رسالة من مواطن عربي صادق وغيور يحب اليمن و شعبها .. أوجهها إلى قيادات أنصار الله الأفذاذ..
إب نبوز 13 يناير
لقد تفائل بكم الكثير من الشعب اليمني الشقيق وغيرهم من الشعوب العربية والإسلامية باستلامكم وسيطرتكم على مفاصل الدولة ومؤسساتها متعشمين فيكم الخير للقضاء على الفساد والنهب والسرقات وعدم اقصائكم لمخالفيكم في الرأي والفكر نشرا للعدالة والأمن والاستقرار على الأراضي اليمنية … فلا تجعلوا من بينكم معاول هدم ونهب وتفريق بل اجعلوا اليمن لكل اليمنيين وكونوا منصفين للضعيف من القوي “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”..
وتذكروا بأن الكثيرين من الداخل اليمني وقفوا بصفكم بكل قوة وكانوا ومازالوا مؤيدين لكم على أمل أن يتم انتشالهم وأخراجهم من الظلم والخوف والفوضى نتيجة عدم الاستقرار الذي أصابهم طوال السنوات الماضية وانتم أنفسكم تشهدون على ذلك… فكانوا على أمل أن يتبدد ذلك الظلم وينتهي بكل تفاصيله ومنغصاته وأن يبدل الله خوفهم أمنا وأن تستقر البلاد أمنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا على أيديكم وبمساعدة رجال اليمن الأحرار الشرفاء من مختلف الأحزاب والمكونات السياسية والمذهبية والقبلية… فلا تخيبوا ظنهم.
كما أن المواطن اليمني يطالبكم بتوزيع عادل لثروات ومداخيل اليمن بين الشعب الواحد دون الاستحواذ عليها والانفراد بها من فئة دون أخرى، فالله سبحانه “يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” فيجب أن تسخر تلك الأموال في التنمية والتعمير لتشمل كافة المناطق التي تسيطرون عليها وهي في قبضتكم بما انكم ارتضيتم بأن تكونوا قادة لهذا الشعب العظيم الذي وقف سدا منيعا في وجه كل الدول الغازية والمستعمرة والمحتلة على مر العصور الماضية والحاضرة…
وعليكم اليوم أكثر من ذي قبل ان تتحملوا المسؤولية لقيادة يمن الحضارة والتاريخ والدفاع والذود عن ترابه المقدس.. فيا قادة أنصار الله إن الشعب اليمني يطالبكم بالعدالة وبأن تنشروا الأمن والأمان والإستقرار على أراضيه وان توفوا بكافة مستحقاته خصوصا من الرواتب التي هي حق من حقوقه المشروعة والواجبة على الدولة وليس منة ولا صدقة عليهم …
لقد مضى مايقارب من العام والنصف العام والموظف اليمني لم يتذوق حلاوة مستحقاته من الرواتب الواجبة والمستحقة سدادها له وهو يعاني من ضيق العيش وشدة الحاجة ووطأة الفقر وغلبة الجوع من جراء عدم استلام مرتباتهم الشهرية المخصصة لهم… فإلى متى سيبقى حال الأشقاء اليمنيين و هم يعانون الأمرين العدوان الخارجي من جهة وظلم السلطة الحاكمة له من جهة أخرى وهو أشد ظلما وعدوانا وقساوة على النفس إذ أنه صادر من أقرب الأقربين…
وانا شخصيا لا أعتقد بأن البلد يعاني من الشح في المداخيل الاقتصادية ونقص من الموارد المالية كما يدعي البعض .. بل إنه من المعلوم بأن هناك موارد قد تكفي وتزيد عن صرف الرواتب لجميع الموظفين دون استثناء في القطاعين المدني والعسكري ومن دون تمييز بين المنتمين لأنصار الله والمحسوبين على الأحزاب السياسية والمذهبية الأخرى وذلك من خلال بعض المقدرات التي تدر على موازنة الدولة مداخيل تقدر بالمليارات وهي معروفة لا يمكن اخفائها أو نكرانها من أحد …. والأمر إنما يتطلب شيئا من العدالة وحسن التدبير والارتقاء فوق المذهبية والحزبية إلى معنى الوطنية لليمن كل اليمن بكافة أطيافه ومكوناته.
تحياتي لكم
خميس الشحي
سلطنة عمان