كاتب لبناني : نجاح الطائرة المسيرة “الصماد2” بإصابة مصفاة أرامكو في الرياض هو خطر على الأمن القومي السعودي.
إب نيوز ١٩ يوليو
إن وصول طائرة مسيرة عن بعد من نوع “الصماد” إلى عمق الرياض ونجاحها في استهداف مصفاة ارامكو واعتراف الشركة باحتراق أحد خزانات الوقود هو خرق قاتل للأمن القومي الإستراتيجي للسعودية . وقد اعتبر رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد الحوثي أن الطائرة المسيرة حققت خرقاً إلكترونياً باستهدافها أرامكو” . وسأبدأ من تغريدة الحوثي من حيث الخرق الإلكتروني لأصل إلى الإنجاز النوعي للتحكم بالطائرة لمسافة تزيد عن 1000 كلم وتخطي كافة أجهزة الرادار وهي مجهزة بالقنابل. فإن تخطي الطائرةالمسيرة لكافة أجهزة الرادار السعودية يعتبر ضربة قاصمة لأجهزة الدفاع الجوية ومنظومة الرادارات الحديثة جدا التي من المفترض ان تكشف أي جسم معدني في الجو . وهنا يسجل تفوق يمني إلكتروني مميز على كافة وسائط الدفاع الجوي السعودي وأصبحت الطائرة المسيرة تمثل خطرا إستراتيجيا على الأمن السعودي أكبر من خطر الصواريخ الباليستية لأن الأخيرة يمكن إعتراضها بصواريخ الباتريوت بينما الطائرات المسيرة تسرح وتمرح في سماء العاصمة الرياض . ولتوضيح الخطر الذي تمثله هذه الطائرة أشير إلى أن تنفيذ أي مهمة قتالية يجب أن تسبقه عملية الإستطلاع وتصوير الأهداف ومن ثم انتقاء الهدف د وإرسال طائرة مسيرة مخصصة للقصف لتدمير الهدف الذي تم اختياره دون أن يتم اكتشافها أو إسقاطها. وننتقل إلى بعض المواصفات الفنية التي سمحت بتحقيق هذا الإنجاز النوعي . فطائرات الإستطلاع والهجوم لم يكشفهما الرادار وذلك لأنها مصنوعة من الياف الكربون . وحين يتحدث مسؤول يمني بمستوى السيد محمد الحوثي عن الخرق الإلكتروني فله دلائل خطيرة جدا . فلم يحدد السيد الحوثي الخرق الإلكتروني عمدا وهو الملك في الرسائل المبهمة والتي تفسر على أكثر من وجه وذلك لإرباك العدو في تفسير أوجه الخرق . فمطلع هذا الأسبوع رحب السيد محمد علي الحوثي بنداء للنخب العربية لوقف النزاع بين مكونات الشعب اليمني علما أن النداء لم يشر لا من قريب او بعيد إلى الحصار او أكبر مآساة إنسانية في التاريخ أو إلى المجازر التي ارتكبتها قوات تحالف العدوان . ولكنه وفي لغة ديبلوماسية راقية جدا أشار إلى الحصار ودعاهم إلى زيارة اليمن ليعرفوا الواقع عن قرب لتتوضح لهم الصورة أكثر . وهذا يضعنا أيضا تحت ضغط الإجتهاد في كلام السيد الحوثي ويفرض علينا الإحتمالات التالية لتحليل نوعية الخرق :- 1- فهل تم تعطيل أجهزة الرادار خلال تنفيذ عمليات الإستطلاع والهجوم من خلال بث تشويش إلكتروني ؟ 2- وهل يقصد السيد محمد علي الأجهزة التقنية المتطورة والحديثة وخاصة أنظمة تحديد المواقع GPS أو أجهزة التحكم التي تسمح تسيير الطائرة لمسافة تزيد على 1000كلم دون أعتراض خلال البث التلفزيوني الإلكتروني المباشر طوال رحلتي الذهاب والعودة لمسافة تزيد عن 2000 كلم . وفي الختام لا بد من الإقرار للقوات الجوية بالتفوق في تطوير الطائرات المسيرة الإستطلاعية والهجومية وتجهيزها بأحدث أجهزة التصوير وأجهزة الإستقبل والإرسال وزيادة المدى مع التفوق في السيطرة المطلقة خلال تحليق هذا النوع من الطائرات فوق العاصمة الرياض . ولا بد من الإشادة بالجهود الجبارة للقوات الجوية اليمنية خلال سعيها الدؤوب لإمتلاك التقنية الحديثة والمتطورة بينما لا تزال دول تحالف العدوان تشتري السلعة من أمريكا واوروبا ويمنع عليهم إمتلاك التقنيات العالية .
*عدنان علامه
كاتب و محلل سياسي لبناني