كاتب مغربي: وشهد شاهد من أهلها “جاهل بالتاريخ من يدخل في حرب مع شعب اليمن”.

إب نيوز 7 أكتوبر

“عليك ان تكون شجاعا او جاهلا بالتاريخ كي تدخل في حرب مع شعب اليمن..

هكذا تم افتتاح التقرير الخاص ببرنامج “للقصة بقي” على قناة الجزيرة القطرية في الحلقة التي حملت عنوانا “رقيقا” و”حساسا” ومدغدغا للمشاعر الجياشة “اغتيال الطفولة في اليمن”.

يا سلام واخيرا قررنا العودة الى الوراء كي نعرف ان اليمن وشعبه عصي على الانكسار والذل والاستسلام ,فهل هدأت وانقشعت “غبار عاصفة الحزم” وصارت الرؤية واضحة الان؟

الحكاية معلومة ولا داعي للخوض فيها مجددا ,لكن هل يصح ان نقبل ما يحدث ونضعه تحت نفس العناوين التي يرددها الكثير من الاعلاميين العرب حاليا محاولين ايهام المشاهد بأننا حقا امام “اعلام انساني ” يحن ويئن تحت وطأة ما يحدث لليمنيين؟

صراحة ذهلت من حجم “النفوذ” الذي صاحب الحلقة مع تكريس وسم بنفس الاسم غزا السوشال ميديا دون سابق وانذار وتذكرت ان “الحلقة المفقودة” حين كنا نصرخ في ايام خلت عن استباحة الطفولة في اليمن “سرها” بيد جهة معينة ,وربما قادني هذا الامر لاكتشاف الجواب “المعلق” عن سؤال جوهري سبق وطرحته هنا بالتحديد حين كتبت عن “الطفلة بثينة الريمي” ليكون الرد مختصرا موجزا “فتش عن الاعلام الممول قطريا”.

وبالعودة الى المقدمة لا يمكن لاحد على الاطلاق ان ينكر ان اول من صدح واشهر تلك المعطيات عن التاريخ اليمني مجاهرا بذلك في مقالاته واطلالاته التلفزيونية “الموثقة” هو رئيس تحرير هذه الصحيفة الذي وقف في وجه الجميع منذ ذلك الاعلان “المفاجئ” عن ميلاد ما يسمى “التحالف العربي” وعزمه عن غزو اليمن بشعار “عاصفة الحزم”.

هذا للامانة والتوضيح ووضع النقط على الحروف قبل ان يتحدث اي منبر اخر عن “حرصه” على شعب اليمن واطفال اليمن الذين لن يعيد لهم ادراج السعودية وتحالفها في “القائمة السوداء” للامم المتحدة ادنى اعتبار ونحن نتحدث عن عالم بشع يتعامل بازدواجية مقيتة معهم يصطف في خندق المجرمين ويبيعهم الاسلحة بصفقات خيالية ثم يحاضر في الاخلاق والشرف والعفة بعد ان تكتمل فصول واركان الجريمة..

للمرة المليون لكم الله يا أطفال اليمن..

بعيدا عن قصة عمرو ولميس في ضيافة “الارهابيين”: ماذا يطبخ في الخفاء يا ترى؟:

لابد من الاعتراف أنني كنت عاجزا عن “التفاعل” مع “الفرحة العارمة” التي غزت الاعلام والشوارع تحت عنوان “المصالحة الفلسطينية ” كما أنني لم استغرب “لحلول” عمرو أديب ولميس الحديدي معززين مكرمين بقطاع “غزة” الذي يأوي “الارهابيين الملطخة ايديهم بدماء المصريين”.

حين نفتح هذا الباب فالاكيد ان الامر لن يتوقف اطلاقا على ثنائية عمرو ولميس ولا احمد موسى او توفيق عكاشة ولغته “الرخيصة” في مخاطبة قادة حركة حماس واخرون كثر كان هدفهم الابرز الحرص على “وأد” كل من بقي صامدا متمسكا بأن فلسطين هي حقا القضية المركزية لكل العرب .

اذ ان هؤلاء جميعا كانوا ومازالوا وسيظلون مجرد أداة لتنفيذ مطالب النظام المصري الذي هو الاخر لا يتحرك ولا يتزحزح الا بأوامر “من فوق ” لتستمر الحكاية بهذه الصورة وفق ما رسم من مخطط دنيء بدأت فصوله تنكشف للعلن وليست مهزلة غزة الا البداية ,فلماذا اذن نلوم ونركز على مشاهد هي بالاصل “ثانوية” في ظل “الطامة الكبرى” التي ستتوضح لنا في قادم الايام؟

الله ايستر..

التلفزيون السعودي “يكتشف” أم كلثوم: فهل يأتي الدور على هيفاء وهبي ورقصات دينا وصافيناز؟:

“خبر عاجل ..القناة الثقافية السعودية ستبث ابتداءا من الليلة الحفلات الغنائية والبداية بسيدة الغناء العربي ام كلثوم” ..

