من وحي الحجارة !!
إب نيوز ١٥ اغسطس
أشواق مهدي دومان
و لا أقصد إثارة الفلسطينيين و العرب و المسلمين على نتنياهو و ترامب خاصّة و قد تطبعّوا مع إسرائيل الودودة التي لم تكن تستحقّ أن يثار عليها بالحجارة ؛ و لهذا فعهد ثورة الحجارة نام و سلّم لإسرائيل و أمريكا زمام القدس و الأقصى ، و حتّى لا أكون بوق فتنة أؤلب الضمير العربي الإسلامي الميّت على شعب الله المختار و حتّى لا يمسّ كلامي المحتلّ الصهيو أمريكي فيفتي تكفيري بكفري و قد أصبح التكفيريّون أحباب و عبيد إسرائيل و أمريكا و هم الذين اعتدوا على وطني اليمن حين رفضت عبادتهم و عَبَدهم المرتزقة و العملاء و الخونة ؛
فلو تكلّمت عن حجارة القرن السابق ( العشرين ) فسيغضب ذلك الصّنم المهيب : ترامب و ندّه النتن ياهو و لغضبهما سيغضب بنو سعود و بنو زايد والذي سيغضب لهم المرتزقة و العملاء في هذا الوطن المنتمي للعروبة و الإسلام على امتداده ،
و لهذا فأنا لا أراعي مشاعرهم بقدر ما أراعي مشاعر الحجارة العشرينيّة التي كانت توضع في (المقلاع) و يُقصف بها بنو إسرائيل الذين ما كان على أطفال الحجارة أن يمطروهم بوابل من الحجارة ؛ فما يمطر بحجارة من سجيل إلا من بلغ منتهاه في الجُرم ، و بنو إسرائيل ضحيّة و مظلومون في عالم معكوس القيم و مختلط المفاهيم.
و حتّى لا أشعل حماس الحجارة ، ذلك الحماس بمعناه الحقيقي و ليس تلك الحركة التي كاااااااانت تقاوم إسرائيل بكلّ جهدها و ما اسطاعت من قوّة و من رباط الخيل لتنتفض في وجه إسرائيل قبل اختراق إسرائيل لها ..
حماس أحمد ياسين و عبدالله عزّام و يحيى عيّاش لا حماس التي صافحت منها (كتائب و فيالق ) إسرائيل فبيع و أُهدي الأقصى على مرأى و مسمع منها و ما عادت تغنّي :
يا حماس علّمينا البندقيّة ،بل تحوّلت إلى حماس طيور الجنّة التي تخدّر جيلا كاملا و تردّد: يا أطفال يا حلوين اشربوا الحليب و حينها ستبكي و ستنفطر حجارة أحمد ياسين و عزّام و عيّاش بثورتهم ، و ستبرأ من وجوه الخائنين من أهلها البائعين و ممن ينتمون للإخوانجيّة الوهّابيّة الترامبية النتنة التي طوّعت العالم لإسرائيل و وضعت قدمها فوق نحور العرب فعبدوها ليلا و نهارا و سرّا و علانيّة
و هـنـا :
ما عاد يجب علينا أن نتعالى على الحجارة بدافع أفضليّتنا عليها حتّى لا يصل بنا الغرور إلى ما وصل إليه إبليس .
نعم : لا يجبّ علينا أن نغترّ على الحجارة فقد كانت يوما أداة ثورة لأمّة و كانت رمز هويّة و إن هي إلا طين قسى عليه الزّمن فبعوامل الطّبيعة : شمس و ريح و ماء شُحِذت همّة طينيّة الطّين بها و بدا يقاوم عوامل التّعرية تلك و بمقاومته تآلفت مكونات ذلك الطين و تزاحمت و تلاحمت و تداعت لتكون أقوى بتراكم جزيئاته و قد يبس ماؤه فكانت الحجارة من تحمل في ظاهرها القسوة و الشّدة و في باطنها الحنان و الرّحمة بحيث تكون قلوب البشر أشد قسوة و تكون الحجارة أرأف من كثير من البشر بما شهد الخالق عليها حين كان منها ما يهبط من خشية الله وكان منها ما يشّقق فيتفجّر منه أعذب و أطهر و أنقى المياه التي تروي ضمأنا و تسقي حرثنا و من الماء جعل الله كلّ شيئ حيّا ، و كذلك فمن الحجارة ما يتّخذ البشر بيوتا يسكنون بأفراحهم و أتراحهم بها و فيها حين تُضمّ أسرارهم إن أغلقوا عليهم أبواب بيوتهم فيحلّ السّتر و يخيّم الهدوء و الأمن و السّكينة.
السؤال :
و قد كانت الحجارة ألين من قساة البشر و قد كانت ( يوما ) صفعات في وجه بني صهيون فلماذا اختار الله الحجارة رفيقا للكافرين وجعلهما معا وقودا للنّار ؟
فهل في الحجارة مادة تزيد اشتعال النّيران و بمرافقتها للنّاس إتمام طاعتها لله ؟
أم أنّ ما سيرافق الكفّار من الحجارة هي التي قبلت أن يتّخذ منها المشركون أربابا و معبودات من دون الله؟
فكان جمعها و جعلها مع الواجبة عليهم النّار وقودا كتعذيب نفسي و توبيخ و احتقار روح من عبدوها من دون الله فمن باب التّوبيخ لهم احتقار معبوداتهم التي سترافقهم بفتنتها لهم و قد يئس هؤلاء القساة من رحمة الله فأمرهم الله( زمنا ) مصرّحا ( جلّ وعلا ) بقوله لهم : ” كونوا حجارة أو حديدا ” ؟!
فترك حريّة الاختيار للظّالمين بأن يتماهوا مع أحدهما ( الحجارة أو الحديد) و ينسجموا مع الأقسى المتناسق مع محتوى نفسياتهم التي بقسوتها خيّروا .
فليُحشر و ليُدخل كلّ الظّالمين المعتدين المحتلّين من حرّفوا وِجهة دين محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ، ليدخل أولئك ( مع الحجارة ) النّار و قودا لها و قلوبهم القاسية التي لم تتفجّر قهرا و كمدا وحزنا و ألما على شعب نصر رسول الله في ساعة عسرته فنام اليوم عنه ضمير العالم و قسى فكان كالحجارة أو أشدّ قسوة حيث يقصف أطفال في وطني فلا يتحرّك ساكن إلا بما يضمن امتصاص ثورة شعب ذي بأس شديد و قوة من الله و لكن :
هيهات أن يكون ذلك الامتصاص لثورتنا ؛ فنحن على درب الحسين ماضون و :
هــيــهـات مـنّا الذّلّــة.
أشواق مهدي دومان