الشعب غنيٌ عن التعريف !
إب نيوز ٢٣ فبراير
بقلم / الشيخ عبد المنان السنبلي
لاشك أن (الشعب) بمعناه الحقيقي الواسع والفضفاض هو العنصر الغائب الأبرز اليوم في معادلة الصراع الدائرة رحاه بين أقطاب ونقائض العمل السياسي المختلفة، إلا أنه ومع ذلك هو وحده من يدفع ثمن وفاتورة هذا الصراع !
معضلة المعضلات هي أن كل فريقٍ من أطراف الصراع القائم يصر على اختزال عموم الشعب اليمني بتنوعاته السياسية والإجتماعية والثقافية المختلفة في شخص أتباعه، فهو لا يرى من الشعب سوى أتباعه فقط، فإذا ما أخرج أتباعه مثلاً إلى الساحات والميادين العامة مستعرضاً قدرته على الحشد فإنه يقول : خرج الشعب، الشعب يريد أو الشعب قال كلمته أو أو أو ..، مع أنهم جميعاً في أحسن أحوالهم لا يمكن أن يمثلوا أكثر من (2) إلى (3) في المائة من بين عموم الشعب اليمني البالغ أكثر من سبعة وعشرين مليون نسمة !
في المنطقة التي أقيم فيها مثلاً تستطيع أن تلاحظ أن أكثر الأحزاب أو القوى قدرةً على الجمع والتحشيد لا يستطيع أن يحشد أكثر من أربع إلى خمس حافلات في أحسن أحواله، مع أن مجموع من يسكنون في هذه المنطقة لو خرجوا مثلاً لما كفتهم أو استوعبتهم مائة حافلة على أقل تقدير، وقس على ذلك طبعاً في بقية المناطق والأحياء على امتداد رقعة الجغرافيا اليمنية ! فهل يعقل أن نقول أن الحافلتين أو الثلاث أو حتى الخمس التي يتم حشدها في كل تظاهرة أو فعالية حزبية هم وحدهم من يمثل الشعب ؟!
وبالتالي فأنه لا يمكنا الحديث عن حل حقيقيٍ يلوح في الأفق مالم يتم تجاوز هذه المعضلة وحلها، فكيف إذاً يمكنا أن نتجاوز هذه المعضلة البالغة التعقيد ؟!
بصراحة لسنا بحاجةٍ إلى أنهارٍ من الدماء حتى نتوصل إلى حل هذه المعضلة لأن الإجابة بسيطة وسهلة للغاية جداً !
متى ما اعترف الجميع واقتنع كل طرف أنه وحده ليس (الشعب) وإنما هو مجرد مكونٍ من مكونات هذا الشعب، عندها نستطيع أن نقول أننا قد تجاوزنا معضلة الشعب هذه !
فهل نحن بحاجةٍ اليوم إلى خمسة عشر سنة (حرب) على غرار ما حصل في (لبنان) ذات مرة حتى نتوصل إلى قناعة راسخة بأنه لا يمكن لأي طرف من الأطراف أن يكون وحده هو الشعب ؟!
#معركة_القواصم