أنتقادات دولية على أخطاء وسياسة أوباما من كل حدب صوب وديمقراطية سكسونيا
“أسوأ أخطاء أوباما”- انتقادات من كل حدب وصوب: “دموع التماسيح”!
لم تتوقف الانتقادات على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة المتعلقة باعترافاته خصوصا حيال أسوأ خطأ اقترفه في رئاسته. شرقا وغربا تعاقبت الانتقادات المنددة بـ”دموح التماسيح” حينا وبـ “التهوين حينا”، وجاء تعليق في وكالة الأنباء الصينية، عقب انتقادات روسية مماثلة، ليتهم أمريكا والغرب عامة في فوضى ثورات الربيع العربي الهدامة.
أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة مع برنامج “فوكس نيوز صنداى” قبل يومين أن أسوأ خطأ ارتكبه خلال فترتي رئاسته للولايات المتحدة هو “عدم وضع خطة متابعة” للوضع في ليبيا بعد التدخل العسكري فيها عام 2011.
ورغم اعترافه بأن ليبيا إنزلقت في “وضع متدهور” عقب إسقاط نظام معمر القذافي، إلا أنه أصر على “صحة” قرار التدخل العسكري في ليبيا.
وتعقيبا على تصريحات باراك أوباما حول هذا “الخطأ”, ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي أن “المشكلة الجوهرية لا تكمن في الافتقار إلى وضع خطة متابعة عقب التدخل العسكري”، حيث انتقدت وصف واشنطن بكل سهولة لهذا التدخل بأنه “مجرد خطأ”، ونعتت واشنطن أيضا بـ”العدو الحقيقي” لليبيا وبلدان أخرى تكابد العناء جراء ما لحق بها من أضرار وآلام نتيجة تحركات تدخلية كهذه.
بدورهم، وتعليقا على اعترافات الرئيس الأمريكي الذي يقضي آخر أشهر بقيت له في البيت الأبيض، علق يمنيون خلال الوسائط الاجتماعية، ان الرئيس باراك أوباما كان دقيقا في تعبيره باستخدام “أكبر خطأ” تجاه الحالة الليبية وليست اليمنية.
مشيرين بأن “أكبر خطيئة” ارتكبها ولا يزال خلال رئاسته، كانت في اليمن تحديدا، من خلال دعم ومشاركة إدارته الفعلية للسعوديين في قتل اليمنيين وتدمير اليمن طوال أكثر من عام في حرب حصد فوائدها تنظيما داعش والقاعدة بدرجة قصوى.
علاوة على ذلك، وصف تعليق نشر على موقع “ستالايت” الإلكتروني الروسي اعتراف أوباما بالخطأ بأنه أشبه بـ”دموع التماسيح”, قائلا “لقد غزت الولايات المتحدة بلدا غني بالثروات وانهمكت في سلب ما يذخر به من نفط وذهب وغيرها من الموارد الطبيعية، ثم خلقت فيه مرتعا للإرهابيين. وبعد ذلك أرسل “العم سام” أوباما ليعلن أنهم سيسعون لتصحيح هذا الخطأ”.
من جانبها وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا” علقت بالقول: في الواقع، يتضح من خلال سياق تصريحات أوباما و”النقد الذاتي الطفيف” الذي وجهه للتدخل العسكري الأمريكي المباشر وغير المباشر في ليبيا يتضح، وذلك عن غير قصد من أوباما، أن هناك مشكلة عميقة عالميا تمخضت عن عدم قيام الدول الغربية بتحديد الخطوات المقبلة بعدما صنعت “الثورات” والاضطرابات في دول العالم الثالث. وبمعنى آخر، لم تفعل الدول الغربية أي شيء يتعلق بإعادة البناء أو الإعمار بعد السحق والهدم والتحطيم الذي تعرضت له بعض البلدان التي عاشت هذه “الثورات”.
مضيفة أنه وبالنسبة للدول التي خربتها الحروب أو اكتوت بنار الاشتباكات والاضطرابات, لا أحد يعرف في الواقع ما إذا كانت ستنعم بديمقراطية وازدهار حقيقيين أم ستهوى في واد من الاضطرابات العميقة حتى تسحقها مفرمة الحرب.
تتابع الوكالة الصينية، تقف ليبيا الآن نموذجا حاضرا على ذلك خلال فترة “الربيع العربي”, فلا توجد نقاط تماثل بينها وبين الحضارات الغربية حتى تقبل وتهضم “الصادرات الفكرية الديمقراطية” القادمة من الدول المتقدمة في ظل الخلفية القبلية المتأصلة في بنية المجتمع الليبي وضعف أسس التحديث في هذا المجتمع. لذا، فإن انتظار تحقيق الديمقراطية أو الحرية أو الازدهار عن طريق “ثورة” قامت في الأساس اعتمادا على النزعة التدخلية الغربية ليس سوى درب من الخيال.
من جانبها، أكدت صحيفة “ديلي ميرور” الألمانية -الاثنين- أن السبب الحاسم وراء التدخل العسكري في ليبيا هو الجانب الأمريكي, وإن هذا التدخل هو ما أدي الى انهيار النظام في هذا البلد. وحتى يومنا الحاضر، لا تزال ليبيا تعيش اضطرابات فيما تشهد منطقة غرب إفريقيا تصاعدا في نفوذ تنظيم الدولة (داعش).
ورأي مدير المركز الفرنسي للبحوث الاستخباراتية إريك دينيك أن الدول الغربية استغلت الأوضاع المتدهورة في دول الشرق الأوسط وما تعانيه فئات كبيرة من شعوبها منذ أمد من أحوال معيشية سيئة، لدفع تغيير الأنظمة الحاكمة لكي تخدم مصالحها الذاتية.
أما تيان ون لين الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، فقال إن أوباما يسعى من وراء تصريحه هذا إلى التهرب من المسؤولية التي تحملها أمريكا على عاتقها ومن الإجابة عن سؤال حول “من يتحمل المسؤولية في المأساة الليبية”.