الوطن ليس للبيع أيها السادة …!
تبقى أن نرفع القبعة للمملكة ، حتى واليمنيون يموتون في حربك القذرة يا سلمان ..!
هادي يليق بالمملكة أكثر ، وبإمكانها الاحتفاظ به كأحد المقتنيات الثمينة للانحطاط ، فيما سنكتفي بالتحديق نحو رئيس لم يلق بنا يوماً ، المتحف الذي يتم ترتيبه بعناية لموروثات ملكهم سلمان سيعتني به كتذكار خرافي عثر عليه الملك وهو يعيش فصوله الأخيرة باستذئاب وبصمات غير قابلة للنسيان ، الوطن ليس للبيع أيها السادة ، ولن ندع الخيانة تتجول بيننا بأريحية تامة ، حتى ونحن نلمح قناة أزال وقد تحولت إلى حظيرة حيوانات وتمكنت المملكة من إسكاتها على نحو مباغت ، الضمير العجوز لسلمان متجرد ولا يزال قادراً على إدهاشنا بإثارات الموت ، وبالكثير من الحمقى الذين يتسربون إلى حياتنا يومياً .
كم كذبنا حين قلنا “نحن استثناء” ، ساسة باعوا أنفسهم بحفنة من المال ، نزحوا إلى السعودية ، وفي طفرة الانتشاء أقسم سلمان بالطلاق أن لا يبقى فينا من يقول للسعودية “لا..!” ، ليس لدي ما أفكر به سوى أن أدنو قليلاً ، ألتفت للساسة وأركل الخيانة بمقدمة الحذاء ، وفي أعماقي يقين أن وجود إيران على هذا النحو جزء من العبث والتفريط ، الثوابت الوطنية لم تعد كما كانت ، رائحة الخيانة نتنة ، وتتسرب من كل مكان استطاعت مقاتلات سلمان الوصول إليه واختارته بدقة فائقة ، ألسنة اللهب تتصاعد وتتحول أنفاسنا إلى غبار ، الحوثي بلا خيارات سياسية ولن يمثل بمفرده طوق النجاة لنا.
هذه الكيفية التي نحن عليها الآن ، لا تليق بأيام حرب ، كأننا نحاصر أنفسنا من الجهات الأربع ، انقطعت الخيوط الدبلوماسية ، وانكشافنا على هذا النحو ليس معقولاً ، سنبقى عرضة لنزعة الوغد وسلمان ولطفرة الثراء وقدرتها الشيطانية في استنفاد كل الحيل ، تمكن من حشد كل الحيثيات التي أنجبت صرخات ليمنيين يعيشون بين أظهرنا ويهتفون (يا ملك ، اقصف ، اقصف ..!!) ، تمكنت من إسكات الضمير العالمي الذين يدين أكثر بنظام الدفع المسبق ، ثمة أشياء تبدو عاراً على البشرية والإنسانية .
في هذا الواقع الكئيب تتساقط الأقنعة ويبدأ البشر في أخذ مقاعدهم الحقيقية ، ويبقى علينا النفاذ من ظلمة النفق لننجو بالوطن وبأنفسنا قبل أن تكتمل فصول الخيانة.
لست حزيناً حد الهوان ، أنا فقط أفكر في أوجاعنا الغائرة وفي جسدي دمٌ تستعر فيه الحمية والانتماء لوطن يتعرض لأكبر خيانة في التاريخ ..!.