كاتب لبناني : أسباب إنتصار مجاهدي الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل على جحافل قوات العدوان في الساحل الغربي.
إب نيوز ١٩ يونيو
مطلع هذا الشهر وقعت كتيبة لنخبة مرتزقة قوات تحالف العدوان في كمين محكم . فتم إعلان ساعة الصفر عند وصولهم إلى منطقة زبيد وعرف الكمين بإسمها وأبيدت الكتيبة بعددها وعديدها وتم أسر من بقي على قيد الحياة في وقت قياسي جدا بالنسبة لعدد وعديد واليات الكتيبة . ولم يستطيع الطيران أن يتدخل في المعركة نتيجة لتلاحم المجاهدين مع المرتزقة . والمفارقة أصر المجاهدون على إحراق ناقلات الجند العملاقة وسط المعركة بعد الإستيلاء عليها. ومعظم الآليات المشاركة في العدوان قد تعطل عمل نظام الدفع الرباعي فيها علما بأنها مخصصة للسير على كافة الطرقات بما فيها الرمال الصحراوية ولكن العجلات غاصت في الرمل كليا في اول لحظة وصلت إليه . وقد غنم المجاهدون ناقلة جند ضخمة جدا سالمة ، حديثة وجديدة وكأنها دشنت لأول مرة في السير مع آليات الكمين . وقد عرضت في يوم القدس وفي الحديدة .
ويعتبر هذا الكمين إنتصارا مميزا للجيش واللجان الشعبية كما إنه يعتبر نكسة كبرى لضباط غرفة عمليات تحالف العدوان وفي نفس الوقت يعتبر الضربة القاضية لسوق مبيعات ناقلات الجند؛ لأن الميدان هو حقل التجارب الحقيقي لإداء أي سلاح أو آلية .
ومنالمفترض أن يأخذ ضباط قيادة العدوان العبرة مما حدث ولكنهم رفضوا التسليم بحقيقة أن الأسلحة البدائية قد هزمت احدث ترسانة أسلحة في العالم متناسين أن المهم ليس السلاح بحد ذاته بل اليد التي تمسك ذلك السلاح والأهم من ذلك هي العقيدة التي يتمتع بها المجاهد والأسباب الموجبة للدفاع عن الأرض والعرض .
إن غطرسة قادة تحالف العدوان دفعتهم إلى المزيد من الغوص في الرمال المتحركة لصحراء اليمن . فحشدوا برا وبحرا وجوا وأمطروا الساحل بمئات الغارات وآلاف القذائف على منطقة الساحل تمهيدا لهجوم جديد مستخدمين البوارج الحربية لتنفيذ الابرار على الساحل وفي نفس الوقت حشدوا برا على طول الساحل وحدثت المفاجأة التي لم يتوقعوا حدوثها .فقد دمر المجاهدون بارجة وهربت الأخرى على غير هدى . ونزل خبر تدمير البارجة على رأس كبار ضباط غرفة عمليات تحالف العدوان كالصاعقة . وأصيبت القوات البرية المهاجمة بإصابات قاتلة نتيجة هيامهم على محطجههم في الصحراء المكشوفة. فتمت محاصرتها وتقطيع أوصالها وعدم فتح ممر آمن لانسحابها . وامام هذه الخسائر الفادحة عمد العدو إلى تزييف الحقائق ووزع صورة مفبركة يدعي سيطرته على المطار وبعد بضع ساعات تراجع العدو عن إدعاءاته وقال بأنه مسيطر بالنار فقط على المطار . بينما لا تزال مرتزقته قيد الحصار فمنهم من استسلم ومنهم من آثر على الإنتحار بمواصلتهم القتال مع علمهم اليقيني بأنهم لن يحققوا اي نتيجة . وقد أعلنت قيادة المجاهدين عن أسر قارب فرنسي مع طاقمه . ومع كتابة هذه السطور لا تزال قيادة تحالف العدوان تتخبط خبط عشواء لا تدري كيف السبيل إلى الخلاص . وسأرفق صورة تبين أماكن محاصرة كتائب مرتزقة العدوان بعد تقطيع أوصالهم .
