تساؤلاتٌ للصامدين بعد عام من العُـدْوَان هل عادك كما كنت
تساؤلاتٌ للصامدين بعد عام من العُـدْوَان هل عادك كما كنت
فؤاد ناجي
مضى عامٌ حافلٌ بالعناية الإلهية الكبيرة لأهل اليَمَنِ في مختلف الجبهات القتالية والأمنية والاقتصادية والطبية والاجتماعية رغم شراسة الهجمة وفداحة العُـدْوَان، وشموليّة وإطباق الحصار.
فعلى سبيل المثال في الجانب العسكري صمود اليَمَنيين بلا طائرات ولا مدرعات ولا دبابات ولا بارجات أَمَــام أسراب الطائرات بمختلف أنواعها وأمام البارجات وعشرات المدرعات وأحدث ما وصلت إليه الصناعة العسكرية، أليس كُلّ ذلك آية من آيات الله سبحانه؟ ورغم أنَّ علينا حظراً من شراء الأسلحة وغيرها، هناك بركة في مخازن سلاحنا بينما العُـدْوَان لا يزال في شراء الصفقات صفقة بعد صفقة، وأيضاً لاحظوا عدد صواريخهم التي ألقيت على بلدنا الحبيب، وجعلها الله برداً وسلاماً لم تضرنا إلا أذى، بينما صواريخ اليَمَنيين جعل الله فيها بأساً شديداً، وأصاب بها الأهداف بعنايته سبحانه.
وهكذا في الجانب الاقتصادي كيف أن الأسواق مليئة بالبضائع رغم الحصار وكيف أن السكنية تنزل في قلوب اليَمَنيين فلا قلق على معيشتهم حيث أنهم يعيشون حياتهم الطبيعية رغم محاولات فرض الحصار؛ لأجل تجريع الشعب اليَمَني وتجويعه إلا أنّ الجرعة عادت في نحورهم وضربت أوطانهم رغم ثرواتهم الهائلة.
وفي الجانب الأمني رغم شلل الأجهزة الأمنية وتقاعس الكثير عن أداء واجبهم ورغم محاولات العُـدْوَان من خلال خلاياه لارتكاب الجرائم إلا أن عناية الله وتأييده باركت جهود الأمنيين فعشنا بفضل الله في أمن وأمان رُغم كُلّ المحاولات.
وفي الجانب الصحي لاحظنا كيف كانت عناية الله، حيث نعرف جميعاً كيف كانت المستشفيات تعجز عن استقبال الحالات في الأيام العادية، واليوم كُلّ يوم تستقبل عشرات الإصابات وتجرى العمليات الكبيرة والخطيرة للكثير من الحالات وبنجاح يظهر عناية الله ورعايته.
وفي الجانب الاجتماعي للنازحين كيف تم إيواؤهم بخلاف غير اليَمَن من الدول التي تعاني حروباً ولو داخليةً وهذا من ألطافِ الله سبحانه.
وبعد هذه العناية والتأييد الرباني نريدُ أن نسأل كيف وجدتم رعاية الله لكم وتأييده ونصره يا أهلَ اليَمَن؟
هل الصمود والثبات والتأييد الإلهي الذي لامسناه خلال العام يشجعنا على الاستمرار؟، أم أنه مخيب للآمال؟
كيف تقييمنا للعام الماضي من الصمود في وجه العُـدْوَان؟
لقد كسرنا جيوش العالم ومرتزقة العالم وأسلحة العالم ومؤامرات العالم رغم قلة المتحركين، فكيف لو تحرك الجميع؟!، إذن لكنا قد انتهينا من العُـدْوَان وحُسم بالنصر الإلهي.
أيهما أكثر ضرراً ضرر المواجهة والثبات أم ضرر الاستسلام والخضوع وضياع مؤسسات الدولة والانفلات الأمني؟.
وما هو الخيار البديل عن الصمود في وجه العُـدْوَان؟، هل هناك خبير استراتيجي أَوْ سياسي مخضرم يستطيع أن يقترح خياراً غير الصمود إلا الذل والهوان والاحتلال والدخول في نفق مظلم يعلم الله وحده كم سنجلس فيه عقوداً من الزمن؟.
أليست الانتصارات التي حققها الأبطال في كُلّ الجبهات رغم قلة عددهم تشجعنا على الصمود والثبات وتبعثنا على مواصلة الدرب ومضاعفة الجهود وتحرك من لم يتحرك؟.
واسألوا أنفسكم كيف تتخيلون وضع اليَمَن لو لم يتحرك أبناؤه ورجاله للدفاع عنه؟ تخيلوا الكارثة، لو لم نتحرك، إذن لكانت الفوضى قد شملت كُلّ مناطق اليَمَن، ولكانت القاعدة قد قضت على كُلّ مظاهر الدولة المتبقية، فلا وزارة، ولا بنك، ولا مرتبات، ولا أمن؛ لأن هؤلاء الإرهابيين معاول هدم ومشاريع فوضى وخراب لا يمتلكون أية رؤية أَوْ مشروع للحياة والبناء والبقاء.
وهذه الحالة لو وقعت –لا سمح الله- ليست حالة عابرة أَوْ قصيرة ولكنها نفق مظلم يعلم الله وحدَه كيف سيتم التعافي والخروج منه.
وأخيراً هناك سؤال للمحايدين والمتفرجين:
إذا كانت كُلّ الجرائم بحق الأطفال والنساء والبلد لم توقظ تلك الضمائر الميتة والمشاعر والأحاسيس المتبلدة والمفقودة فمتى ستستيقظ؟ أعتقد أنها لن تستيقظَ إلا عندما يستيقظ من في القبور والله المستعان.