الرسالة الثانية من أرض تونس، إلى أرض اليمن المباركة:
اب نيوز ٢٥ اغسطس
رسالة شكر وتقدير وإمتنان لقائد الأحرار في اليمن.
إليكم يا أحرار وحرائر الشعب اليمني……*
*إليكم يا أنصار ورجال الله في اليمن……*
*إليك يا سليل بيت نبينا(صل) ويا قائدا من قادة أمتنا،يا سيدنا عبد الملك الحوثي……*
*بداية: أقول للجميع :*
إنني سأكتب لكم اليوم يا أعزتنا، ويا أحبتنا، ويا أهلنا في أرض اليمن، سأكتب لكم رسالة لتكون معبرة على كل تلك المعاني التي تعيث في فؤادي الذي أرهقه خذلان وصمت أمتنا على مظلمتكم العظيمة، بل سأكتب لكم كل معنى قد عاث في أفئدة أحرار بلدي تونس، وكذلك ما آلم أحرار شعوب أمتنا، وخاصة أبناء وسادة الجبهات .
سأكتب لكم اليوم بعد كل تلك المجازر الفضيعة في حقكم وحق فلذات أكبادكم، سأكتب لكم وأشهد المولى تعالى على حالة الإنكسار والوجع والألم التي نعيشها في داخلنا .
نعم نحن منكسرون وموجعون، بل والألم قد اعتصر مهجنا حتى ضاقت صدورنا وخنقتنا عبارات البعد عنكم وعن ساحاتكم، ولكن يشهد الله يا أهلنا في اليمن أننا لم ولن ننكسر بسبب فعال ومكر أعدائنا وأعدائكم بكم وبفلذات أكبادكم.
بل انكسرنا بسبب الخجل والحياء منكم، ومن صبركم، وثباتكم، وإبائكم أمام مستكبر لم تعرف له شريعة أو منهجا أو عرفا أو مبداءا يحتكم به وله، ويعلم الله أننا موجعون بسبب حالة العجز على الحضور بين أيديكم ومشاركتكم في كربلاء هذا العصر، و كذلك نحن متألمون لكون الذي أعجزنا هو ما من أجله صبرتم أنتم، وثبتم، وضحيتم، حتى كنتم بدرجات تضحياتكم، وقوة صبركم، وحجم ثباتكم، سببا في وجعنا وألمنا وانكسرنا حياءا وخجلا منكم .
فسامحونا….فأنتم الكرام، سامحونا على خذلان غالبية أبناء أمتنا لكم، سامحونا على صمت السواد الأعظم من أبناء أمتنا على مظلمتكم، سامحونا على وحدتكم التي فرضت عليكم وعلينا، لكثرة الأعداء والجبهات، وقلة الناصر والعدد، سامحونا فنحن بعد أيام سنقبل على تجديد العهد والبيعة لإمام الأحرار الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)، سامحونا قبل قدوم تلك الأيام، لتقبل عهودنا برفض الذلة والهوان، وتصدق تلبيتنا لصرخة الحسين (ع) حينما قال: هل من ناصر ينصرني …..، سامحونا فأنتم أهل الصبر والعطاء .
*ثانيا: نتوجه للقائد السيد عبد الملك الحوثي:*
سيدي يا سليل بيت النبوة، لقد شكرتنا في طيات كلماتك التي هي في الواقع بلسما لجراحنا التي خلفتها وتخلفها فينا الساحات، لقد شكرتنا على رسائلنا التي نكتبها لكم ولإخوتنا في اليمن، طمعا منا في أن تتقبلوها منا متكرمين، لأجل أن تكتب أسماؤنا عند خالقنا معكم، وفي قوائم مظلمة اليمن، فنفوز بشيء من رضا المولى تعالى معكم .
لقد شكرتنا، ونحن لم نقم ولم نفعل إلا بأقل القليل، فشكرك يا سيدنا على هذا القليل، ليس بغرب على الكريم العزيز، ولن أقول غير أن شكرك هذا هو وسام عز لنا في هذه الدنيا الفانية، وكذلك هو وسام فخر لنا في يوم المحشر، عندما تحشر جميع الخلائق، وتنكشف عندها السرائر .
