نام أطفال العالم وطفل اليمن لم ينم!
إب نيوز ٢٤ ابريل
كتبت / وفاء الكبسي
صورة سيخلدها التاريخ بأحرف من نار وغضب، صورة تبكي لها الجبال ولكنها للأسف لم تحرك ساكناً في هذا العالم المنافق، صورة الطفل اليمني الذي تشبث بأبيهِ الملطخ بالدماء ولم ينم من الليل حتى الصباح في ليلٍ نام فيه كُل أطفال العالم إلاّ هذا الصغير لم ينم من الألم والحُزن والشجن، هي صورة سيخلدها التاريخ ولن ينساها من مئات الصور التي تحدث في اليمن وتُعبر عن مدى الحُزن والألم الذي يعيشهُ أطفال اليمن.
تعجز كل الكلمات والعبارات عن وصف تلك المجازر وبشاعتها وقبح وحقارة مرتكبيها الذين تجاوزوا كل القيم والأخلاقيات وتجردوا من كل قيمة إنسانية، لم أعُد أدري ماذا أقول عنهم سوى أنهم ليسوا بشراً ولاحيوانات هُم مجرد وحوش ومسوخ شيطانية تتلذذ وتنتشي كأس موتنا وخرابنا !!
جريمة بني قيس في حجة جريمة يُندى لها جبين الإنسانية ويشيب لها الولدان وتخر لها الجبال، هي كارثة حقيقة ومأساة عظيمة لايصدقها عقل ولايتحملها قلب بشر، أكثر من ثمانين شهيداً قتلهم هذا العدوان اللئيم بدمٍ باردٍ في عرس زفاف في حجة، بأي ذنب قُتلوا، وماذا جنّوا حتى يُبادوا هكذا؟!
هُناك أشلاء متفحمة صارت رماداً، و هُناك أشلاء ممزقة متبعثرة، و هناك أصوات تأنُ من الجراح كمداً وألماً، وهُناك وهُناك …، فكم من شخص فقد عزيز وغالي عليه ، وكم من أم فقدت ابنها ، وكم من طفل فقد أباه!
لن يغفر لهم التاريخ هذا ولن يرحمهم حين يرى تلك الصور، ويرى صورة ذلك الطفل الذي تشبث بأبيه وهو يصرخ لن أتركه لن أتركه، ولسان حاله يقول قتلوك يا أبي ولم تكن لهم قلوب ترحم ولا ضمير يردع ، قتلوك يا أبي وحرموني من حضنك الدافئ وصوتك الحاني ، قتلوك غدراً وماعلموا بأني كبرت قبل الأوان وحملت هَمّ هذا الوطن..
سوف أثأر لكَ ولوطني ، وسأحفر لهم أخدوداً في أعماق الأرض كماحفروا في قلبي جرحاً وألماً ليكون لهم قبراً من نار ، وتكون أجسادهم الحقيرة نهشاً للدود!
لاتبكي ياصغيري ولاتحزن فالحُزن والألم يصنع الرجال وستنتقم منهم فجريمتهم لاتغتفر.
أيها العالم المنافق المأجور أيها النائمون فوق التراب إلى متى كل هذا الصمت والسكوت واليمن تذبح بدمٍ بارد؟!
هل لأننا في يمن الإيمان والحكمة فلا بواكي علينا ؟!
لماذا أيها العالم المنافق صُمّت آذانك، وعُمّيت أعين، و خُرس لسانك عن صرخات أطفالنا والآمهم ؟!
ولكن استهتاركم وتغاضيكم عنهم كافٍ ليفجر فينا براكين من الثورة والغضب ، وسيأتي اليوم الذي نبصق فيه على كل الصامتين المتأمرين المأجورين، لستُ أستعطفكم ولا أستجديكم فنحن بالله أعزاء أقوياء ، ونحن جندهُ وسيوفهُ، وعذابهُ على كُل المعتدين المتأمرين طال الزمان أم قصر..
جفت الأقلام ورفعت الصحف.