بني سعود ومهزلة التحالف الإسلامي والإجماع العربي
بني سعود.. ومهزلة ’الاجماع’ العربي
و عدنا الى عام 2002 اذ تنكر ما يدعى اليوم بالصف العربي والاسلامي، لكل ما هو عروبي او اسلامي، بسبب احداث ايلول/ سبتمبر.. ليرى هذا “الصف” بأم عينيه ما يفعله الحلفاء وعلى رأسهم امريكا بالشعب الافغاني لذنب لم يقترفه لا الافغان ولا حزب الله، بل 17 خليجيا ومصري واحد ولبناني، والخليجيون هم 15 سعوديا وامارتيان، وجميعهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة الذي تطور اليوم الى “داعش”. لوجدنا منذ ذلك الحين كيف خرج على الملأ شيخ السلفية الوهابية عبدالله بن جبرين بفتواه الشهيرة التي احل بها دماء الشيعة وحزب الله بقوله “ولاشك أن الرافضة نشأوا على الكفر، وتربوا عليه على أيدي علمائهم المضللين، فهم كفار كفرًا أصليًا” ناصحا السنة وعلمائهم، بعدم جواز الدعاء لهم بالنصر والتمكين، وأن يتبرأوا منهم وأن يخذلوا من ينضموا إليهم.. رغم ان حزب الله لم يكن ابدا بصدد التعرض له أو للسعودية، بل كان منشغلا باستفزازات “اسرائيل” وتجاوزاتها على الفلسطينيين العرب السنة المسلمين. ثم جاء احتلال العراق عام 2003 من قبل اميركا، مستهدفا الشعب العراقي العربي المسلم البرئ.. واذا بصحيفة نيويورك تايمز تكشف فيما بعد عن تقرير من 90 صفحة قدمتها المخابرات الالمانية لامريكا، يفضح من خلاله دور السعودية في تسهيل الضربة ضد الشعب العراقي، اذ قاموا بفتح قاعدة عسكرية سرية في عرعر، للقوات الأمريكية الخاصة (دلتا فورس) وتسهيل مهامها للقيام بعمليات داخل العراق.. وكانت السلطات السعودية قد أغلقت المنطقة في وجه المسافرين تحت ذريعة منع تدفق اللاجئين العراقيين لأراضيها، دون التفكير او النطق بالصف العربي ولا الاجماع العربي. وفي عام 2006 قام حزب الله بأسر جنود اسرائيليين، وليس سعوديين او عرب، بعد يأسه من مفاوضات غير مباشرة لتحرير مختطفين لبنانيين عرب ومسلمين لدى الكيان المحتل.. فشن العدو الاسرائيلي هجومه مستهدفا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق، رغم ان السيد حسن نصرالله قال في مؤتمره الصحفي حينها “أن العملية عملية فردية يتحمل مسؤوليتها الحزب وحده ولا علاقة للحكومة اللبنانية بها”؛ ودعا الحكومة الإسرائيلية للتفاوض غير المباشر لإتمام تبادل الأسرى. فتفاجأت الشعوب العربية ببيان صدر من قبل السعودية ومصر حسني مبارك، هاجمت فيه ما سمته “عناصر لبنانية” بسبب ما اعتبرته “مغامرة غير محسوبة دون الرجوع إلى السلطة الشرعية” ودون التنسيق مع الدول العربية! “تقرير للمخابرات الألمانية: السعودية سهلت ضرب الشعب العراقي عبر فتح قاعدة للقوات الاميركية في عرعر” وهنا جاء جواب السيد حسن نصر الله، حيث قال “نحن مغامرون… لكننا مغامرون من العام 1982 ولم نجلب لبلدنا سوى النصر والتحرير.. هذه هي مغامرتنا”. ولو عدنا قليلا الى ما يسمى بالربيع العربي لنجد بشكل لايقبل الشك والانكار، ان الشعب التونسي لم ينتفض ضد حزب الله، بل ضد زين العابدين بن علي، والمذهب التونسي مالكي وليس “شيعي رافضي”.. فانبرت السعودية وللحفاظ على الصف والاجماع العربي، بدل الوقوف مع ابناء الشعب التونسي، استقبلت الرئيس زين العابدين بن علي، واخلت له قصرا مع حماية خوفا على ذلك الاجماع العربي. واما اليمن فحين وصلت الثورة اليمنية الى ذروتها وجُرح الرئيس الذي تسميه السعودية اليوم
بالمخلوع.. سرعان ما صدر من الديوان الملكي السعودي بيان بأن صالح وصل البلاد للعلاج، وكل الاجماع العربي الذي يخشى عليه آل سعود، كان يعلم ان الاحتجاجات استهدفت حكمه المستمر منذ أكثر من 30 عام، وبدعم سعودي.. والطريف في الامر ان السعودية كانت في مقدمة دول مجلس التعاون التي توسطت للتفاوض حول استقالة صالح وتسليم السلطة بشكل سلمي لمن سمتهم بالمعارضة، واذا بها تلتف على الثورة وتسلم الحكم لرجل كان اليد اليمنى لصالح، دون اية انتخابات او العودة الى رأي الشعب اليمني.. والذي تسميه اليوم بالشرعية فهاهو اليوم بدوره، يقوم بتعيين علي محسن صالح الأحمر، نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.. وهو نفس اللواء الذي خدم علي عبدالله صالح وهو الأخ غير الشقيق له ايضا.. وكان قد اوغل في قتل اليمنيين وخاصة الجنوب، وهو مطلوب دوليا ايضا.. لكن يبدو انه يحافظ على الاجماع العربي.. واما في سوريا، فلا السوريون مثل المصريين.. لكي تساعد السعودية في اسقاط مرسي، ولا الرئيس الاسد مع الاجماع العربي لتضمه السعودية الى زين العابدين بن علي.. فبات الاجماع العربي في “احرار الشام” وزهران علوش والشيشانيين وغيرهم.. ولأن حزب الله كان له موقف من الاحداث السورية، نظرا للتقارير والمعلومات والفتاوى التي صدرت ضده.. وجد الاجماع العربي ضالته في احمد الاسير الذي اعلن وهو موجود على موقع “يوتيوب” انه كان مدعوما من المخابرات السعودية وكان يتلقى مليون ونصف المليون ليرة شهريا.. لماذا؟ لانه لم يخرج من الصف العربي، الذي كان ولايزال يدعم اكلي الاحشاء وشعارهم “جئناكم بالذبح”. ويكفي مراجعة ما