سيدي ياسليل بيت النبوة، إنني لا أشك في وصول رسائلنا لكم، ولا شك لدينا في قراءتكم لها، وذلك لما نعهده فيكم من تواضع القادة، الذي هو تجل من تجليات بيت النبوة عليكم، وعلى القادة السادة في هذا الزمن، الذين بسيرتهم ومواقفهم في منابر العزة والإباء، وصيحاتهم وكلماتهم نستنير في الظلمات التي نشرها على أرضنا محور الشر والإستكبار، فالشكر الجزيل لك أنت مجددا، يا سيد وقائد الأحرار، على قبولكم لرسائلنا، والتقدير الكبير أيضا على ردكم الكاشف على القبول .
ولك ياسيدنا، ولكل أحرار وحرائر اليمن عهدنا لله تعالى، بأن نكون معكم بالكلمة والقلم والموقف…………
وكما عاهدنا الله سابقا بأن نكون مع أحرار أمتنا في وجه اعدائهم المستكبرين في الأرض، فإننا نعاهد الله تعالى أن نكون معكم في وجه اعدائكم الظالمين لكم، وكذلك نعاهد الله بالثبات على هذا الموقف، حتى لو كلفنا ذلك تقديم النفس والأبناء والأهل والعائلة والأحبة والأقارب……. .
ونرجوا من المولى تعالى أن يتكرم علينا بالثبات، وأن يتقبل منا التقرب إليه بنصرتكم على المستكبرين، ونتوسله تعالى أيضا أن يجود علينا فيوفقنا لخدمتكم وخدمة كل حر عزيز من أهل اليمن وغيرها من بلدان أمتنا .
*ثالثا: نتوجه لرجال الله وأنصاره في الساحات :*
يا رجال الله وجنوده في جبهات اليمن، ويا من أعرتم لله جماجمكم في أرض اليمن، فكنتم السادة والقادة في سحاته، أعذروني أيها الأعزة الكرام، على الجرأة في توجيه الخطاب لكم والكلام معكم ، فأين نحن منكم ؟ .
نعم، وحق من خلق السماء والأرض، البون والفرق بيننا شاسع طويل، فأين نحن ممن افترشوا الثرى؟ وأين نحن ممن جعلوا السماء رداء؟ وأين أنا ممن كان مسكنه الأودية والفلاء؟ وأين أنا ممن جاع وضميء فرمى ببصره على امتداد الجبال والصحاري، ثم غض بصره للأرض وتسامر مع رب الأرض والسماء؟، أين أنا ممن ضجت النجوم من أنين ألحان وجع فراقه للأحبة، لكنه تصبر عنهم وهو منهكا بزلفى رب لا يقام بقربه لا مجلسا ولا عزاء؟ أين أنا بحق الله ممن أنزلوا المعارفة من عوالم النظر إلى التطبيق والعمل المجهد؟ أين أنا منهم، حتى أخاطب وأكلم اولئك الذين بجهادهم وتعبهم وجوعهم وعطشهم وحنينهم وشوقهم أجلس أنا ومن هم مثلي لنرتشف كؤوس العزة والرخاء .
نعم أيها الأحبة الكرام،فنستسمحكم عذرا في كلامنا معكم، لنقول لكم: أنكم أنتم السادة والقادة الفعليين، وبكم يتحقق النصر والفلاح لمن خلفكم، ونحن بما لنا نحصد ثمار الحق والقيم الإنسانية التي تسقونها أنتم بدمائكم، و تسهرون عليها بمجهوداتكم ، وذلك كله لنطعم به من طلبه من بني الإنسان وكان أهلا لها، ولنسطرها نحن للأجيال القادمة ليستنيروا بها في دروب الكمال، وليتجنبوا بها من دروب الظلمات والشقاء .
فنحن وإياكم خداما في طريق المولى تعالى، وبخدمتنا وخدمتكم نتشارك في رضى من من أجله سلكنا هذه الدروب الوعرة.
فسامحونا، على الجرأة في الحديث معكم، وتقبلوه منا جزاكم الله كل الخير والرضى .
*رابعا: نتوجه لأحرار وحرائر اليمن :*
الله الله في مجاهديكم، الله الله في شهدائكم، الله الله في قائدكم.
