إعداد وتهيئة السيدة زينب في الخمس سنوات الأولى من عمرها للدور الاعظم في كربلاء..
إب نيوز 4 أكتوبر
أم كيان وجيه الدين
كانت حياة السيدة زينب عليها السلام بمثابة إعداد وتهيئة للدور الاكبر الذي ينتظرها في هذه الحياة فقد عايشت جدها المصطفى صلى الله عليه وآله وهو يقود معارك الجهاد لتثبيت أركان الإسلام ويتحمل هو وعائلته ظروف العناء والخطر منذ عمر الخامسة من عمرها، والأشهر الثلاثة التي رافقت خلالها أمها الزهراء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ورأت أمها تدافع عن مقام الخلافة الشرعي وتطالب بحقها المصادر وتعترض كل ماحصل بعد الرسول من تطورات وتصارع الحسرات والألم التي اصابتها،
ثم مواكبتها لمحنة اخيها الإمام الحسن ابن علي المجتبى وماتجرع فيها من غصص والالام.. كانت لاعدادها لتؤدي امتحانها الصعب ودورها الهطير في نهضة أخيها الحسين عليه السلام بكربلاء.
فواقعة كربلاء تعتبر من اهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله والسيدة زينب هي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية اخيها الحسين عليهما السلام.
فقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية، كما اوضحت السيدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء وأبعاد حوادثها.
حينما حدثت الفاجعة الكبرى بمقتل اخيها الحسين بعد قتل كل رجالات بيتها وانصارهم خرجت السيدة زينب تعدو نحو ساحة المعركة تبحث عن جسد اخيها غير آبهة بالاعداء المدججين بالسلاح فلما وقفت على جثمان اخيها العزيز الذي مزقته سيوف الحاقدين وهي تراه جثة بلا رأأأأس مقطع إربا إربا فالجميع كان يتصور انها سوف تنهار او تموت او يغمى عليها! لكن ماحدث هز أعماق الناظرين، فأمام تلك الجموع الشاخصة بابصارها اليها جعلت تطيل النظر إليه ووضعت يديها تحت الجسد الطاهر وترفعه نحو السماء قائلة( اللهم تقبل منا هذا القربان)…..!
اي كلام تنطق به هذه السيدة بهذه الكلمات القليلة التي لها معني ومغزى كبير هزت الجيش الأموي كانت كالعاصفه لا دمرت أعداء رسول الله من الأعماق.
الموقف الاخر في الكوفة عندما ادخلوا السبايا على ابن زياد وكان يعلم بوجودها فاراد اذلالها ولم ترد عليه استقاصا لقدره فخاطبها متشمتاً الحمدلله الذي فضحكم وقتلكم واكذب احدوثتكم! هنا برزت السيدة زينب مع انها حبذت التعالي والتسامي علي مخاطبة( ابن ابيه )الا ان الموقف يتطلب منها ممارسة دورها الرسالي في الدفاع عن ثورة اخيها قائلة(( الحمدالله الذي اكرمتا بنبيه محمد صل الله عليه وآله وطهرنا من الرجس تطهيرا انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ياابن مرجانة.
وعند دخولها قصر يزيد بالشام وقالت عباراتها الشهيرة في خطبتها المزلزلة ( والله لن تمحو ذكرنا)… الخ
ومواقف كثيرة وكثيرة.