شذرات من تضحيات الأمهات !
إب نيوز ٢٠ اغسطس
كتبت / سعاد الشامي
الحلقة السادسة
حكاية العيد…
إنه زائر سعد وبشرى لطالما ترقبت قدومه الأعين والأفئدة ، وتزينت لإستقباله البيوت وسكانها ، وتوشحت فيه الأرواح برداء السعادة والسرور ..
ولكن ما الذي جعل هذا العيد مقبرة للفرح بعد ان كانت أنفاسنا تهتف به وتغني له “آنستنا ياعيد” ؟!
اليوم لم يبق من عيدنا سوى لمحات مؤلمة ؛ طائرات تحمل بداخلها هدايا غدر مليئة بشظايا القتل والدمار وعناقيد الموت والخراب ، و أجساد متناثرة تحت ركام القصف ، و ملابس ممزقة وملطخة بالدم الأحمر القاني، و طفولة تئن براءتها وتبكي أحلامها ، يا له من كعك مخبوز بوجع وفقد الأمهات ، وجيوب ممتلئة بالكثير من حلوى الثكالى على هيئة دموع وعبرات ، وأب يتقلب قهرا لمن تستصرخه أجسادهم للثياب الجديدة وثقوب جيوبه خالية من المال…
أخبروني كيف لقلوبنا أن تؤدي واجب الفرح بقدوم العيد؟!
ورائحة الدماء البريئة التي تفوح من تربة وطني تطغى على تراتيل السعادة وتسلب الحياة جمالها ورونقها.
عذرا يا عيد الأضحى …فمشروعية فرحتك بالتضحية في سبيل الله ونحن مازلنا نضحي طوال العام ، وتمامها بتمام فريضة الحج تلك الفريضة التي تقصد فيها القلوب المؤمنة إجابة دعوة الله لتقر بعبوديتها الخالصة وخضوعها المطلق له وحده ؛ وتحرر نفوسها من شوائب الشرك والخضوع لما سواه وتعمير القلوب بالتقوى ؛ فلم يشرع الحج لجمع الثروة من خلال فرض الرسوم على ضيوف الرحمن لتحج طائرات آل سعود إلى سمائنا وتجعل من أطفالنا ونسائنا ورجالنا قرابين وأضاحي تسفك دماءها على عتبات النظام الصهيو أمريكي وفي سبيل نيل رضاه.
ولذلك لا تثريب علينا إن لم نستقبلك اليوم بالفرحة والأهازيج ففي مفردات عزتنا وكرامتنا وإبجديات تضحياتنا أن نستقبلك بنفير أبنائنا إلى جبهات الشرف والدفاع المقدس وتقديم أضاحينا من فلذات أكبادنا وأغلى ممتلكاتنا ونحن على ثقة بأن نزهتنا في مواجهتكم وفرحتنا بصد زحوفكم وحجنا جهاد في سبيل الله وكعبتنا مواجهتكم.
فلا يؤذينك ياهذا العيد سماع نشيج قلوبنا وحشرجات حنينا!!
ولا تحرقنك دمعات أعيننا كلما تغرغرت أشواقنا ؟!
ولتعذر عاطفة الأمومة في يوم عيد مثلك تأذت وأحترقت قبلك انها العاطفة التي لن تنتهي صلاحيتها ولن تهدأ مشاعرها وطيف أولادنا لا يغادرنا وهم ما بين شهيد وجريح وأسير ومرابط ولكن دماء الشهيد ستزيد من حمرة علمنا العزيز على قلوبنا وأرواح الأبرياء النقية ستزيد من بياضه وظلمة سجون الأسرى ستعتق لونه الأسود ،وثبات وبسالة وشموخ المرابط الصامد في الجبهات ستصنع سارية العلم التي سترفعه الى عنان السماء بنصر عظيم مبين ، تقر به أعيننا كما تقر برؤية أولادنا .