تساءل احدهم فور رؤية الخبر: هل تعرض الموقع للاختراق على ما يبدو؟ ,وكان هذا السؤال كفيلا “بافساد فرحتنا الكبرى” بهذه الخطوة “العملاقة ” اذ كيف يعقل ان يستمر مسلسل الشك مع القيادة الجديدة الشابة وتحديدا بعد القرار “التاريخي ” القاضي بمنح المرأة حق قيادة السيارة ؟ {نحن في سنة 2017 ان لم تخوني الذاكرة } .

لكن سرعان ما تناسيت هذا التعليق “المندس″ بعد ان قرأت اخر مفاده: هل الحفلات مباشرة ام مسجلة؟

الحقيقة ان ما افرزته الخطوة من تفاوت في الاراء ونبرة تشكيك حادة ظلت هي الطاغية تجعلنا على يقين ان “وهم ” الانبهار التام والمطلق بحزمة القرارات التي تبدو في ظاهرها “بريئة ” لكن الواقع يدحض ذلك و “المصدر” و”الغاية” معلومين ولا ناقة “لراحة وحقوق” الشعب فيها ولا جمل كما يروج البعض وفق الدور المنوط به.

ما نعاينه من تفشي نبرة “السخ ” هذه يفيد بأن الطريق لن تكون مفروشة بالورود وان “القبضة الامنية” او الحل الاول والاخير للنظام السعودي في نسخته الحالية ضد كل من “يتجرأ” على رفع صوته متحديا او معارضا او حتى مستغربا لا يمكن على الاطلاق ان تأتي “بنتائج مرضية” والادلة في هذا الصدد لا تعد ولا تحصى ولا احد قطعا يعي او سيعي هذا الدرس وهذا يشمل الكثيرين على العموم

في نفس الصدد وكي لا “تزع″ احدا سرت بعض وسائل الاعلام على خط النبش في الماضي الذي يقول بأن اغاني “كوكب الشرق” كانت تعرض على التلفزيون السعودي حين افتتحه الملك فيصل بن عبد العزيز وذلك رغم وجود “مراقب ديني” وانها توقفت لفترة تقارب الخمس والثلاثين عاما ,غير ان الملفت للانتباه يكمن في التشديد على ان “ام كلثوم” هي البداية فقط وبأن الدور سيأتي على اخريات قريبا.

شخصيا اتوقع ان تستمر “الافراح والليالي الملاح ” فبعد احتفالات العيد الوطني “الصاخبة” اضحى مفتوحا امام السعوديين وفي منبر عمومي متابعة وسماع الاغاني وانا على يقين ان “الحبل على الجرار” وقد نصل لحفلات “طيبة الذكر” هيفاء وهبي ولما لا رقصات دينا وصافيناز.

لكن وللامانة الا يبدو هذا غريبا و متناقضا حد الغباء؟ كيف علينا ان ننسى او نتناسى ان اغلب القنوات “الترفيهية ” العربية مملوكة لشخصيات سعودية ومن العائلة الحاكمة ذاتها؟ فمن روتانا الى الام بي سي وعشرات القنوات المتناسلة صاحب السطوة على الفضاء الاعلامي والغنائي العربي معروفة مصادر تمويلها والان علينا ان نتحدث بمنتهى “البراءة” اننا نعيش عصرا “زاهيا” او نعاين ولادة “قاسم أمين” اخر..

من يضحك على من يا ترى؟

توفيق مجيد و”الفخ” السعودي:

لا استطيع “هضم” ما شاهدته من ردود فعل “صاخبة” من لدن الكثير من الاسماء السعودية على برنامج “حدث اليوم ” على قناة “فرانس 24″ وتحديدا في الحلقة التي جاءت بعنوان “السعودية.. القيادة مفتاح الريادة” وحلت فيها السيدة “امال المعلمي ” ضيفة على “توفيق مجيد”.

حيث أثار سؤال “عاي ” للاخير حول قوانين تم اقرارها في تونس على غرار منع تعدد الزوجات والمساواة في الارث “استفزاز″ اهل التويتر في المملكة وحاولوا صياغة “عناوين عريضة” متهمين اياه بالسعي “لاصطياد رأيها كامرأة سعودية” وهللوا لردها الذي وصفوه “بالواعي والرصين والمثقف ” فقط لانها قالت ان “لا رأي لها” و “سمعنا واطعنا” وهذا الاسلوب تحديدا هو “المحبب” والاقرب لقلب اغلب فئات الشعب السعودي التي مازالت تنظر للمرأة على انها “مخلوق غري” .

لكن ما هذا “التباعد” الملحوظ بين هؤلاء المغردين واراء قيادتهم الجديدة راعية “الحريات” يا ترى؟

ختاما يبدو ان الاعلامي التونسي توفيق مجيد اصبح قريبا من التصنيف هو الاخر في خانة “الحقودين” فقط لان حضوره لا يوافق “الهوى السعودي” المطلوب ..
رأي اليوم
عادل العوفي /كاتب مغربي

You might also like