قلتها سابقا وسأقولها الآن، وأنتم أهل المعرفة في مواطن الضراء، الأمة أو المجتمع الذي لا يحفظ ما من أجله قدم الشهيد عبق دمائه، أو المجتمع الذي لا يكرم دماء شهدائه، فهو مجتمع ميت معنويا، وبالتالي فهو لا يستحق الحياة الدنيوية، بل لا معنى ولا قيمة لحياته ووجوده، فالله الله في شهدائكم .
وكذالك المجتمع الذي لا يعتز ولا يتفاخر بجهاد مجاهديه، ولا يتسابق لخدمتهم ولا لتبجيلهم، ووضعهم موضع السادة، فهو مجتمع متنكر لا خير يرجى منه، وعندها يكون مجتمعا ذاهبا نحو الاضمحلال والهوان، فالله الله في مجاهديكم .
وأيضا المجتمع الذي لا يطيع، ولا يعين، ولا يسمع لقائده الأمين الحكيم القوي، فهو مجتمع قد حلت به لعنة الله، وبالتالي فهو مجتمع لا يليق به إلا الهوان والذلة والأنانية المقيتة، فأنتم قد رزقكم وصنع لكم المولى تعالى بألطافه قائدا أمينا حكيما قويا، فكونوا لله من الشاكرين قولا وفعلا من خلال السمع له والطاعة في المحضر، والحفظ والأمانة في الغيب .
وتأملوا في حال الشعوب التي لم تمتلك القائد الأمين الحكيم القوي، كيف تعيش العبثية وانسداد الأفاق، ولا يطالون لقمة العيش إلا وهي مغمسة في الذلة وملطخة بالهوان، هذا إن بلغوها .
يبقى أن ألفت نظركم لحقيقة أن حجم المجازر التي يتعمد ارتكابها العدو، وكذلك نوع الفئة التي يستهدفها بالمجازر وهم الأطفال والعوائل، فيه دلالة واضحة بكون بنك أهدافه قد أفلس، وكذلك فيه دلالة على كون العدو قد بلغ نهاية النهاية في حربه، فلم يبقى له ما يمكن إنجازه، فمع عجزه على احراز أي تقدم، يجد نفسه ذاهابا نحو ردات الفعل الغير محسوبة، أو الذهاب نحو البشاعة في القتل، آملا من ذلك هز ثقة الناس بنصرهم، وكذالك محاولة منه لإتخاذ الألم الشديد كوسيلة لإسقاط المعنويات التي بها صمد الناس لحوالي 4 سنوات متتالية، فالعنصر الأساس في صمود وانتصار أحرار اليمن هو الثقة بالنصر الإلهي .
فجابهوا العدو بمزيد من التحدي والإحتساب لله، ومزيدا من التضحية، فإذا قتل العدو 20 طفلا، أخرجوا له 100 طفلا ليخاطبوا العدو بكونهم مستعدين للتضحية في سبيل الصمود وعدم الرضوخ، ومع الثبات على هكذا مواقف، سوف ينهار العدو بإنهيار حسابته وآماله .
فحسب مجريات المواجهة منذ بدايتها، العدو بداء في استخدام أوراقه الأخيرة التي هي عادة تكون مدرجة عند المستكبرين في خانة الإحتياط .
*وأخيرا:*
أعود لتأكيد حقيقة بأن النصر المبين، وبإذن الله لن يكون إلا لأحرار اليمن، ونصركم أيها الأحرار سيكون فوق ما يتوقعه أكثركم، وفوق ما يتوقعه كل أعدائكم، وبنصركم ستكونون ليس فقط سادة الجزيرة العربية، بل سادة كل العرب .
فها هي تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كتابا مفتوحا، فاقرؤه بتمعن وتأمل، لأن السنن الإلهية كلها معكم ولصالحكم، فالله الله في اتباع خطى قائدكم، فهو الذي سيوصلكم لهذا الهدف ويبلغكم نهاية المرام .
فلا تنسونا من دعائكم أيها الأحبة الكرام، وخاصة في الجبهات التي هي ساحات القرب من المعشوق .
الكاتب التونسي
السيد أبو جواد التونسي
حبيب مقدم