بيان اللقاء الموسع لعلماء اليمن تحت عنوان (حرمة التطبيع مع العدو الصهيوني ووجوب مواجهة العدوان ومحاربة الفساد)

بيان اللقاء الموسع لعلماء اليمن تحت عنوان
(حرمة التطبيع مع العدو الصهيوني ووجوب مواجهة العدوان ومحاربة الفساد)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:104] والقائل سبحانه: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون﴾[المائدة:78، 79].
والصلاة والسلام على خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين سيدنا محمد القائل: »لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم« صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحابته الأخيار الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد
فإن علماء اليمن تابعوا ولا زالوا يتابعون المستجدات والتطورات وما يحيكه أعداء الأمة من المؤامرات على مستوى الساحة المحلية والإقليمية والدولية ويرقبون بقلق شديد ما يدور من سعي حثيث وهرولة متسارعة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لغرض تثبيت أقدامه في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية القضية الأولى والمركزية للأمة العربية والإسلامية لاسيما بعد مرور مائة عام من صدور الوعد المشؤوم (وعد بلفور).
وما تشهده الساحة الداخلية من استمرار العدوان السعودي الأمريكي الظالم الذي يرتكب المجازر المروعة يومياً بحق الشعب اليمني على مدى أكثرَ من عامين ونصف ويضيق الخناق عليه من خلال الحصار المطبق براً وجواً وبحراً ويستمر في إغلاق المنافذ بهدف تركيع الشعب اليمني وإخضاعه مما تسبب في معاناته وتفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة التي قتلت الآلاف وألحقت الضرر بمئات الآلاف وعرضت الملايين للمجاعة بشهادة المنظمات الأممية والدولية.
وما يحدث في المحافظات الجنوبية من القتل الممنهج لإخواننا العلماء والخطباء عبر الاغتيالات وممارسة عملية الإذلال والإهانة للكثير منهم من خلال زجهم في السجون والتهديدات وأعمال العنف.
وما يشهده الداخل اليمني من فسادٍ ملحوظ من بعض النافذين والمتسلطين في بعض أجهزة الدولة ودوائرها الحكومية.
وقياماً بالواجب الديني الذي أوجبه الله على الناس وفي مقدمتهم العلماء وقولاً لكلمة الحق التي ينتظرها عامة الناس، وقياماً بواجب النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم اجتمع علماء اليمن في لقائهم الموسع بشأن التطورات المشار إليها، وخرجوا بعد التداول والنقاش بالآتي:-
1- يرفض علماء اليمن رفضاً قاطعاً ومطلقاً أي تطبيع بأي شكل من الأشكال مع الكيان الصهيوني الغاصب ويكررون تأكيدهم على حرمة وعدم جواز التطبيع مع هذا الكيان العنصري، ويدعون الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات معه إلى قطعها ويدعون علماء وشعوب تلك الدول إلى الضغط على أنظمتها لتحقيق ذلك، ويؤكدون أن أي تطبيع مع هذا الكيان خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وتواطؤٌ واضح معه ومشاركة له في تصفية القضية الفلسطينية.
2- يؤكد علماء اليمن على أن الكيان الصهيوني الغاصب وكل من يدعمه هو العدو الرئيسي للأمة وأنه إلى جانب القواعد الأمريكية والأجنبية في المنطقة يشكل الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي والإسلامي وأن سلاحه النووي خطرٌ على الأمن والسلم الدوليين، ويدعون جميع المسلمين إلى مواجهة هذا العدو اللدود بكل الوسائل المشروعة والإمكانات المتاحة.
3- يرفض علماء اليمن رفضاً قاطعاً قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في الجامعة العربية والتي كانت قرارات صهيونية بامتياز لوصفهم فيها دفاع الشعب اليمني عن نفسه وحركات المقاومة الإسلامية ومن يدعمها ضد العدو الصهيوني بالإرهاب، ويؤكدون على وجوب دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة الإسلامية بكل غالٍ ورخيص حتى تتحرر فلسطين كل فلسطين.
4- يدين علماء اليمن المجازر المروعة والبشعة التي ارتكبتها وترتكبها ما تسمى بقوات التحالف بحق الشعب اليمني التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى ويحملونها المسئولية عن كل قطرة دمٍ تسفك.
5- كما يدين علماء اليمن الحصار الجائر الذي تمارسه قوات التحالف وعلى رأسها السعودية وأمريكا ضد الشعب اليمني جواً وبراً وبحراً الذي أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وزاد من معاناتهم وأوصل الكثير إلى مشارف المجاعة وفاقم معاناة المرضى وتسبب في موت الكثير منهم، ومنع سفر الكثير من الحالات التي تستدعي السفر للخارج، ويدعون إلى رفع هذا الحصار الجائر وفتح جميع المنافذ وبالخصوص مطار صنعاء وميناء الحديدة.
