المفكر العربي فيصل جلول: توحيد الخطاب الإعلامي في وجه التحالف أهم من ترسانة أسلحة.
إب نيوز 4 اكتوبر
شدد المفكر والكاتب العربي الكبير الأستاذ فيصل محمد جلول على اهمية توحيد الخطاب الاعلامي اليمني وضرورة التحكم به وحصر تداعياته ليكون خطاباً وطنياً في لحظة مصيرية وطنية معقدة حيث يكون الموقف الاعلامي المسؤول والحريص على الوحدة الوطنية خلالها اهم من ترسانة اسلحة، والتمسك الصريح بأولوية مقاومة الغزو وتوجيه الخطاب الاعلامي لهذه الغاية..لافتاً الى ان اي نشاط اعلامي تعبوي نافٍ للآخر ويضعف المجابهة مع التحالف هو بطبيعة الحال مفيد للقائمين على هذا الغزو على اليمن واليمنيين جميعاً.
وقال الكاتب الكبير الاستاذ فيصل محمد جلول لصحيفة «الميثاق»: لا يمكن النظر الى الخطاب الإعلامي بمعزل عن نوايا الناطقين به وعن استراتيجياتهم، وعلينا ان نتبين إن كان خطاباً للضغط او لاختبار المقاصد وفي هذه الحال ليس خطيراً ويمكن حصر تداعياته، أما اذا كان تعبوياً ونافياً للآخر فإنه يكتسب خطورة شديدة ويتوجب ضبطه او التحكم به في لحظة مصيرية..
وأضاف: ما اعرفه هو ان الطرف الوطني في صنعاء يخوض مجابهة مصيرية مع غزو خارجي، وكل نشاط اعلامي يضعف المجابهة مع الغزو هو بطبيعة الحال مفيد لاعداء اليمن وللمأبطين باليمنيين شراً، واذا كانت الحرب اولها كلام كما يقول الشاعر العربي فان الصراع المفتوح اوله كلام والانشقاق اوله كلام والخراب اوله كلام، وبالتالي يجدر بنا ان ننتبه جيداً الى أي كلام يذهب الى ابعد ما نريد.
وسجّل الكاتب جلول ملاحظة بقوله: لا يحق لي ان اعطي دروساً لاطراف تتحمل مسؤولية الدفاع عن اليمن بشجاعة نادرة. ولكني اسجل فقط ملاحظة واحدة.. هي انه لا يوجد انفلات اعلامي الا اذا اريد لهذا الانفلات ان يقع، فنحن نعرف جميعاًس طبيعة ما يدور في هذا البلد، وما عاد بوسع احد ان يخفي اسراراً، حيث ان مقايل صنعاء منابر كاشفة للاسرار وللحقائق.. ولذا فإن الانفلات الاعلامي هي صيغة تطرح “لاغراق السمك في الماء” وبالتالي لا يعول عليها ولا يوجد انفلات عفوي، وان وقع فهو مقرر او مخطط او يريده اصحاب القرار.. مؤكداً أن ما يجدر القيام به في الاتفاق بين المؤتمر الشعبي وانصار الله هو التمسك الصريح بأولوية مقاومة الغزو وتوجيه الخطاب الاعلامي لهذه الغاية وان تم ذلك فيمكن تصنيف كل خرق في خانة الطابور الخامس.. مشيراً الى ان المغردين أو المفسبكين من الطرفين يعرف معظمهم هذه الحقائق ويمكن ان نستشف من تعليقاتهم المداعبة ان الامر بيد القيادة وليس بيدهم.. مستشهداً بقوله : لقد غردت الزميلة رحمة حجيرة قبل ايام قائلة للطرفين : حددوا لنا ساعة يومياً “نتلاعن” خلالها ونكف من بعد.. وهذه طريقة للقول ان “تلاعنا” فلأنكم لستم على وفاق.. توافقوا فنكف.
وأرجع الكاتب جلول طرحه هذا الى أنه يأتي انطلاقاً من حرصه على توحيد الخطاب الإعلامي اليمني لمواجهة التحالف وليستفيد من ذلك الزملاء القائمون على الوسائل الإعلامية اليمنية حتى لا يذهب القول الى ابعد مما يريده الطرف المسؤول فيزيد الطين بلة ويقطع الطريق على استدراك الموقف واصلاح ذات البين مؤكداً على أهمية الاعلام المسؤول في ظرف وطني شديد الحساسية كالذي تعيشه اليمن يمكن ان يساهم في حفظ مساحة ما للعودة الى الصواب والعقل.. وأن الكلمة يمكن ان تكون اشد خطراً من العبوة الناسفة..
واختتم جلول تصريحه قائلاً: لا ارى كيف يمكن لأصحاب القرار في اليمن ان يستدركوا مواقف خاطئة اذا تحولت وسائل إعلامهم الى حقول ألغام وعبوات ومتفجرات في ظروف وطنية معقدة قد يكون الموقف الاعلامي المسؤول والحريص على الوحدة الوطنية اهم من ترسانة اسلحة.