مظلومية صعدة .. من التعتيم إلى أروقة مجلس الأمن والصحافة العالمية !!
إب نيوز ١٠ اغسطس
د.عبدالحكيم الكحلاني
من عام 2004 م إلى 2010 م شحن النظام السابق ( نظام عفاش وهادي و علي محسن وآل الأحمر وحزب الإصلاح واللقاء المشترك وغيرهم ) شن ستة حروب ظالمة وغاشمة استخدم فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وكان الطيران الحربي هو السلاح الرئيسي في تلك الحروب الستة( أنا شخصيا في إحدى الحروب شاهدت من نافذة منزلي 27 طلعة جوية حربية تنطلق باتجاه الشمال خلال 50 دقيقة ) واستعان النظام في تلك الحروب بالخبرات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية وسمح النظام السعودي في إحدى تلك الحروب للجيش اليمني باستخدام الأراضي السعودية للالتفاف على ماكان يسمى ” بالمتمردين الحوثيين ” ويقصد بهم مجاهدي حركة أنصار الله. فقد دخل الجيش اليمني من جهة الشمال لصعدة من داخل مايسمى بالحدود السعودية ليحاول خنق المجاهدين وحصارهم ، بل وشارك الطيران السعودي مباشرة بعد مرور أكثر من شهرين من بدء الحرب السادسة. ويومها أعلن الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش (زعيم فتنة ديسمبر 2018م ) أعلن من شبوة وهو يفتتح تصدير الغاز دخول الطيران السعودي في الحرب فقال منتشيا ومغرورآ ( الحرب بدأت فعليا اليوم ) يعني لم تبدأ من شهرين. فكان يعتز بمشاركة السعودية في قصف أبناء بلده تماما كما هو هادي حاليا يفتخر ويعتز بقصف تحالف العدوان لأبناء بلده. تلك الحروب الستة تعامل معها النظام اليمني السابق بنفس أسلوب تحالف العدوان فقد شن العدوان وأوجد المبررات الكاذبة لشن الحرب ، وفرض حصارا خانقا على محافظة صعدة من كل الجهات حصارا شمل الأدوية والغذاء والمشتقات النفطية والغاز تماما كتحالف العدوان حاليا. وادعى أن مجاهدي أنصار الله مجوس ورافضة وبالرغم من الحصار الخانق ماليا وعلى الأسلحة فقد كان يدعي مرارا وتكرارا أن إيران تمد أنصار الله بالسلاح والأموال. بل وفرض تعتيمآ إعلاميا شديدآ ولم يسمح لأي قناة تليفزيونية محلية أو عربية أو عالمية بالوصول إلى صعدة للاطلاع وتغطية ال 6 حروب. لم يكن يجرؤ صحفي يمني أن يزور صعدة لينقل لنا نحن اليمنيين ماالذي يجري في صعدة وكان مصدرنا الوحيد للأخبار والمعلومات هو قناة اليمن الفضائية التابعة للنظام وكذلك صحيفة الثورة وصحيفة 26 سبتمبر الرسميتين. حاولت بعض القنوات ووكالات الأنباء الدولية الوصول فلم يسمح لها. ولعلكم تذكرون مراسلة قناة الجديد اللبنانية ( على ما أتذكر ) أن تسافر وغامرت متنكرة حتى وصلت إلى بعض المناطق ونشرت لاحقا تقريرا وحيدآ تليفزيونيا. كل هذا التعتيم الإعلامي الخانق تمكن من التستر على جرائم حروب ارتكبت وانتهاكات لحقوق الإنسان وقتل المدنيين من الأطفال والنساء في صعدة وغيرها من المحافظات كحجة وعمران وبني حشيش في محافظة صنعاء. لكن مالذي حدث بعد تلك الحروب كلها؟ انتصر الدم على السيف وجاء اليوم الذي أصبحت فيه محافظة صعدة هي من تقرر مصير صنعاء بل واليمن كاملا. وهاهو العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني يكرر نفس السيناريو ولكن بحرب كونية تشارك فيها أكثر من 17 دولة على رأسها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وغيرهم. ومع كل الجرائم العسكرية إلا اننا هنا بصدد التركيز على التعتيم الإعلامي فقد منع التحالف العدواني مئات الصحفيين ومراسلي الوكالات الدولية والقنوات الفضائية الإخبارية من الوصول عن اليمن عبر أي وسيلة نقل. فلايمكن أن يصعد صحفي فوق أي طائرة للأمم المتحدة أو الصليب الأحمر أو أطباء بلاحدود. ولا يسمح بحصوله على الفيزة لليمن بل ولاحق الطيران القنوات الفضائية والإعلاميين وتعرضوا للقصف والقتل. إلا أن صعدة تمكنت من اختراق هذا التعتيم وأصبحت مظلومية صعدة هي رمز لمظلومية اليمن كاملا. كان يوم أمس الخميس 9 أغسطس 2018م الدامي في صعدة بعد الخميس الدامي 2 أغسطس 2018م في الحديدة. كانت الجريمة المروعة أمس في صعدة بقصف حافلة طلاب أعمارهم تحت الخامسة عشرة ونتج عنها أكثر من 130 شهيدآ وجريحا بينهم 51 شهيدآ. لقد تمكنت كميرات التصوير من نقل الصورة الحقيقية لماحدث من جريمة شنعاء لهؤلاء الأطفال إلى كل العالم لقد شاهدت قنوات عالمية مثل ال CNN الأمريكية وقنوات فرنسية وأسبانية وغيرها تنقل مشاهد الجرحى عند وصولهم إلى المستشفى ويقول المذيع انظروا هاهو بشنطته المدرسية المحمولة على كتفه. فعلا كانت مشاهد واقعية وهذا مايريده الاعلام الحر نقل الصورة كماهي دون أي تدخل أو رتوش. لقد تفاعل العالم مع صدق الكلمة وصدق الكاميرا فلم يستطيع أن يخفي أي إدانة لهذه الجريمة الشنعاء . بل وطالبت 5 دول طرح هذه الجريمة على جلسة مجلس الأمن. وهكذا أثبت الصمود اليمني على هذا الظلم الكبير الذي وقع عليه من تحالف العدوان الغاشم لأكثر من ثلاث سنوات وخمسة شهور أن الدم لابد أن ينتصر على السيف ( الطيران ).ولابد أن تخرج مظلومية اليمن ومنها مظلومية صعدة الممتدة من الحرب الأولى 2004 م لتصل إلى العالم بل ويتحدث مجلس الأمن والقنوات الدولية على مظلومية أطفال صعدة. وقريبا يكتمل النصر العسكري والسياسي والإنساني والاقتصادي والثقافي لشعب الحضارة ، شعب الإيمان والحكمة.