الحرب النووية قاب قوسين أو أدنى..
إب نيوز 18 أكتوبر
قريبا قد نصبح جميعا شهود عيان على مواجهات عسكرية لا سابق لها، والتي قد تكون الأخيرة في تاريخ البشرية. فالأوضاع العالمية الراهنة لا تساعد عموما وبأي شكل من الأشكال على تعزيز نظام الحد من انتشار الأسلحة النووية، وتنسيق الجهود التي تبذلها الدول الرائدة في منع الإرهاب النووي.
/
الدوائر العسكرية تتحدث عن إمكانية شن حرب نووية استراتيجية محدودة. أما كيف ستكون هذه الحرب، فإن الأمر لا يزال غامضا. لكن الخبراء يؤكدون بأن هذه العمليات الحربية ستخرج بسرعة عن السيطرة وتتطور إلى حرب عالمية، وستؤدي إلى نهاية البشرية.
القوى العظمى عاجزة في التوصل إلى اتفاق جديد، والسبب الرئيسي يكمن في أنه تجري محاولات لإعادة النظر في الاتفاقيات القديمة، مثل اتفاقية تدمير الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. علماً إن علامات السعي للانسحاب من هذه الاتفاقية قائمة، والولايات المتحدة جاهزة للبدء في إنتاج أنواع الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقية.
مسألة انتشار الأسلحة النووية تبقى التهديد الأخطر على البشرية. وهذا الخطر يشمل ليس فقط احتمال وقوع صدامات بين الدول، بل واحتمال استخدام الإرهابيين القنابل القذرة، وكذلك الهجمات الإلكترونية وإلحاق الإضرار بالمواقع الذرية.
بصورة عامة، يرى الخبراء العسكريون أن العالم يقترب أكثر فأكثر من ذروة الخطر، وإن احتمال وقوع صدام بين الولايات المتحدة وروسيا أعلى بكثير مما كان خلال الحرب الباردة.
الحرب مع كوريا الشمالية… الخطة السرية للبنتاغون
مازال العالم يتساءل هل يمكن أن يغامر ترامب عسكرياً في شبه الجزيرة الكورية لحل مشكلاته السياسية الداخلية؟
وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خرج بتصريح مدوي يحث فيه على أن تكون القوات الأمريكية على أهبة الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية ساحقة ضد كوريا الشمالية، وذلك على خلفية التلميحات الصادرة من الرئيس الأميركي حول عدم فعالية الأدوات الدبلوماسية في الضغط على بيونغ يانغ.
برأي بعض الخبراء فإن البنتاغون والبيت الأبيض يحاولان فقط إخافة النظام الحاكم في كوريا الشمالية. ولكن، التهديد الأمريكي يمكن أن يطبق في حال أصبح خطر عزل دونالد ترامب حقيقة لا مفر منها، وما زالت المسافة بعيدة أمام الزعيم الأمريكي لكي يتخلص نهائيا من هذا التهديد.
بيونغ يانغ تضرب عرض الحائط كل هذه التهديدات ولا تعتزم وقف تجاربها النووية، وتعلن باستمرار عن نجاحات لها في هذا الاتجاه. ومع ذلك يقول بعض الخبراء العسكريين بأن المرحلة الأولى من الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لن تكون نووية، حتى أن آخرين يشيرون إلى أن واشنطن قد تضحي بسيئول من أجل حل المعضلة الكورية.
بيونغ يانغ لم تتخذ أي خطوات لتخفيف التوتر، والزعيم كيم جونغ أون يطلق في تصريحاته وخطاباته على البرنامج النووي اسم “السيف الثمين” القادر على حماية البلاد من المعتدي. وإن ما يشير إلى استعداد جميع الأطراف للسيناريو الأخطر تؤكده الانباء التي تتحدث عن إن قراصنة إلكترونيين من كوريا الشمالية تمكنوا من اختراق شبكة جيش كوريا الجنوبية وسرقة معلومات سرية بحجم 235 غيغابايت، من بينها الخطة 5015، التي تفيد بأنه في حال نشوب الحرب ستتم مهاجمة مخبأ كيم جونغ أون لحرمان العدو من قائده.
سيئول تحضر مفاجأة للشطر الشمالي باستخدام قنبلة غرافيت، ستشل عمل شبكات الطاقة الكهربائية هناك. على غرار ما استخدمته الولايات المتحدة من قنابل مماثلة عند غزوها العراق عام 2003، وكذلك في الحرب ضد صربيا. أما في كوريا الشمالية، فستستخدم كأداة مساعدة في استراتيجية الضربة الوقائية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه- كيف ستتطور الأحداث إذا تجاوزت واشنطن الخط الأحمر الفاصل بين السلام الهش والحرب؟
كوريا الشمالية سوف ترد على هذه الضربة بقصف مدفعي لسيئول وإطلاق صواريخ بالستية نحو كوريا الجنوبية وجزيرة غوام. وإذا أنجزت بيونغ يانغ إنتاج صواريخ “هواسون-14″، فإنها قد تهاجم هونولولو أيضا من دون استخدام الرؤوس النووية. ومن المتوقع أن تستخدم كوريا الشمالية القوات الخاصة التي ستجتاز المنطقة الحدودية العازلة بين الشطرين وتفجر عددا من مواقع الصناعات الكيميائية والذرية.
