عجل “السامري” وعجل ” سلمان “..
بقلم / عبدالجبار سعد
“عبدت بنو إسرائيل العجل وتعبد أمتي الدرهم والدينار” .. هكذا حدثنا سيد الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
حين خرج موسى بقومه المستضعفين من مصر هاربين من طغيان فرعون حملوا معهم الحلي والمصوغات التي كان أهل مصر يودعونها لديهم لشغلها باعتبارهم صاغة الذهب والفضة .. وحين أحسوا بالذنب من حملهم هذه الثروات التي تخص غيرهم تحيروا في كيف يتخلصون منها فجاءهم السامري بفكرة العجل الذي صنعه من مجموع تلك الحلي المسروقة وقد احدث فيه ثغرة تمر فيه الريح حين هبوبها فيصدر خوارا .. فقال لهم هذا إلهكم يا بني إسرائيل وهذا نفسه إله موسى إلا أن موسى عليه السلام قد نسي إلهه..
هذا هو معبود بني إسرائيل أما معبود أمة محمد عليه السلام خصوصا أولئك المترفين الغافلين عن الله فهو الدرهم والدينار وهو الريال والدولار بتسميات العصر ..
***
حين خرج عُبَّاد الدرهم والدينار من اليمن باتجاه الرياض يقودهم هادي لم تكن الدوافع قِيمًا يحملونها حوربوا لأجلها وهم يفرون بها إلى مَلكٍ لا يظلم عنده أحد كما فعل المسلمون الأوائل حين هاجروا إلى الحبشة .. ولم يكن الفقر دافعهم كماهو دافع ملايين المهاجرين الذين هاجروا إلى بلاد الحرمين ليقتاتوا بعرق جبينهم . لكن الدافع الأساسي لهم هو البحث عن معبودهم الذي افتقدوه حين بدأت الأوضاع تتغير في بلا د اليمن ولم يعد لهم سلطان يساومون به على ريالات سلمان وآل سعود .. فذهبوا إليهم بشغفهم المستأصل لعبادة الدرهم والدينار والتسبيح بحمد مالكيه ..
الذين تقاطروا إلى الرياض ليسوا فقراء بل كلهم بغير استثناء أغنياء متخمون من المال الحرام ولكن المال الحرام لا يشبع صاحبه ويورثه شبقا لطلب المزيد منه ..
لو أن سلمان لا يمتلك الدرهم والدينار وهو معبودهم الحق فهل يتصور أحد أن يهرعوا إليه زرافات ووحدانا ..
يستحيل على ذي عقل وبصيرة أن يتصور ذلك .. أما إذا افتقدوا عنده معبودهم ورأوه يدمر وطنهم وشعبهم فأقل مايمكنهم أن يعملوه هو أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال ويصمتون.. ولا يمكن لأحدهم أن يبارك فعلته تلك فما الذي يدفعهم لمباركته وهم وشعبهم الخاسر الأكبر ..
سيظل عباد الدرهم والدينار راكعين بين يدي معبودهم حتى ينقضي مُلك صاحبه ويأتي من يحرقه وينسفه في اليم نسفا ..
وإن غدا لناظره قريب ..