كلمة لا بدّ منها .. إلى رجال الإعلام الحربيّ !
إب نيوز ١٢ اغسطس
أشواق مهدي دومان
يتهيّب القلم حين يُذكر أمامه أسماء تحوي أسودا في هيئة بشر ؛ ليس تهيّبا لمراكزهم الاجتماعيّة أو ثراهم الأخلاقي فحسب بل لأنّهم جود وغوث وغياث في الوقت ذاته في زمن شحّ الجهود و نكران العهود .
نعم : تهيّب قلمي ألّا يفي قدر أولئك الميدانيّين الكرّارين في غير فرّ في ساحات الشّرف و البطولة لكنّهم يحملون سهام ورماح الحقيقة التي يخترقون بغمدها أحشاء التّضليل و الكذب والتّدليس..
أتهيب أن أكتب عن ذلك الشّرف و الإقدام و البطولة و الجرأة و الشّجاعة التي جُمعت في أرواحهم روحا روحا وهم شريان الثّورة و نبض المقاومة الحقيقيّة لكذب الإعلام العدواني .
أتهيب و يتهيب معي قلمي و حرفي و يأبى ( مع ذلك ) إلا أن أؤلفها (حروفي) في طيّات سطور بالعرفان لمن بجهادهم الحثيث يطلقون عنان الحقيقة و يحملون زادهم من الشجاعة و الإباء و تصحبهم كاميرات توثيق و ميكرفون عبره يصدع بالحق المبين بوحا بصرخات وجع شعب مظلوم لم يرِد له الله أن يكون إلا : ذا القوّة و البأس الشّديد ؛ فكانت إرادة الله الغالبة لصمود اليمن أرضا و رجالا يسحقون ترسانات ضخمة لعدوان كونيّ لن نبالغ لو وصفناه كذلك ؛ فيزأر الأحرار زئير أسود حيدريّة لم يلجمها عن الصّدع و الصّدح بالحقّ والحقيقة صمتُ العالم الكئيب و خنوع الأمم الغائب عن وعيها شعب الإيمان و الحكمة و هو يواجه أعتى عدوان على مرّ الزمن و مدى التّاريخ البشريّ.
ثار أولئك الأسود مواجهين الاستكبار بكلّ ما أوتوا من قوة بيان و جهوريّة صوت و جهود مسطاعة فكانوا مجاهدين بالرّوح و الوِلد و المال كما هو اليمانيّ الأصيل يمني الجنسيّة ، قرآني الهُوية حسينيّ الثورة، و هو ثائر مجاهد صاحب صوت صدّاح و قلم لا يجفّ حبر زئيره.
الواحد منهم مقدام وفيّ لمن حوله ؛ عرفناه ساعيا في فكّ قيود الظّالمين عن هذا الشّعب ،غيورا على أرضه وعرضه ،و لعلّه ما توانى عن كلّ غالٍ و
لكنّ سعيه و دوره في هدم حاجز العزلة و الصّمت المرعب أقوى فجهاد الكلمة و قول الحقّ أمام و في وجه الظّالمين المستكبرين هو من أعظم أنواع الجهاد و أجزله، و هو رجل يشقّ غبار الصّمت و الرأي العام ليلمع في الليلة الظلماء منيرا في سماء الإعلام و هو مع أصدقائه وما أعظمهم!
هم كوكبة فريدة أو لنقل فرائد العصر و الزّمان من عمالقة الرّجال الذين يسعون ليوصلوا مظلوميّة اليمن بسلاسة و يجعلوا و يهبوا من لحظاتهم و ساعاتهم و أيام عمرهم منارات يضيئ و يستضيئ بها الواقفون بجانب جدار الصّمت باذلين أرواحهم لهذه الحقيقة وكم منهم ارتقى شهيدا إلى بارئه منذ أوّل يوم في العدوان الصهيوأمريكي على يمننا الحبيب ، ولا زالوا يقدّمون بصمت وما أجمله و أسماه ذلك العطاء غير المجذوذ و أروعه و هو صامت هيبة و كأنهم نسّاك عاكفون على عبادة الله بصمت و في صمتهم أجمل أنواع الكبرياء ..
رجال الإعلام الحربيّ : كانوا من تهيّب قلمي و احتار حرفي في عبارات الشّكر و التّقدير حين قرّرت الكلام عنهم رغم أنّ الحروف عادة( و لله الحمد) تنساب من بين أصابعي و تنفجر أحيانا أخرى ، و هاهي قد انسابت و لكنّي لا أسطيع أن أجزم بأنّها قد أوفت و أعطتهم جزءا مما يستحقون ّ ؛ فلهم نيابة عن الحرف الصّادق الثّائر كلّ تقدير و إجلال و احترام ، وسدّد على طريق النّصر خطاهم ، والسّلام.
أشواق مهدي دومان