((ثورة من رحم الشعب))
إب نيوز 19 سبتمبر
بقلم / أفـــراح الحـمــزي
لا تسمي ثورة مالم تتحقق اهدافها ولا ثورة بدون تغيير فى جذور النظام. والثورة تموت متي
سيطرت عليها قوي سياسية او أقليمة او خارجية وما حصل لكل ثوراتنا السادس وعشرون من سبتمبر لم تحقق كامل أهدافها بل تم الهيمنة عليها من دول أقليمية وتلبيس اليمن بلباس الجمهورية وفرض قيود وهيمنة عنصرية من جارة السوء على اليمن.. وما كان يجري من تحت الستار انكشف الآن فى ثورتنا المجيده التي قامت وجاءت لتصحيح المسار على ثورة الحادي عشر من فبراير وكانت تلك الثورة فى بدايتها وحتي جمعة الكرامة فكانت اخر شعلة اطفئتها ايادي العمالة للخارج ودول الخليج وتسليم الثورة لقوي مهيمنة ولغايات سلطوية كانت فى نفس تلك الايادي العميلة وتم استغلال الشباب وسرقة الثورة اقليمياً ودولياً..
فما كان من ثورة الواحد والعشرون من سبتمبر إلا تصحيح لكل الثورات فكانت مخرجاتها من كبد ورحم الشعب وتفاعل معها كل مكونات الشعب قبائل وقوي سياسية وبداية تحقيق اهدافها فى تغيير جذور التسلط وطرد مكامن العمالة السابقه وأجثاث الفسادالذي كان متجسداً فى كل المجالات وفى كل اإلأجهزة العسكرية والسياسية والإدارية وحتي الأقليمية وكذلك فضح الايادي الخفية التي كانت تتلاعب فى أجهزة الدولة وتساهم بخلق العناصر الأرهابية واشعال الحروب المذهبية والطائفية بين فئات المجتمع اليمني وحتى خلق النزاع بين المكونات السياسية والفوضي واخلال الأمن..
ثورتنا ثورة الواحد والعشرون من سبتمبر جاءت بمقام السيف الذي ضرب كل اساطين الفساد وكل الايادي الخفية وحتي كشفت كل اقنعة العمالة والخيانة المحلية فى الداخل والخارج..
فثورة الواحد والعشرون كانت ومازالت ام الثورات وجأءت لتصحيح كل مسار الثورات اليمنية ووضع الضوء الاخضر لمن يحاول ان يعتدي على شريعة الشعب ونبذ كل تدخل اقليمي او خارجي..
إن شأن القرار والمصير للشعب اليمني هي سياسة داخلية لا يجوز التدخل فى شئون الدولة.. ففي الثورة السابقة أي السادس والعشرون من سبتمبر سيطرت عليها القوى الاقليمية وطوعتها لمكونات سياسية واسرة حاكمة وكما معروف على توالي اسرة بيت الأحمر فى تداولهم فى اجهزة الدولة و فى اكبر واعظم مؤسسات الدولة ناهيك عن تولي الحكم من نفس الأسرة بعد اغتيال الرئيس السابق لليمن الحمدي ومنها فرضة هيمنة تلك الإسرة على اهم مفاصل الدولة تحت غطاء وحصانة اقليمية..
فالاستحواذ على مؤسسات الدولة والسلطة فيها وحتى اجهزة عسكرية وتحاصص وتقاسم اليمن بين تلك الاسرة ، ومن يخالف تلك العناصر يتم نفخ لادوات امريكا وصناعتها الارهابية فى اليمن بالضرب على الازرار بامر اسيادهم من الرياض والبيت الابيض ومنها كانت نتائج ذلك زيادة الخلاف والصراع بين الأسرة قاموها أنقلاب على ذلك اللباس الذي يدعي جمهورية بمسمي وليس بفعل وخير دليل ماجري فى الربيع العبري وظل اليمن ضمن وتحت البند السابع وتدخل امريكا فى انتهاك السيادة الوطنية بوجود طوائرهم بدون طيار وكذلك مناداة العمالة بهيكلة الجيش لفتح الاجواء لعملية الاستعمار والاستحلال الفعلي..