فهذه الإنتصارات العظيمة للشعب اليمني مع أسلحته البدائية على تحالف العدوان يعتبر تسليحه الرابع عالميا تفرض السؤال بإلحاح كيف تم إنجاز هذا الإنتصار المزلزل ؟
وللإجابة على هذا السؤال لا بد من التسليم بأن ما حصل ويحصل هو أمر خارق للقوانين الطبيعية والمعادلات العسكرية المادية .
ولمقاربة هذا الأمر من ناحية موضوعية سأذكر حدثين بارزين خارقين للعادة خلافا لكل القوانين المادية المتعارف عليها وهي:-
*1- إنتصار الأمام الخميني الأعزل على شاه إيران أكبر حليف لأمريكا في الشرق الأوسط وأكبر قوة عسكرية في المنطقة .
*2- إنتصار حزب الله بمساندة الشعب والجيش اللبناني على أقوى قوة إحتلال عسكرية في العالم وأجبرته على الإنسحاب دون قيد او شرط في العام 2000 وإذاقته ذل الهزيمة النكراء في العالم 2006 .
*فحين بدأ الشهيد حسين بدر الدين الحوثي حركته التعبوية للعودة إلى نهج القرآن ورفض الإحتلال والهيمنة السعودية على مقدرات البلاد بثت المخابرات المحلية والإقليمية العيون لدراسة هذه الظاهرة . وبدأت المؤامرات لاغتياله بعد إطلاقه الصرخة . وشن عفاش بأوامر واضحة من جار السوء 6 حملات من العدوان على صعدة فقط وارتفع السيد حسين في النهاية شهيدا . وتابع السيد القائد عبد الملك المسيرة وأعلن إصراره عل مواصلة المسيرة وتمسكه بالنهج القرآني والإسلام المحمدي الأصيل . وخلال الأيام الأولى للعدوان قامت طائرات الحقد والضغينة بقصف مرقد السيد حسين الشريف .
*فالشيء الجامع والسبب الرئيسي لهذه الإنتصارات هو التمسك بالإسلام المحمدي الأصيل ونهج آل البيت عليهم السلام .
*فقد تآمر كل العالم على اليمن وحشدوا ضده وفي المواجهة المباشرة كان مصيرهم ذل الهزيمة والموت او الأسر وسيكون مصيرهم الهلاك إذا استمروا في غيهم.
*فهناك وعد آلهي بالنصر . وفي اليمن شعب مظلوم وهناك تآمر كوني ضدهم . ومع هذا فسلاحهم الغيبي هو الصبر الإستغفار والدعاء والصلاة على محمد وآله الأطهار .
*فدعوة المظلوم لا ترد . وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . وبذلك انتقلت قضيتهم من قضاة الأرض الظالمين إلى قاضي السماء حيث العدل المطلق .
*فالاساطيل الجوية والبحرية والجحافل البرية هي تحت العرش واليمني لا يتوسل سوى بمن هو فوق العرش .
*فالنصر يقينا كان وسيكون لليمنيين مهما بلغت كثافة الحشود والله سبحانه وتعالى وعد بذلك . وهو القائل :-
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (محمد-9) .
إنها معركة الحق ضد الباطل وقد قال الله سبحانه وتعالى :-
*{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } (الإسراء-81)
*فهذا هو سبب الإنتصار الذي لم يستطيعوا استيعابه ولن يستطيعوا فهم كنهه . لأن قادة تحالف العدوان ومشغليهم يعتقدون أن التفوق في العديد والعدة سيحقق أهدافهم متناسين بأن الله شديد العقاب في الدنيا والآخرة وأنهم سيتلقون العقاب الآلهي لكافة المجازر التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني في الدنيا قبل الآخرة . فإنها عدالة السماء .
وان غدا لناظر قريب
الكاتب اللبناني
عدنان علامه