6- يؤكد علماء اليمن على حق الشعب اليمني في رد العدوان ومقاومته بكل الوسائل المشروعة والمتاحة وأن ذلك حق كفلته الشريعة الإسلامية وكل الأعراف والقيم الدولية والإنسانية ويشيدون بأخلاق الجيش واللجان الشعبية في الحرب بالتزامهم القواعد الشرعية من احترام الأسير وعدم استهداف المدنيين رغم ما يرتكبه العدوان من مجازر وحشية.
7- يدعو علماء اليمن كل شرائح الشعب اليمني علماء وقادة وسياسيين وقبائل وأحزاباً إلى جمع الكلمة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان والعمل بجد وصدق لرفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح لدفعه، ويؤكدون على وجوب النفير العام والجهاد في سبيل الله وأن ذلك واجب على كل قادر على حمل السلاح من المكلفين ولا مجال للحياد أمام قتل الأطفال والنساء والمجازر المستمرة.
8- يؤكد العلماء على وجوب محاربة الفساد بكل أشكاله وأنواعه مالياً وإدارياً وأخلاقياً وأنه لا يجوز الوقوف مع المفسدين أياً كانوا وممن كانوا وأن الوقوف مع الفاسدين والدفاع عن المفسدين فساد في حد ذاته قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: »من أعان على خصومةٍ بباطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع« وقال: »من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه« والله تعالى يقول: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللهِ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا﴾[النساء: 105- 109].
9- يدعو علماء اليمن المجلس السياسي الأعلى والمكونات السياسية إلى تشكيل حكومة كفاءات ترعى مصالح العباد والبلاد بعيداً عن المحاصصة والمقاسمة والعمل الفوري على رفع معاناة الناس والتخفيف عنهم بالوسائل المتاحة والقدر الممكن.
10- يدين علماء اليمن عمليات القتل والاغتيالات الممنهجة للشخصيات المعتبرة من علماء وسياسيين التي ترتكبها آيادي العمالة والإرتزاق المدعومةُ من قوات التحالف في المحافظات الجنوبية والمحتلة، ويدعون من يقفون في صف العدوان إلى مراجعة حساباتهم والعودة إلى جادة الصواب إلى جانب إخوانهم من الجيش واللجان الشعبية فالوطن يتسع للجميع.
11- يدعو علماء اليمن كافة علماء المسلمين في الداخل والخارج للقيام بمسئولياتهم أمام الله في الدعوة والسعي لإيقاف هذه الحرب الظالمةِ ضد الشعب اليمني وقول كلمة الحق حقناً لدماء المسلمين والسعي لإصلاح الشأن بعيداً عن الإملاءات الخارجية التي لا تريد الخير لأبناء اليمن خاصة وللأمة العربية والإسلامية عامة.
12- يحيي علماء اليمن كل من وقف إلى جانب مظلومية الشعب اليمني والقضية الفلسطينية ويخصون بالذكر السيد حسن نصر الله لمواقفه الصادقة والأخوية ومن وقف موقفه.
13- يؤكد علماء اليمن تضامنهم الكامل والصادق مع الشعب اللبناني أمام المؤامرات الخطيرة من قبل النظام السعودي والإماراتي والكيان الصهيوني والتي تستهدف بالمقام الأول المقاومة الإسلامية، كما يؤكدون تضامنهم مع الشعب البحريني المظلوم، ويهنئون الشعبين العراقي والسوري بانتصاراتهم على داعش السعوأمريكية الصهيونية وأخواتها من الحركات التكفيرية.
وأخيراً ينتهز علماء اليمن فرصة تزامن انعقاد هذا اللقاء الموسع مع قدوم مناسبة المولد النبوي الشريف ويهنئون الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة الغالية ويدعون إلى التفاعل معها والاستفادة منها واقتباس الدروس والعبر والحضور المشرف لإحياء هذه المناسبة، كما يهنئون شعبنا اليمني العزيز بعيد الجلاء الـ30 من نوفمبر خروج آخر جندي بريطاني من وطننا الحبيب، ويدعون كل أبناء الشعب اليمني للرجوع إلى الله والتضرع إليه وكثرة الاستغفار ورد المظالم والثقة المطلقة بالله تعالى وبنصره القريب، والأخذ بعوامل الصمود وأسباب النصر والتكافل الاجتماعي ومواساة الفقراء والمساكين والمحتاجين، ويدعون التجار إلى السعي لتخفيف معاناة الناس والإحسان والبذل وعدم خلق الأزمات والاحتكار والمغالاة في الأسعار، ويدعون الحكومة والشعب إلى ترك التعامل بالربا وإنصاف المظلومين والوقوف بحزم ضد الطابور الخامس والمرجفين والمحتكرين.
وفي الختام نسال الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يوحد كلمتهم ويصلح ذات بينهم وأن ينصر المجاهدين وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويفك الأسرى وينصر الحق وأهله ويخذل الباطل وحزبه ويختم لنا جميعاً بالإيمان.
صادر عن اللقاء الموسع لعلماء اليمن تحت عنوان
(حرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني ووجوب مواجهة العدوان ومحاربة الفساد)
المنعقد بتاريخ 5 ربيع أول 1439هـ الموافق 23/11/2017م

You might also like