(أستماع+نص) للسيد نصر الله حين علق على إعلان التحالف مقتل عناصر من حزب الله في اليمن
قبل أيام ما يسمى بالتحالف كانوا يقولون التحالف العربي، الآن البعض صار يسميه التحالف السعودي الإماراتي، نحن نسميه العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، قوى العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
هذه القوى أعلنت وبعدين قناة العربية وبعض الفضائيات العربية وبعض وسائل الإعلام اللبنانية أيضا تجاوبت واعتبرت أن هذا الخبر له مصداقية عالية عندما تحدثوا عن خبرين:
الأول: أنه نتيجة للقصف الجوي في منطقة معينة في صعدة سقط ثمانية شهداء لحزب الله اللبناني بتعبيرهم وبينهم أحد القادة من حزب الله.
وبنفس الوقت قالوا الخبر الثاني: أنه “شوفوا الخبرين يعني” أنه تم أسر ثمانية من حزب الله يعني الكذاب الذي يوزع الخبر ساعة يقول قتلوا ثمانية وساعة يقول أسروا ثمانية..على كل بعد كم ساعة تراجع خبر الأسر لمصلحة خبر القتل.
لأنه لو فيه أسرى كان لازم يطلعوهم على التلفزيون وبالتأكيد لو فيه أسير الآن أو سابقا تعرفون في السنوات الماضية في الأشهر القليلة الماضية لطالما قالوا أنهم أسروا شاب من حزب الله و أسروا شاب إيراني أو ما شاكل، جيد في يوم من الأيام أقاموا الدنيا واعتبروا فيه كنز عظيم جدا أنهم أسروا شخص إيراني في منطقة معينة في اليمن وتبين أنه عامل باكستاني بسيط يشتغل طلبا للرزق، ضيعوا ولم يعرفوا يميزوا بين العربي وبين الفارسي.
على كل خبر الأسرى انتفى لحاله وماعادوا حكوا فيه لكن ظلوا على 48 ساعة يحكوا عن استشهاد ثمانية بينهم أحد القادة من حزب الله.
أنا أريد أن أعلق على هذا الخبر من أجل مامضى ومن أجل الحاضر ومنه سأتكلم كلمتين عن اليمن:
أولا: خلال كل الفترة الماضية والآن أيضا نحن لأسباب ولمصالح معينة لم نقل حتى الآن أن لنا وجود في اليمن أو ليس لنا وجود في اليمن هذا موضوع ما قاربناه.
نعم في يوم من الأيام أنا قلت بوضوح نحن لم نرسل مقاتلين إلى اليمن لأن الإخوة في اليمن لايحتاجون إلى مقاتلين. هل هناك شيء آخر؟ نحن لا ننفي ولا نثبت نتيجة مجموعة من المصالح.
ثانيا: سواء كنا موجودين أو لم نكن موجودين بشكل قاطع أنا أنفي هذا الخبر بأن هناك شهداء لحزب الله في اليمن، لا في الأيام القليلة الماضية ولا خلال السنوات الماضية.
ثالثا: ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيه الإعلام السعودي عن شهداء أو أسرى لحزب الله في اليمن.
رابعا: لو افترضنا في يوم من الأيام أنه كان لهذا الأمر حقيقة وكان هناك لحزب الله شهداء في اليمن انا أقول لكم بكل صراحة: نحن لن نخفي ذلك ولا نخجل من ذلك، بل نفخر بذلك ونعتز بذلك، ونرفع رؤوسنا بهؤلاء الشهداء إن كانت هذه الفرضية في يوم من الأيام حقيقية.
ونعتبر أنه بالعكس نحن لا نخجل إن سقط لنا شهداء في اليمن ،نحن يجب أن نخجل في أننا لا نقدم المساعدة المطلوبة أو مانطمح أو ما نحلم أن نقدمه للمجاهدين المظلومين وللشعب اليمني المظلوم.
