اليمن.. متى تتحالف الدولة و الثورة مع الدراما التلفزيونية..
إب نيوز ١٩ مايو
نريد أن ننتقل ونخرج من مربع الأبحاث والمقالات والتحليلات واللقاءات التلفزيونية والإذاعية التي ملها الناس إلى الشارع والمواطن القابع في منزله ودكانه البسيط ، حين يتفاعل مع الصورة و الكلمة التي تجسدها الحركة، والحدث والمشهد ، فتغرس في نفسه فهم اليمن غرسا كوطن وكشعب وكثوره ، وتصنع رأياً عاماً يتمترس ويجمع الأمة اليمنيه عليه..لاشك بأن الدراما الاجتماعيه والامنيه و السياسية والتاريخية تُشكل جزء من الإعلام العام الذي يرتبط بالانظمه وسياساتها ارتباطا وثيقاً وعادة تحكم العلاقة بين النظام وبين الإعلام ومنها النظام اليمني البائد الذي غيّب الدراما لذلك كانت الدراما اليمنيه فاشله مشوّهه غائبه ميّته لاتأثير لها على 1% من الشعب لانها دراما مفلسه متخلفه كون منتجيها مزاجيين وليسوا ابداعيين، أما اليوم وبعد ثورة 21 سبتمبر يجب ان تموت النظرية السلطوية المترددة والمستبده والمهمله للدراما الوطنيه ، وعلى الدوله ان تدعم نشر دراما اعرف عدوك، وترفع التجاهل والاهمال عنها كما تفعل دول اقليميه كتركيا و إيران رغم الاختلاف بين الدولتين في الذوق والطابع والرساله الدراميه فايران الدولة والثورة تحالفت مع الدراما وثورتها لنشر القيم والوعي والثقافه الصحيحه وفق القواعد الاسلاميه خلال الدراما التركيه الانحلاليه ذات التجسيد الغربي وان برز العنصر الدرامي القومي التركي..
للعلم ان قائد الثوره أول الداعمين والداعين لدعم الدراما التلفزيونيه والاهتمام بها وجعلها احدى المشاريع الوطنيه الكبرى التي تتبناها ثورة21سبتمبر لذلك نعتقد أن تقديم الدراما اليمنيه الهادفة لابد أن يكون على قائمة اهتمامات مؤسسات صنع القرار السياسية والأمنية والعسكريه في ظل ما تُعانية الأمة اليمنيه من حروب و ويلات ومصائب ، من أجل توطيد العلاقة بين النخب والعامه ، وتليين توجيه الرأي العام الشعبي تجاه دعم أهداف الدولة الوطنيه ومشروعها الثوري ، وهكذا يمكن صياغة وبناء الشخصية اليمنيه من خلال العمل الدرامي الهادف والبناء لابراز الثراء والعظمه في الشخصيه اليمنيه ومايتصل بها من ثقافة وتراث وعادات وتقاليد فريده وعظيمه واليمن يعد كنز عالمي للدراما التلفزيونيه..
الكل يجمع بدون ادنى شك ويدرك أهمية الأعمال الدرامية وتأثيرها في وعي المشاهد باعتبارها تحوي قصصاً واقعية أو أحداثاً أو سيرة تاريخية مثيرة تجعل المشاهد يتفاعل معها ويعيش أحداثها، حتى أصبحت الدراما من أفضل الطرق للتقرب من المجتمعات وجذبها باتجاه قضية أو فكرة ما.، في الوقت الذي يمضي المشاهد ما بين 2-4 ساعات يومياً جالساً أمام الشاشة هروباً من مشاكله وهمومه وأحزانه..ساحة الدراما اليوم يتم توظيفها واستخدامها كسلاح فتاك لتشكيل الوعي وبناء المواقف ، وتشكل مادة خصبة للسجال على وسائل التواصل الاجتماعي .لذلك يجب ان يكون لليمن مشروع درامي وطني كبير يتوسع تدريجيا وفق الامكانات المتاحه فعلى سبيل المثال نحن اليوم بزمن الحرب فليس بالضروره ان تقوم الدوله بانتاج 10لى15 مسلسل درامي متنوع على سبيل المثال لان الامكانات الماليه لاتسمح بذلك لكن ليس هناك عذر للدوله ان تنتج 3 الى6 مسلسلات سنوياً بتمويل من الدوله حتى تتوقف الحرب وخصوصا اننا بزمن حرب..لو استطاعت وزارة الإعلام التركيز على الدراما الامنيه والسياسيه وأفلام الكرتون للاطفال ، و أفلام الانيميشن لتقديم أعمال هادفة للتعريف باليمن كبلد وشعب وثوره الى جانب كشف محور العدوان على اليمن وخطورته واهدافها واسبابها ، فسيكون نقلة كبيرة في التوعية والتربية والتنشئة وصياغة الرأي العام الوطني والعربي .بالمقابل هذا الوجه من الحرب الدرامية يوظفه اليمن بقوة ، و يقلب فيه الفن الدرامي ببراعة تامة إلى أداة حربيه لبث الروح الوطنيه الثوريه لمواجهة العداء والتحريض والارهاب والتكفيروووالخ من الحروب التي تخوضها الدول المعاديه لليمن ، توظيف درامي يمني من أجل بناء الذاكرة الشعبية لليمنيين, من أجل أن يجيدوا بوعي استخدام البناء والدفاع والشعور بالمسؤوليه الوطنيه والاخلاقيه والانسانيه والقيميه وتصحيح كل المفاهيم والمعتقدات والمصطلحات المغلوطه لكي يكون هناك تعبئة للرأي العام اليمني والموجه بشكل محترف من نافذة الدراما لانها نافذه من نوافذ الحرب الاستراتيجيه..والسؤال لماذا لم تنتج الدوله مسلسلات هذا العام فلموارد ليست عذر لان المواطن لايطلب مائة مسلسل بل بضعة مسلسلات يتم انتاجها باحترافيه لاتحتاج الى موارد كبيره لاهميتها في الساحه الاعلاميه بالحاضر والمستقبل …على الدوله اليوم أن تؤسس لحالة درامية وفنية جديدة وكبيره بصناعها ومبدعيها، تستحضر الماضي ، لتفسير الحاضر ؛ فحينما تستحضر على سبيل المثال قصة الثورة اليمنيه وقصص من الواقع الشعبي كبطولات وطنيه وكقصص الشهداء العظماء وتضحياتهم وانجازاتهم وسرد روايات الانجازات العسكريه والامنيه والاستخباريه قبل العدوان واثناء العدوان ووالخ لكي يعيش المواطن اليمن مع الواقع الدرامي كانه حاضر وشاهد ومشارك في الملاحم والانجازات والانتصارات ويكتسب وعي كامل وواسع في مجال معرفة الخفايا والحقائق التي لم يستطيع المقال والتحليل والقصه والروايه المكتوبه ايصالها بصورتها الكامله ولكن المشاهد الدراميه لديها قدرها على ايصالها ..لذلك نحن بأمس الحاجة إلى مواجهة درامية نُعري فيها وجه العدو السعودي والامريكي والصهيوني القبيح الاجرامي الارهابي تجاه بلدنا ، ونسقط عنهم ورقة التوت ، لتنكشف سوأتهم وجرائمهم ومشاريعهم الدمويه والحاقده والتدميريه أكثر واكثر للعالم أجمع… وللحديث بقيه
ا.احمد عايض احمد
#احمد_عايض_احمد
#اليمن