اتقوا ﷲ في النشأۃ فهم أساس الأجيال القادمۃ ومستقبل البلاد
إب نيوز ٦ يوليو
مصطفی حسان
في المخلوق البشري الطفل يمثل المحطۃ الاولی للتخاطب مع العقل البشري وبالتالي فهوا اهم الاركان والقواعد الاساسيۃ لبناء المجتمع عملياً واخلاقياً وسلوكياً ولذالك فان هذۃ المرحلۃ محفوفۃ بمخاطر فرديۃ واجتماعيۃ ونظراً لاهميتها وخطورتها دفعتني للكتابۃ عن هذا الموضوع “”””
الحقيقۃ ان ديننا الاسلامي سبق وان نبهنا لهذۃ المرحلۃ من مراحل التطور البشري قبل ١٤٣٩ سنۃ وقبل ظهور الباحثين والمنظرين الاجانب وفقاً لحديث الرسول صلی اﷲ عليۃ واله وسلم ( يولد المولود علی الفطرۃ فابواه يهودانۃ او ينصرانۃ او يمجسانۃ ) ولكن للاسف المسلمين تجاهلوا هذۃ القاعدۃ وانصرفوا الی المشاكل السياسيۃ وسيسوا الدين لتستظل في ظلها افات السلطات الزمنيۃ التي ولدت الصراعات بين افراد المجتمع الواحد وتقوم بتغذيتها وترسيخها الايادي المعاديۃ للاسلام والمسلمين “”””
احب ان استهل موضوعي بمقدمۃ علميۃ لارتباطها بموضوع المقال وهوا عن العقل البشريۃ ووظاءفۃ “””
الكلام عن العقل البشري كلام كبير ومهمۃ صعبۃ في بحثها نظراٌ لتعقيدۃ بالنسبۃ لفهمنا والعلماء بالكاد بداءو في سبر اغوارۃ لكن ثمۃ اكتشافات جديدۃ ومثيرۃ ومهمۃ في ابحاث المخ تلك التي تتعلق بعمليۃ التواصل والمقصود من عمليۃ التواصل ( مايحدث من تواصل وتفاهمات وطرقوالتخاطب وعلاقات بين افراد المجتمع ) ,”””
فلما كان التركيز علی ما يسمی بالعقل الاول ( العقل الباطن ) في عمليۃ التواصل الفعالۃ وهذۃ يطول شرحها لدقۃ تفاصيلها وتشعبها فساركز علی مجال واحد فقط المرتبط بموضوع المقال “”””
العقل الاول موجود في كل من الانسان والحيوان وله وظيفۃ اساسيۃ مشتركۃ بين الانسان والحيوان وهوا ( البقاء ) من خلال سوءال يتبادر الی الذهن
هل هذا مكان امن = بالنسبۃ للحيوان
وهل هذا موقف امن = بالنسبۃ للانسان لان العقل البشري اكثر تعقيداۡ من عقل الحيوان وينطوي علی عمليات تفكير معقدۃ جداً “””
فالعقل الاول محطۃ تحويليه تحركها العاطفۃ كما انها محطۃ لفهم سبب نجاح سلوك معين وفشل اخر فكل مايصدر منا من نظرات واصوات واشارات بصريۃ وسمعيۃ تمر اولاً علی هذۃ المحطۃ التحويليۃ للعقل الاول للمستمع وهناك تتعرض لعمليۃ تنقيۃ وتنقيح وتعديل قبل ان يتم ارسالها الی القشرۃ الدماغيۃ لتحليلها والتصرف علی اساسها اذاً العقل الاول يمثل المحور الاول في تحديد المدخلات الحسيۃ التي ستتجۃ نحو العقل الجديد ( القشرۃ الحديثۃ ) والقرارات التي ستصدر منه “””””
ونظراً لان الطفل يمر بمرحلۃ نمو وتطور لكل اعضاءۃ فليس له لغۃ ولا انطباعات مسبقۃ يمكنۃ من خلالها فهم عالمۃ ومحيطۃ بصورۃ ادق واشمل فكلما يتلقاه الطفل ينطبع في عقله وتصبح قاعدۃ اساسيۃ دون تحليلها بدقۃ وفهمها جهاز تسجيل وحفظ لانه لا يزال يعيش بشكل بداءي في دفیء وحنان الام وانفاسها الناعمۃ وضحكاتها اللطيفۃ لذالك هوا يتعلم الاشياء بالتلقي لم يتطور العقل لتحليلها واصدار القرارات النهاءيۃ حولها “”””
هذۃ الظاهرۃ وهذا السر كيف استغلوۃ اشرار الانسانيۃ بالاعتداء علی الفطرۃ البداءيۃ للطفل من اجل تنفيذ مخططاتهم الخبيثۃ في افساد المجتمعات وخصوصاً المجتمعات الاسلاميۃ لاشغالها في صراعات واحقاد مستقبليۃ معقدۃ يصعب التخلص منها فتظل امۃ منحطۃ “””
قالوا علماء النفس ( يولد المرء وعقلۃ صفحۃ بيضاء والمحيطين حولۃ هم الذين يخطون علی هذۃ الصفحۃ فان خطو حسن نشا حسن وان خطو سيء نشا سيء ) “””
يقول عالم النفس واتسون ( آتوني بالف طفل اصنع منهم الف طبيب وآتوني بالف طفل اخرين اصنع منهم الف مجرم ) “”””
اروي لكم قصتين ووفقا لما سبق من مقدمۃ علميۃ وانتم لكم الحكم “”””
سمعت احد الاطفال وهوا يتحادث مع طفل اخر هل انت حوثي استغفراﷲ العظيم من اين اتی بهذۃ العبارۃ التي تم ترسيخها في عقلۃ “””
طفل اخر دخل احد المنازل فوجد علی الحايط صورۃ للسيد / عبد المللك وصورۃ للسيد / حسن نصر الله فبصق عليهم وقال لماذا تعلقون صور هاءولاء المجرمين من اين تعلمها وجدنا يحضر حلقات تحفيض القرآن مع اطفال اخرين في احد المساجد