المسودة العسكرية .. أول مسمار في نعش مفاوضات الكويت
المسودة العسكرية .. أول مسمار في نعش مفاوضات الكويت
الاستاذ/ احمد الحبيشي:
اذا أصرت مسودة ولد الشيخ على وقف العمليات العسكرية في الأرض ، واستمرار القصف الجوي بذرائع مختلفة ، وتسليم المعسكرات والأسلحة الى هيئة أركان الجيش التابع لما تُسمّى (الحكومة الشرعية) ، فإنه بتلك المسودة يدق أول مسمار في نعش مفاوضات الكويت.
المسودة لم تذكر الارهاب وضرورة مكافحة الجماعات الارهابية التي تسيطر على بعض مناطق تعز ومارب والجوف ومعظم المناطق الجنوبية ، ولو بكلمة واحدة.
القراءة الأولية لمسودة وقف اطلاق النار التي تقدمت بها الأمم المتحدة من خلال مبعوثها الخاص الى اليمن ، تدل بوضوح على أن غرفة القيادة المشتركة لعمليات العدوان في الرياض ــ وليست الأمم المتحدة ــ هي من أعدت وصاغت مسودة وقف اطلاق النار إعتبارا من تاريخ 10 ابريل القادم.
ثمة مخاوف مشروعة من أن تكون مسودة المباحثات السياسية صناعة سعودية أيضا ، بهدف توظيف مفاوضات الكويت ، لتحقيق ماعجز عنه العدوان خلال عام ونيف.
لنحذر محاولات شق الصف الوطني لأنها تمهد للإستفراد بشريكي المقاومة الوطنية المناهضة للعدوان والمدافعة عن السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية ، وإضعاف وإرباك موقف الوفد الوطني في المفاوضات السياسية والعسكرية من أجل وقف العدوان.
المفاوضات وسيلة لوقف العدوان ومواصلة الصمود وليست غاية.
الغاية التي لا يجوز التفريط بها هي وقف العدوان السعودي على اليمن ، ومنعه من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية .
غايتنا الكبرى هي حماية سيادة واستقلال ووحدة الوطن ، وتطهير اليمن من داعش والقاعدة وأخواتهما ، ومنع الارهاب من الحصول على ملاذ آمن في اليمن.
غايتنا الكبرى هي الوفاء لأرواح الشهداء ودماء الجرحى ، وتضحيات الشعب والجيش واللجان الشعبية ، وعدم خيانة مطالب الملايين التي غمرت ميداني السبعين والروضة وجميع شوارع وأحياء صنعاء ، صباح وعصر يوم السبت 26 مارس 2016 بمناسبة مرور عام على صمود شعبنا في وجه العدوان وجرائمه الفاشية.