وبالتالي لا يتصور أحد أننا في اليمن أو في غير اليمن يسقط شهيد في العراق سنقول هذا شهيد في العراق بسوريا سنقول بسوريا يعتقل أو يؤسر لنا أخ في أي مكان في مصر أو في غير مصر كما حصل سابقا نحن لا نخجل فيما نقوم به ولا نتخلى لا عن شهداءنا ولا عن أسرانا، ونعتز بهم ونفتخر بما يقومون به ونعلن ذلك دائما، هذا من أجل أن نؤسس لما بعد وبالتالي الأمر لا يحتاج كل ماطلع خبر أن فيه شهداء وفيه أسرى وتتصل فينا وسائل الإعلام لكي ننفي، طالما أننا ما تبنينا وما حكينا بشهدائنا وما افتخرنا بشهدائنا فهذا يعني ما في شيء، وسيكون أي كلام من هذا النوع منتفي أصلا ولا يحتاج إلى نفي ولتكن هذه قاعدة مثبتة إلى قدام.
خامسا: في الموضوع اليمن على كل حال يمكن هم كانوا محتاجين لهذا النوع من الأخبار الذي يمكن أن يضم إلى كل الأداء الإعلامي للإعلام السعودي ومن معه من إعلام أمريكي وخليجي وغيره خلال الأسابيع القليلة الماضية لأن ما شهدناه في معركة الحديدة في المطار وحول المدينة والبلدات المحيطة بها وفي الساحل الغربي في اليمن هو فضحيتان ما شهدناه فضيحتان:
فضحية عسكرية ميدانية ، وفضيحة إعلامية تابعة للفضيحة العسكرية الميدانية.
في الفضيحة العسكرية الميدانية: منذ أشهر الأمريكان ويبدو أن بعض الدول الأوروبية للأسف شريكة في هذا الأمر هناك معلومات عن مشاركة بريطانية ومشاركة فرنسية، وغربيين آخرين وقوى تحالف ودول تحالف وسعودية وإمارات وجماعة عبدربه منصور ومرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاح جو وعدد هائل من الآليات والدبابات والملالات، ويبدو أن الآليات العسكرية أكثر من العسكر، بحسب مانراه في التلفزيون وتم التحضير منذ أشهر وحرب نفسية هائلة، وضغوطات ورشاوى وترغيب وترهيب ثم عندما نزلوا إلى الميدان كانت الهزيمة النكراء هزيمة بكل ما للكلمة من معنى وما جرى في الساحل الغربي من اليمن خلال الأسابيع الماضية حتى الآن هو في الحقيقة حتى بالمعايير العسكرية أشبه بالمعجزة، لأن القتال هناك يجري بين أقوى أسلحة الجو وبين أجهزة استعلام قوية جدا وتجهيزات فنية وتكنولوجية عالية، وقيادات ذات خبرة، ومرتزقة وجيوش وقوات، وفي المقابل شعب مجاهد يملك إمكانيات متواضعة، ولكنه يملك إيمانا عظيماً وتوكلاً هائلاً وثقة كبيرة بالله سبحانه وتعالى.
هؤلاء حقيقة نحن من خلال مشاهداتنا لهذه الجبهة حقق “تد في الأرض قدمك أعر الله جمجمتك تزول الجبال ولاتزل” هذا نموذج ولذلك الإنسان الآن أنا واحد من الناس لما يحكي عن هذا الموضوع، وعندي تجربة أنا وإخواني ونعرف شيء عن الحرب وأعرف ما معنى الحرب، ومامعنى أن تقاتل في ظل سلاح جو عنيف وقاسي ولا حدود لإمكانياته المباشرة، وماذا يعني تثبت وماذا يعني تصمد.
ولذلك أمام كل الحرب في اليمن وبالخصوص أمام التجربة الأخيرة في الساحل الغربي وفي مطار الحديدة وكل مايعني هذه المنطقة أنا وكل إخواني وكل مقاوم في العالم، وكل من يعرف المعادلات العسكرية ولديه تجارب عسكرية يجب أن ينحني إجلالا لهؤلاء المقاتلين لهؤلاء المقاومين لهؤلاء الأبطال، لقياداتهم الشجاعة والحكيمة والثابتة والراسخة.
هذه حقيقة وليست مجاملة ولا أعطي معنويات بالعكس، وأنا أقول لهم لهؤلاء المقاتلين:
أنا واحد من الناس أنا خجول لأني لست معكم وبينكم، أنا بيني وبين نفسي أردد عندما أشاهد الأفلام على شاشات التلفزيون وهذه البطولات وهذا الصمود الأسطوري أقول: يا ليتني كنت معكم، وأنا أعرف كل أخ من إخواني يقولون: هذه المقولة وكل شريف على وجه الأرض يقول هذه المقولة: ياليتنا كنا معكم ياليتنا نستطيع أن نكون معكم يا ليتني أستطيع أن أكون مقاتلاً من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع.
هذه هي الحقيقة هذا الإيمان وهذه الصلابة هي التي ألحقت هذه الهزيمة وهذا درس عظيم يضاف إلى دروس المقاومة في لبنان وفلسطين وفي سوريا والعراق وفي كل مكان، هذا درس لكل شعوب الإسلامية والعربية أنه بالإيمان وبالثبات وبالرسوخ وبالرهان على الشعوب وعلى الشباب الشجاع والمؤمن والأبي يمكن مواجهة أقوى طواغيت هذا العالم وأقوى جيوش هذا العالم، وأقوى غطرسة هذا العالم العسكرية والأمنية.
وأيضا الفضيحة الإعلامية:
كم مرة أسقطوا واحتلوا مطار الحديدة، صورة ما قدموا، وفي المقابل كانت تقدم يوميا صور لوجود قيادات من أنصار الله في المطار، كم حكوا أنهم صاروا داخل المدينة وداخل المينا وتبين بعدها أنهم لم يدخلوا شيء، أسابيع من الكذب على شعوب المنطقة على الشعب في السعودية وعلى الشعوب في دول الخليج وشعوب العالم ثم تبين أن كل هذه انتصارات على تلفزيون قناة العربية، وعلى هذا فقس، لتعرفوا مصداقية هذا الإعلام الذي ليس له أي صلة بالواقع على الإطلاق، لا فيما يتعلق باليمن ولا فيما يتعلق بغير اليمن.
هنا في هذا السياق يجب أن نضم صوتنا ونتوجه بالشكر إلى الحكومة الجديدة في ماليزيا إلى رئيس حكومة ماليزيا الجديد مهاتير محمد أو محمد مهاتير وإلى الحكومة وإلى وزير الدفاع الماليزي الذي أعلن بالأمس انسحاب ماليزيا من هذا التحالف المشئوم، ونتمنى أن تحذوا بقية الدول الإسلامية والعربية بالحد الأدنى حذو هذه الدول.
وأناشد بشكل خاص الرئيس السوداني وحكومة السودان وبرلمان السودان، وشعب السودان للأسف الشديد أن تكون هناك قوات من الجيش السوداني تقاتل إلى جانب هؤلاء الطواغيت، من الأسف الشديد أن تكون هناك قوات من الجيش السوداني تقاتل في معركة فيها الأمريكي والغربي والتكفيري والإسرائيلي إلى جانب السعودي وغيره هذا مؤسف.
السودان التي كان لها حضور كبير ووجداني في قضايا المنطقة في قضية فلسطين وكثير من قضايا الأمة، أنا أركز على السوداني، لأنه مشاهد الشباب السوداني الذين يتركون في الصحاري والجبال بلا حماية وبلا رادع وبلا دعم وبلا مساندة، لأي شيء يقتل هؤلاء، لأي شيء يقتل هؤلاء؟! على كل حال نحن ندعو إلى ذلك، ونأمل من الجميع أن يعيدوا النظر.
ونأمل أن تكون تجربة المعركة الأخيرة في الساحل الغربي وكل هذه الجبهات المفتوحة أن تأخذ السعودية والإمارات ومن يقف معهما العبرة وأن يعرفوا أنهم أمام شعب لن يستسلم، ولديه قدرة عالية على الصمود وعلى صنع الانتصارات، وأن معركتكم مسدودة الأفق، وعليكم أن تستجيبوا لكل الدعوات اليمنية والعالمية والإسلامية والعربية لوقف الحرب لوقف العدوان وقف إطلاق النار، والذهاب إلى الحوار وإلى المصالحة الوطنية، وإنقاذ اليمن وكل شعب اليمن وكل قبائل اليمن وكل القوى السياسية في اليمن من نتائج كل هذه الحرب الكارثية والمدمرة.