كاتب تونسي : اليمن كشفت عورة الأمة !!
إب نيوز 19 نوفمبر
من الناحية الإنسانية :
نعم كلنا أباء، وكلنا نعلم ما يحصل في داخلنا عندما نرى أبنائنا يقفزون ويلعبون أمامنا فرحين سعداء، وكذلك ندرك حقيقة ذاك الشعور المقيت الذي نعايشه عندما نرى أبنائنا ونشاهدهم يصارعون المرض والموت، أو الخوف والرعب، ونحن عاجزون على دفع هذه الأخطار عنهم، فبشاعة وقسوة وشدة مثل هذه المعايشات لا تخفى على أب .
ومن هنا، فعلا إنني انا السيد حبيب مقدم التونسي أقبل جبين وأيدي رجالات اليمن والأباء في داخل اليمن، الذين بأيديهم دفنوا فلذات أكبادهم الذين ماتوا بسبب القصف أو الجوع أو المرض، بل وأقبل أرجلهم الثبات في وجه الظالم بعد دفن فلذات أكبادهم .
وكذلك إنني حقيقة أنحني احتراما وتعظيما وإجلالا أمام الأمهات اليمنيات اللاتي تراهن صابرات بجانب أبنائهم، والمرض يقطع فلذاتهم وهن يشاهدن ذلك بأم أعينهن، منتظرة بصبر ما يجود به رب عادل .
وأتوجه بعد ذلك لكل فرد من هذه الأمة بكبيرها وصغيرها، لأقول: مايحصل في اليمن هو بلاء من الله عظيم بالنسبة للشعب اليمني، ولكنه هو أيضا امتحان لكل فرد منكم، إمتحان لدينكم إن كنتم مؤمنين، ولإنسانيتكم إن لم تعتبروا الدين، فأين أنتم مما يحصل في اليمن .
ما يحصل في اليمن، من جوع وأمراض ومآسي ومعانات ليست فبركة قناة تنتمي لجهة معينة، أو لدولة بذاتها، وأرقام القتل والأمراض والمجاعة ليست هي واضحة، فمتى ومتى نتحرك ونرفع الصوت في وجه هذه العائلة النجسة آل سعود .
أما من الناحية الدينية:
{{{ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا }}} النساء (75)
ألا تكفي مثل هذه الآية لتحركنا نحو تأدية التكليف، الشعب اليمني لا يريد من يقاتل ويصمد بدله، بل كل ما يحتاجه هو وقفة عز جماعية، بالكلمة والعمل في سبيل مده بمقومات الصمود والإستمرار .
يجب ان نفهم حقيقة أن الدعم المعنوي والمادي، لا يجب أن يقتصر على الجهات الرسمية، بل مايريده الشعب اليمني العزيز الكريم هو وقفة الشعوب والأفراد ليشعر بأنه ليس وحيدا، وأنه لم يترك لوحده في مواجهة ظالم متعفن بالكبر والجاهلية .
نعم، لما لا يقدم بعض أبناء الأمة شيء من دمائهم في سبيل دعم والدفاع عن شعب عربي مسلم، تجلت فيه أبرز قيم الإنسان الحر المقاوم، وهو الشعب اليمني .
إن البذل والعطاء بالمال وبالنفس للشعب اليمني، الذي أثبت خلال السنوات الماضية أنه أهل للوفاء والإباء، له قليل في حقه .
وكذالك الموت في مواجهة آل سعود، وفي الدفاع عن الأمة وعن المستضعفين له شرف وعزة لكل حر من بني الإنسان ومن الأمة .
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
السيد أبو جواد
حبيب مقدم التونسي