مقاييس القوة والغلبة ومساراتها في فلك الولاية.
إب نيوز ٢٩ اغسطس
كتبت / سعاد الشامي
الولاية المطلقة على المