ماذا لو..
إب نيوز ١٦ اغسطس
بقلم/ حميد دلهام..
———————————————-
بالأمس ودع الشعب اليمني خمسين شبلا من فلذات اكباده بعد أن تم استهدافهم وقتلهم ظلما وعدوانا من قبل طيران العدوان الغاشم.
تشييع كبير ومهيب حظيت به جنازة إولائك الاطفال الأبرياء , في صورة معبره تعكس مدى الاستنكار الشديد , والغيظ والحنق , الذي تركته تلك المجزرة في نفوس كل أفراد الشعب , و مدى إلتفاف هذا الشعب حول قيادته , و وقوفه من وراء جيشه ولجانه الشعبية , في التصدي أولائك الظالمين القتلة , الذين استباحوا كل المحرمات , وانتهكوا كل الحرمات , ولم يمنعهم من ارتكاب جرائمهم المروعة, ومجازرهم غير المسوبقة لا عرف ولا دين ولا ضمير ولا اخلاق..
كان بودي أن يضاف الى عدد توابيت الجثامين تابوت اضافي , ليكون عددها واحد وخمسين تابوت , إنه تابوت الضمير الانساني , الذي أصيب في مقتل , ولن تقوم له بعد اليوم قائمة
لقد سحق ذلك الضمير وأبيد , وبات من المؤكد موته وانتقاله الى الرفيق الأعلى , بعد أن لاذ بصمت القبور إزاء تلك الجرائم والمجازر غير المسبوقة في التاريخ المعاصر…
حتى تلك الردود والتحركات للمنظمات الدولية ,تبقى تحت خط الحد الأدنى الذي لا يكاد يذكر, إذاما قورنت بحجم الفاجعة والجرم المرتكب الذي لا يغتغر..
السؤال الفاضح والكبير لذلك الضمير المنحط والعالم المنافق , ماذا لو عشر اؤلائك الاطفال هم الذين سقطوا و قتلوا في الجانب الآخر , بفعل رداتنا وصواريخنا الدفاعية..ألم تكن الدنيا قد قامت ولم تقعد ?? ألم تكن المؤتمرات الصحفية قد عقدت في معظم عواصم العالم.? ألم تكن تلك المجزره , ستدان بأشد وأقذع عبارات التنديد والإستنكار?
ألا تخرج كل المنظمات والهيئات الدولية , أمم متحده , مجلس أمن, الصليب أحمر , هلال أحمر , منظمات حقوقية ومنظمات (حماية المستهلك) و منظمات ( ثورية ) و( بقرية) و (تحررية) و منظمات الدفاع عن الحيوان , ومنظمات حماية البيئة..و..و.. الى آخر ما هنالك من كيانات فارغة وخرافات وخزعبلات , ألا تخرج صارخة باكية..
أما الإعلام و القنوات التلفزيونية والمحطات الاخبارية , فحدث عن موقفها ونعيقها ولا حرج .. فأي عالم انتم ?? و أي جيل إنساني و بشر أنتم..?? إلى هذا الحد المهين نزلتم بإنسانيتكم وآدميتكم و عالمكم المتحضر , الذي تدعون ان له رصيدا, وباعا طويلا في ميدان المبادئ والحقوق….