كاتب سوداني: كنت معلما في اليمن وهذا ما عرفته!
إب نيوز6ذي الحجة1439هـ الموافق2018/8/17 :-اهداء الي شهداء ضحيان الاطفال التي تغرد الان في جنة الرحمن.
عندما جاءت بنا اقدار الله الي اليمن فرارا من جحيم مؤكد يسمى الاخوان المسلمين في السودان1990..تم تعيني معلم في قرية نائية في سهول تهامة ومظلمة تضيء بقلوب اهلها الطيبين..كنت ادرس العلوم في المرحلة الاساسية ولكن كان طلاب المرحلة الابتدائية دائما ما يطالبوني بان احكي لهم القصص ويظلو بشعورهم الشعثاء وملابسهم الرثة واقدامهم الحافية واعينهم والتي تلمع ذكاءاً يحدقون فيي وفي العوالم السحرية للقصص التي كانت ايضا تغزي مخيلتنا الغضة ونحن اطفال في مدراس السودان بخت الرضا بالقيم من منهج السودان الراقي وابداعات وزير المعارف عبدالرحمن علي طه
” الدجاجة الصغيرة الحمراء” الضبعات الثلاثة ” “حسن والصفارة ” البجعة والذئب..” الحمامة والثعلب وابو مركوب” الكلب السمين والكلب النحيل” وهذه القصة الاخيرة اشعلت حماستهم..وهي قصة كلب مشرد نحيل ياتي الي كلب مترف سمين يحرس دار احد الاغنياء..الكل يسرد للاخر ما يراه ويعيشة الكلب النحيل يحكي احداث الشارع والعالم الكبير والسمين يحكي انواع الاطعمة التي يوفرها له صاحب الدار وفي مرة اشترطا ان يحل كل منهم مكان الاخر وفك الكلب السمين الطوق حول رقبته وناوله لللنحيل وانتبه له النحيل
– ما هذا ؟
– هذا طوق يربطني به صاحب الدار ليلا
امتعض الكلب النحيل وانسحب من الاتفاق وردد
– انا افضل الجوع والعيش حرا
وعندما اكتملت القصة قلت لهم
– من منكم يفضل يكون كالكلب السمين يرفع يده
لم يرفع يده احد وبان الامتعاض عليهم جميعا فقلت لهم
من منكم يريد ان يكون كالكلب النحيل؟؟
صاح الجميع بصوت واحد
– انا يا استاذ الجوعو احسن من ام ذلة (بلغة تهامة)
ومن يومها عرفت ان الشعب اليمني يحب الحرية المطلقة وهي امر فطري في اليمن من تهامة الي الجوف حيث كنت اعمل الا من ابى …هذه القصة اهديها الي ارواح اطفال ضحيان في صعدة التي صعدت الي السماء ..وعلى الباغي تدور الدوائر