فلم تكون الحكومة ولها خيار غير الصمت وحتي قرار سيادتها لم تكون من شؤون الدولة نفسها بل من خلف الستار فكان الولاء الأكبر للرياض والبيت الإبيض وهي من تتحكم فى قرارها وسيادتها وما حصل فى ثورتنا العظيمة من كسر تلك القيود وفرض قرار الشعب ورفض الانتهاكات التي تحلق فى اجواء وسماء اليمن بطائرات بدون طيار وبدأ الشعب حملته المليونية لرفض تواجد امريكا فى الاراضي اليمنية ورفض اي تدخل اقليمي او دولي سياسي او اقتصادي او غيره من خارج الوطن ووضع
ضوء الاحمر امام اي تدخل ومن له خيار فى اختيار من يحكم اليمن فهذا شأن الشعب وحده لا تدخل سعودي او دولي ولا حتي قوي سياسية لها اي صلاحيتها فى تلويح بورقة المبادرة بدون خيار الشعب ولن يكون تطبع لباس وقيود من جديد فكان تحقيق اول هدف لثورتنا وهي تغيير بنود الفساد ونبذ العمالة الخارجية والداخلية وترحيلهم الى اسيادهم هناك فى الرياض ومازالت بنود الثورة جاري سريانها فى تحقيق اهدافها بداية فى تحرر من تلك الهيمنة وتحرر اليمن والوقوف فى وجه العدوان ومن كانت لهم مصالح من استمرار اليمن فى صراع وحروب ونزاع داخلي..
فأحتفالنا الثالث بثورة الواحد والعشرين من سبتمبر تعتبر فى نضجها وفى تحقيق كامل اهدافها وهي التحرر من هيمنة اقليمية ودولة واستقلال اليمن فى قراره السياسي فالشعب اليمني عرف فى خلال هذه الثلاثه سنوات ماكان عليه من استبداد وظلم وجور على مستوي العالم عامة وعلى مستوي اليمن خاصة فحان له الآن التحرر من اي تدخل خارجي اقليمي او دولي ورفض الوصاية باي شكل من الاشكال وباي نوع كانت فاليمن لها سيادة وطنية ولها شعب ولها الحق فى تقرير مصير شعبها بعيد عن اي ايادي عابثه ولابد ان يرفرف علم اليمن عالياً بين الشعوب الحرة ويعلم العالم أن اليمن دولة ذات سيادة وطنية وشعب يستحق كل الاحترام والاجلال وما يقدموه من تضحيات اذهلت العالم باجمع ووقوفهم امام اعظم امبرطوية الدمار ومقاومتهم وصمودهم وصبرهم لابد ان تتزين بها خطوط واقلام وصفحات التاريخ وترسم لليمن الحرية والعزة بين العالم وما ينقشه دماء شعبه من رسم خارطة الطريق للمنطقة خير دليل على عزة وكرامة هذا الشعب الذي يابي الظلم والاستبداد والهيمنة ويفتح ذراعية لكل سلم وسلام فى المنطقة وببنود الاحترام المتبادل بين الدول..
فالايام سوف تكشف للعالم حقيقة شعب الحكمة والأيمان ونيته فى التعايش بسلام وقناعة انه شعبا لا يرضي باي هيمنة ولا عمالة ولا وصايا عاشت اليمن حرة ابية ودائما النصر لمن دفع ثمن الحرية دماء وتضحيات اوطانها وتمسك بكل القيم والاخلاق والكرامة والعزة.
” ثورة الـ 21 من سبتمبر هي أم الثورات للشعب اليمني الذي هب لينقذ نفسه “