تحذير أميركي من السفر إلى السعودية… و«أنصار الله» تهدد بالرد على التجويع
متابعات | تقارير |
تزامناً مع تحذير دراسة أميركية من «سقوط آلاف الأبرياء، بينهم أطفال، ضحايا» للحصار الذي تفرضه السعودية على اليمن، حذّرت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها من السفر إلى المملكة بسبب «التهديدات الإرهابية وخطر الصواريخ الباليستية»، في مشهد يعكس أبرز «إنجازات» العدوان بعد عامين ونصف عام.
ومنذ إعلان بدء «الحرب الخاطفة» على اليمن في آذار 2015، تزاحمت التقارير الإعلامية الداعمة للعمليات العسكرية، واضعة إياها في سياق «الضربات الاستباقية من أجل حماية استقرار المملكة (السعودية) وشعبها والأمة الإسلامية كاملة» من خطر «ميليشيات الحوثي الإيرانية». لكن، من اليوم الأول، حاول تحالف العدوان «تطهير» الحدود السعودية ــ اليمنية، وتدمير المنظومات الصاروخية للجيش اليمني والقضاء على منصات الصواريخ الباليستية التابعة لحركة «أنصار الله»، من دون جدوى!
وبينما نجحت الرياض، إلى حد ما، في إخفاء الخسائر المادية والبشرية الكبيرة التي مُني بها العدوان، فإن فشلها في تحقيق أي من أهدافها، وفي مقدمتها «سحق» الحركة و«إعادة الشرعية»، تجلّى بوضوح مع سقوط صاروخ باليستي على مطار الملك خالد الدولي في الرياض مطلع الشهر الجاري، وهو الذي اعترفت بسقوطه رسمياً على الأقل.
«الصاروخ» دفع الولايات المتحدة إلى تحذير رعاياها من مخاطر السفر إلى السعودية، التي أغلقت المنافذ البرية والجوية والبحرية اليمنية منذ نحو أسبوعين، وذلك في خطوة حذّرت شبكة «نظم الإنذار المبكر من المجاعات» من أنها ستؤدي إلى «سقوط آلاف الضحايا، بينهم أطفال، يومياً نتيجة نقص الغذاء وانتشار الأمراض».
وفي تقرير نشرته أمس، حذّرت الشبكة، التي استخدمت مقياس «اي بي سي» المعترف به دولياً لتصنيف درجات الأمن الغذائي، من التداعيات الإنسانية للحصار المفروض على أهم المنافذ البرية والجوية والبحرية، ولا سيما أن اليمن «حتى قبل الحصار… كان (فيه) 15 مليون شخص في أزمة (الدرجة 3 على المقياس) أو أسوأ».
استمرار الحصار سيرفع مستوى المجاعة إلى درجة 5 وفق مقياس دولي
وتواصل السعودية، للأسبوع الثالث على التوالي، إغلاق ميناء الحديدة، «العمود الفقري للعمليات الإنسانية»، إذ يدخل منه نحو 80% من الإمدادات الغذائية» إلى البلد الذي يستورد 90% من حاجاته الأساسية.
في هذا السياق، أكّد التقرير أن «إطالة أمد إغلاق الموانئ الرئيسية يهدد بتدهور لم يسبق له مثيل في الأمن الغذائي ليصل إلى درجة المجاعة (الدرجة 5 على المقياس) في مناطق شاسعة من البلاد»، داعياً إلى «الرفع الفوري للحصار المفروض على كل الموانئ وإعادة فتحها أمام المساعدات الانسانية».
وارتفعت في الأيام الماضية الأصوات المنددة بـ«العقاب الجماعي» الذي أنزلته الرياض بكل المحافظات اليمنية، وأبرزها اتهام الأمم المتحدة تحالف العدوان بالتسبب في «أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة، ضحاياها بالملايين» إذا لم يرفع الحصار ويوقف ما وصفه الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريس، بـ«الحرب الغبية».
وبعد سنتين ونصف من الحرب، وضعت الولايات المتحدة، أمس، السعودية على قائمة الدول التي تحذّر رعاياها من مخاطر السفر إليها. وقالت الخارجية الأميركية إن «الصواريخ الباليستية التي تستهدف المملكة، وآخرها الصاروخ الذي استهدف مطار الملك خالد، وكذلك القذائف المدفعية التي تطلق بصورة روتينية باتجاه المدن السعودية الحدودية» تشكّل تهديداً لحياة مواطنيها.
وأضافت الوزارة أن «التهديدات الإرهابية لا تزال موجودة في أنحاء السعودية، بما في ذلك المدن الرئيسية كالرياض وجدة… من الممكن أن تحدث هجمات دون سابق إنذار»، مشيرة إلى أن «التنظيمات الإرهابية ــ ومنها تنظيم داعش وجماعات تابعة له ــ استهدفت السعودية والمصالح الغربية، والمساجد ومواقع دينية للشيعة والسُّنة، وأماكن يرتادها الأميركيون».
كذلك حظرت «الخارجية» سفر موظفي الحكومة الأميركية وعائلاتهم إلى مدينة القطيف وضواحيها في المنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء لـ«أسباب أمنية».
يأتي التحذير الأميركي بعد ساعات من تأكيد الناطق الرسمي لـ«أنصار الله»، محمد عبد السلام، أن «لا حماية لقوى العدوان التي أوغلت في وحشيتها وعدوانيتها بحق الشعب اليمني من الصواريخ اليمنية وأن الميدان كفيل بالرد»، مشيراً إلى أن «إطراء العدو الإسرائيلي على النظامين السعودي والإماراتي يكفي لنزع عروبتهما، وانكشافهما كخناجر مسمومة لا تقل خطراً عن عدو الأمة».
(الأخبار اللبنانية)