تدرس الإدارة الأمريكية أربعة أو خمسة خيارات لا تتضمن تدمير كوريا الشمالية بالكامل. وأحدها يفترض توجيه ضربة باستخدام طائرة مسيرة أو طائرة حربية للقضاء على الزعيم الكوري، لكن هذا الأمر صعب، لأن لدى كيم جونغ أون أكثر من 30 موقعا، في كل منها يوجد مخبأ. أما الخيارات الأخرى فستؤدي إلى خسائر فادحة.
أنقرة تريد الحصول على تكنولوجيا إنتاج منظومات “إس-400″، وموسكو ليست في عجلة من أمرها. ولكن قد ترفض أنقرة شراء منظومات “إس-400” الروسية إذا رفضت موسكو الموافقة على إنتاجها في تركيا. موسكو رأت في هذه الكلمات رغبة في الرد على الولايات المتحدة، التي وافقت على بيع منظومات “ثاد” الصاروخية إلى المملكة السعودية فور الإعلان عن اتفاق روسيا والمملكة على صفقة بشأن منظومات “إس-400” الروسية.
اعتقد العسكريون الأتراك أنهم سيحصلون، اضافة إلى المنظومات الصاروخية، على تكنولوجيا تجميعها في تركيا. لكن المفاوضين الروس، بغض النظر عن الموقف المتشدد للجانب التركي، تمكنوا من توقيع اتفاق من دون نقل التكنولوجيا، في إشارة إلى إن تركيا ستتسلم منظومات جاهزة.
سيرغي تشيميزوف المدير العام لمؤسسة “روس تيخ” المسؤولة عن تصنيع هذه المنظومات أشار إلى إن الحديث يدور عن تكنولوجيا معقدة ومتطورة، ولا يمكن أخذها وتطبيقها بهذه السهولة لبناء مصنع لإنتاج هذه المنظومات. لأن هذا يحتاج إلى كوادر ذوي مهارة عالية وتكنولوجيا فائقة الدقة، ولتحقيق ذلك يحتاج الأمر إلى عشرات السنين.
مؤسسة روس أبورون إكسبورت والهيئة الفدرالية للتعاون العسكري-التقني رأت في تصريحات المسؤولين الأتراك عناصر لعبة سياسية. باعتبار أن الجانب الروسي وقع صفقة شاملة كاملة، تتضمن جميع التفاصيل القانونية الدقيقة والتزامات كل طرف. ولذا، فليس من السهل الانسحاب منها بهذه البساطة. ويفترض المتحدث، أن هذه التصريحات جاءت على خلفية الاتفاق على توريد منظومات روسية مشابهة إلى المملكة السعودية، وقرار الولايات المتحدة الفوري توريد منظومات صواريخ “ثاد” الأمريكية إلى المملكة بموجب صفقة قيمتها 15 مليار دولار.
سوريا بين المطرقة الروسية والسندان الأمريكي
وزارة الدفاع الروسية وجهت اتهاماً للبنتاغون الذي يحاول إفشال اتفاقية السلام في منطقة وقف التصعيد الجنوبية في محافظة درعا. والسبب في ذلك، وفقا للعسكريين الروس، يكمن فيما يسمى بالمصادفات الغريبة.
في البداية اكتشف العسكريون على مقربة من القاعدة الأمريكية في التنف مركبات مجهزة بمدافع ذات عيار كبير، وهذه تذكِّرنا بوسائل النقل التي يستخدمها الإرهابيون في تحركاتهم. ثم بعد ذلك تم تسجيل تحرك للمسلحين من المنطقة الآمنة للقاعدة، وسرقة المعونات الإنسانية المخصصة للسكان المحليين.
الجنرال إيغور كوناشينكوف المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية أكد بأن نحو 600 مسلح، كانوا موجودين في مخيم الرقبان للاجئين، في منطقة التنف الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، خرجوا بين الثاني والثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بشكل منظم على مركبات دفع رباعي، وتوجهت قوافلهم في الاتجاه الغربي.
وقال بإن المسلحين ساروا من دون أي عوائق قرابة 300 كم، ووصلوا عبر نقطة الجمارك السابقة طفس على الحدود الأردنية-السورية إلى مدينة درعا.
وللمصادفة “الغريبة” دخلت في الوقت نفسه، مع قافلة المسلحين إلى منطقة وقف التصعيد قافلتان تحملان إمدادات طبية ومواد غذائية مخصصة للمدنيين. وتم العمل على إُفراغ المساعدة الإنسانية بالكامل وخاصة الأدوية الطبية، وهي موجودة الآن لدى المسلحين الذين جاؤوا من منطقة قاعدة التنف.
إن إنشاء منطقة في التنف حيث لا يسمح بدخول قوات الحكومة الشرعية، يوحي بمحاولة لتقسيم البلاد وشق سوريا من أجل إنشاء سلطة بديلة على جزء محدد يكون تحت سيطرة الولايات المتحدة وحلفائها.
الخطر الرئيسي في الاتهامات المتبادلة بين المؤسستين العسكريتين في روسيا والولايات المتحدة أنهما في الماضي تقاسما مناطق النفوذ في سوريا، بينما هما تضطران في الظرف الراهن إلى العمل معا في هذه المناطق نفسها.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم
سبوتنك