تحيةُ النصرِ جنوبية .
إب نيوز ١٣ يوليو
بقلم / بتول عرندس
اثنا عشرة عامًا ولا زالَ تموزُ ينشدُ أناشيدَ الوعدِ الصادقِ والنصرِ الإلهي. هو نصرٌ أثمرتهُ عزيمةُ شعبٍ وقوةُ مقاومةِ وإرادةُ جيشٍ وثباتُ دبلوماسيين بررة. كان العدوانُ حربًا عالمية، كالعدوان على اليمنِ اليوم، حشدت له جحافلُ الصهاينة وإعلام النفظ المتصهين وعملاء الأمة الخونة. لكن النصر كان، وكانت بشائرُه برّاقةً مدوية، منذ اليوم الأول، فهذا الجنوب، مهدُ البطولاتِ وحكايا النصرِ المبين.
فاتحةُ العدوان كانت غارةٌ جويةٌ على أحد المنازل، فالحرب المدروسة مسبقًا فشلت منذ الطلقة الأولى، وكانت أهدافها المدروسة غير مدروسة وعشوائية وجبانة. قصفت الجسور والقرى الحدودية لكن المعنويات كانت عاليةً جدًا، معنوياتُ المواطنين والمقاومين والوطن، كل الوطن.
دمرت كلُ مظاهر الحياة، واستهدف الحجر والبشر. ارتكبت المجازر دون اي رحمةٍ بالأطفالِ والنساء والشيوخ، فكان ل قانا موعدًا جديدًا مع مذابح الفداء، وواست قانا ضاحية بيروت وبعلبك وقرى النبطية والزهراني وصور وغيرها. قلّت المواد الغذائية وانقطعت الكهرباء ووسائل الإتصال لكن الإرادة كانت أقوى وأشد وأوضح من المكيدة الصهيوأمريكية والتي بشرت بها الشمطاء كونداليزا رايس في محضر العملاء الخونة، الذين انهالت دموعُ تماسيحهم وجادت أكوابهم بشايٍ متصهينٍ سرقَ حمرته من نجيع شهدائنا البررة.
كان الوعدُ صادقًا وكان الإعلامُ صادقًا، لم تسكت المنار ولا النور، وظلّ تردد النصر وأثير العز حيًّا في بيوت النازحين. كانت سوريا، أم المقاومة والمقاومين، حضنُ هؤلاء النازحين من بيوتهم، فلم تبخل بكل الإمكانيات والعطاءات. كانت سوريا برأيسها الأسد البطل شريكة النصر وصانعة النصر وإطار النصر الإلهي الساحق، الذي حطم أسطورة جيشٍ يقهر وتسحق دباباته ويهزم جنده.
فشل الطيران التجسسي في كبح وكشف تحركات المقاومين فصاحب الزمان ما ترك جنده دقيقةً واحدة. كانت قواعيد المجاهدين تقصف بكثافة فلا يسقط الا شهيدٌ او اثنين ﻷن النصر والجهاد إلهي، نعم إلهيٌ بحق. نصرٌ صنعته بسالة أمةٍ تزفُ نساؤها شهيدًا هنا وشهيدًا هناك. لم تكن نهاية الحرب في الجنوب كما في الجانب الصهيوني، كانت نهاية سعيدة أقيمت خلالها أعراس النصر والتبريكات.
لن يكن تموز كما بعده، هذا ما أكده الأمين المفدى على الدماء، سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله)، رفيقُ المجاهدين ومرشدهم الذي بإطلالاتهِ شحن النفوس عزمًا ونصرًا وحرية. وكانت رسالته الى رجال الله في الميدان حكاية عزٍّ ومنهج نصرٍ لكل المرابطين والثائرين. هكذا كان تموز، بقادته وجنده وشعبه، كان تاريخًا لن ينسى، كان حكاية نصرٍ إلهي ووعدٍ صادق لزمن الانتصارات المتتالية.