد كيم جونغ أون مسارا آخر“.

ونشر الرئيس الأمريكي تغريدته بعدما اتهمه زعيم كوريا الشمالية بأنه “يقود شبه الجزيرة الكورية إلى حافة الحرب النووية“.

وأعلنت كوريا الشمالية أنها أعدت خططا لإطلاق صواريخ قرب الأراضي الأمريكية في جزيرة غوام.

وأصدرت وكالة الأمن الداخلي في الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ،الجمعة، منشورا يقدم معلومات للسكان بشأن كيفية التعامل والاستعداد لأي تهديد صاروخي.

ومن ضمن ما ورد في المعلومات المنشورة “لا تنظر إلى الوميض أو كتلة اللهب لأنها يمكن أن تصيبك بالعمى“.

و“انبطح أرضا وغط رأسك. إذا كان القصف في مكان بعيد عنك، فيمكن أن يستغرق الأمر 30 ثانية أو أكثر حتى تضرب موجة الانفجار هدفها“.

وقالت موسكو إن تبادل التهديدات بين واشنطن وبيونغيانغ “يقلقنا كثيرا جدا“.

وصنف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خطر المواجهة العسكرية بين البلدين بأنه “عال جدا“، في وقت تقدم فيه بخطة روسية –صينية مشتركة لحل الأزمة.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ليس ثمة حل عسكري و “تصعيد الحرب الكلامية رد خاطئ“.

بيد أن ترامب وجه في وقت لاحق، في تصريح للصحفيين في ناديه الخاص للعبة الغولف في نيوجرسي، تهديدات أخرى إلى بيونغيانغ.

وعندما سُئل عن تغريدته السابقة بشأن جاهزية القوات الأمريكية قال للصحفيين “آمل أن يفهموا (الكوريون الشماليون) تماما خطورة ما قلته، وأنا أعني ما قلته … تلك الكلمات سهلة الفهم جدا جدا“.

وأضاف “إذا تلفظ (كيم جونغ أون) بتهديد واحد في شكل تهديد علني –وهو بالمناسبة ما اعتاد على قوله لسنوات، كما اعتادت عائلته على قوله لسنوات أيضا– أو فعل أي شيء بشأن غوام أو أي مكان آخر، سواء كانت أراض أمريكية أو تخص حليف لأمريكا، فسيندم على ذلك حقا وسيندم سريعا“.

وجاء تصريح ترامب الأخير في أعقاب تهديده في وقت سابق هذا الأسبوع بأنه سيمطر بيونغيانغ بوابل من “النار والغضب“.

وجاء تحذير ترامب بعد ساعات من محاولة وزير دفاعه، جيمس ماتيس، تهدئة التوتر بتأكيده على الحل السلمي للأزمة.

بيد أن ماتيس، الذي كان يتحدث في كاليفورنيا في وقت متأخر الخميس، قال إن مهمته أن يكون مستعدا للنزاع.

واشار ايضا إلى ان جهود وزير الخارجية ريكس تيلرسون وسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هالي بدأت تؤتي أُكلها، وتحقق نتائج على الصعيد الدبلوماسي.

وشدد ماتيس على القول إن “مأساة الحرب معروفة جيدا ولا تحتاج إلى توصيف آخر خلاف أنها ستكون كارثية“.

وعندما سُئل عن الخطط العسكرية الأمريكية في حال وقوع الصراع، قال إن بلاده مستعدة، مضيفا لن “أطلع العدو مسبقا عما سأفعله“.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الجمعة أيضا عن مسؤول حكومي في بيونغيانغ اتهامه لواشنطن بـ “محاولة اجرامية لفرض كارثة نووية على الأمة الكورية“.

وقالت الوكالة في تقرير نشرته إن أمريكا تستقتل من أجل تجريب أسلحتها النووية في شبه الجزيرة الكورية.

ووصف التقرير الولايات المتحدة بأنها “العقل المدبر للتهديد النووي، والمتعصب بشكل مشين للحرب النووية“.

وذكرت تقارير صحفية موثوقة أنه على الرغم من لهجة التصعيد الكلامي من كلا الجانبين، تدير إدارة الرئيس في الكواليس اتصالات دبلوماسية مع كوريا الشمالية منذ عدة شهور.

وأوضحت أن واشنطن ناقشت قضية الأمريكيين المحتجزين في كوريا الشمالية وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وأضافت أن المبعوث الأمريكي إلى كوريا الشمالية، جوزيف يان، وباك سونغ إيل، الدبلوماسي الكوري الشمالي الرفيع في الأمم المتحدة، يقودان هذه المحادثات.

وقد تصاعدت التوترات منذ قيام كوريا الشمالية باختبار صاروخين بالستيين عابرين للقارات في يوليو/تموز

وقد أغضب قرار الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية النظام في بيونغيانغ.

وقالت كوريا الشمالية إنها أعدت خطة لإطلاق صواريخ متوسطة إلى طويلة المدى باتجاه جزيرة غوام الأمريكية، التي تضم قواعد عسكرية وقاذفات قنابل استراتيجية، فضلا عن أكثر من 160 ألف مواطن أمريكي.

على الرغم من ذلك ليس ثمة أي دليل على وجود أي ضربة وشيكة في أي من جزر المحيط الهادي.

وفي وقت سابق الخميس شدد ترامب على القول إن تهديده لكوريا الشمالية بـ “الغضب والنار” ربما “لم يكن شديدا بما فيه الكفاية“، وحذر النظام في بيونغيانغ بأن عليه “أن يقلق جدا جدا” مما سيلحق به إذا فعل شيئا ضد الولايات المتحدة.

لكنه أضاف أن الولايات المتحدة ستأخذ في الاعتبار دائما المفاوضات.

كما وبخ الصين، الحليف الأساسي لكوريا الشمالية، مشيرا إلى أنها تستطيع أن تفعل “أكثر من ذلك بكثير“.

وقالت صحيفة غلوبل تايمز الصينية الحكومية إن على بكين أن تظل على الحياد إذا شنت كوريا الشمالية هجوما يهدد الولايات المتحدة.

بيد أنها قالت أيضا إذا هاجمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كوريا الشمالية لتغيير النظام فيها بالقوة، يجب على الصين التدخل لمنع ذلك.

وفي غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الاسترالي، مالكولم تيرنبول، إن بلاده ستكون مستعدة للدخول في النزاع ضد كوريا الشمالية إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم.

واضاف أن استراليا ستحترم التزامها بإتفاقية عام 1951 “لأن أمريكا ستأتي لمساعدتنا إذا هوجمنا“.

غوام

تقع جزيرة غوام البركانية في المحيط الهادئ بين الفلبين وهاواي، وتبلغ مساحتها نحو 541 كيلومترا مربعا.

هي إقليم أمريكي، ويبلغ عدد سكانها نحو 163 ألف نسمة.

وهذا يعني أن الأشخاص الذين يولدوا في الجزيرة مواطنون أمريكيون، ولهم حاكم منتخب ومجلس نواب، لكن ليس لهم الحق في التصويت لانتخاب الرئيس الأمريكي.

تشغل القواعد العسكرية الأمريكية نحو ربع مساحة الجزيرة، وينتشر فيها نحو 6 آلاف جندي، وهناك خطط بنشر آلاف آخرين.

كانت الجزيرة قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية خلال الحرب العالمية الثانية، ولا تزال نقطة انطلاق حيوية للعمليات الأمريكية، وتوفر إمكانية الوصول إلى بؤر توتر محتملة، مثل بحر الصين الجنوبي والكوريتين والمضايق التايوانية.

شفقنا

You might also like