عبدالباري عطوان:ما انعكاسات مقتل4جنود إماراتيين على الأزمة اليمنية؟وهل سيقصف التحالف الحوثي المؤتمري مطارات السعودية والإمارات؟
إب نيوز 12 أغسطس
ما هي انعكاسات مقتل اربعة جنود اماراتيين على الازمة اليمنية؟ وهل سينفذ التحالف الحوثي المؤتمري تهديداته بقصف مطارات السعودية والامارات اذا لم يتم فتح مطار صنعاء سريعا؟ وهل يملك الصواريخ القادرة على ذلك؟
مقتل اربعة جنود اماراتيين نتيجة تحطم طائرتهم المروحية في اليمن، كانوا يؤدون مهامهم في اطار التحالف الدولي الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية، حسب بيان بثته وكالة “وام” الرسمية وللمرة الاولى منذ بضعة اشهر، يوحي ان الحرب في اليمن بدأت تدخل مرحلة جديدة من التصعيد ومن جانب التحالف الحوثي المؤتمري هذه المرة، خاصة ان تحطم هذه المروحية تزامن على استهداف بارجة حربية اماراتية في المياه الاقليمية اليمنية في البحر الاحمر بصواريخ اطلقها زورق صغير يعتقد انه تابع للحوثيين.
ما يمكن استقراؤه من بين سطور هذه الانباء، ان هناك تركيزا متعمدا على استهداف الطائرات والبوارج الحربية الاماراتية، ربما بسبب دور الامارات المهيمن على جنوب اليمن، وهذا لا يعني ان القوات السعودية خاصة في الحدود اليمنية الشمالية باتت في مأمن.
البيان الرسمي الذي اصدرته القوات المسلحة الاماراتية اكد ان المروحية سقطت بسبب خلل فني، ولكن هناك تقارير تؤكد ان التحالف الحوثي المؤتمري حصل على صواريخ جديدة، وصنّع اخرى، وبات يهدد باطلاقها على اهداف التحالف العربي، كان آخرها في منطقة المخا، وهذه الصواريخ يمكن ان تحدث بعض التعديل في موازين القوى لصالح الطرف اليمني في الحرب.
*
كلما طال امد الازمة اليمنية، كلما ازدادت قوة وفاعلية الطرف اليمني الذي تستهدفه “عاصفة الحزم” وطائراتها وصواريخها، وعلى عكس ما كان يخطط له التحالف العربي وجنرالاته وسياسييه، ومن الواضح انه بعد عامين ونصف العام نجح التحالف الحوثي الصالحي ليس في امتصاص الصدمة، والتعايش مع القصف فقط، وانما ايضا في توسيع دائرة الهجوم، سواء بالتصدي لطائرات وبوارج التحالف، او بالتوغل في عمق الاراضي السعودية الجنوبية.
استعانة التحالف السعودي بقوات التدخل السريع السودانية يؤكد هذه الحقيقة، ويكشف عن ازمة حقيقية في صفوف هذا التحالف، ونقصا في العنصر البشري المقاتل على الارض، ولكن لا نعتقد ان هذه القوات السودانية ستعدل الكفة، وربما يعطي وجودها نتائج عكسية في ميادين القتال، وعلى الحكومة نفسها التي زجت بها في اتون المعارك، وعرضتها لاتهامات متعددة بـ”الارتزاق” من هذه الحرب، الامر الذي قد يلحق اساءة كبيرة بسمعة المؤسسة العسكرية السودانية وهيبتها.
ارسال قوات التدخل السريع السودانية الى اليمن، يؤكد ان خمسة آلاف جندي سوداني جرى ارسالهم منذ بداية الازمة يترددون في القتال ضد اشقائهم اليمنيين، ويفضلون الوقوف في المواقع الخلفية، ويطالب بعضهم بالعودة احياء الى بلادهم وليس في توابيت، وهذا ما قد يفسر ارسال القوات السودانية “النخبوية” في الجيش السوداني الى اليمن بطلب سعودي.
دول التحالف العربي ارتكبت اخطاء كارثية في حرب اليمن عندما شددت الحصار، واغلقت مطار صنعاء، واستهدفت المدنيين في قصفها، مما ادى الى استعداء الشعب اليمني برمته، واضعاف حليفها الرئيس عبد ربه منصور هادي وجناحه في الازمة، وتصاعد التعاطف الدولي مع اليمنيين المحاصرين الذين تفتك بهم المجاعة وامراض الكوليرا.
اغلاق مطار صنعاء من قبل التحالف وتهديد الملاحة فيه في وقت الاجازات الصيفية، ودون اي مبرر اخلاقي او قانوني، يرتقي الى مستوى جرائم الحرب، والقرصنة الجوية، والتعمد في اذلال المدنيين اليمنيين، وتحويل حياتهم الى جحيم، حتى ان المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ المتهم بالتواطؤ مع التحالف السعودي، خرج عن طوره، وبات يطالب علانية بفتح مطار صنعاء، ويرفض المطالب السعودية باشتراط اشراف الامم المتحدة على المطار قبل تحقيق هذه المطالب.
*
اللواء يحيى محمد عبد الله صالح، ابن شقيق الرئيس السابق، واحد ابرز قيادته العسكرية، هدد بقصف مطارات السعودية والامارات كرد على استمرار اغلاق مطار صنعاء، وهذا التهديد يجب ان يؤخذ بالجدية القصوى، لانه لا يوجد للتحالف الحوثي الصالحي ما يمكن ان يخسره، ولكن اي صواريخ تطلق بإتجاه الطائرات السعودية والاماراتية سيترتب عليها تداعيات خطيرة جدا، تصوروا لو سقط احد الصواريخ في مطار دبي او جدة او الرياض، حتى لو جرى التصدي له واسقاطه؟ في ظل ازمة خليجية خانقة انعكست خسائر مادية ومعنوية كبيرة على طرفيها، ويكفي الاشارة الى ان طيران الامارات خسر حوالي 80 بالمئة من ارباحه السنوية، بينما بلغت خسائر طيران الاتحاد المملوك لابو ظبي حوالي 1.8 مليار دولار في العام الماضي فقط.
نظرة التحالف العربي وسياساته الخاطئة لحرب اليمن بحاجة الى مراجعة جذرية، قبل فوات الاوان، وتضخم الخسائر، التحالف الحوثي المؤتمري لن يستسلم، وتزداد قاعدته الشعبية اتساعا يمنيا وعربيا ودوليا، بينما تتراجع قاعدة الرئيس هادي وانصاره، وبات من النادر ذكر اسم الرجل حاليا، والدفاع عن الحرب التي تريد اعادته الى السلطة.
افتحوا مطار صنعاء، عودوا الى مائدة المفاوضات بحثا عن حل يوفر لكم المخارج المقبولة من قبل الازمة، ويوقف النزيف البشري والمادي، اما العناد فلن يفيد، وسيعطي نتائج كارثية.. والايام بيننا.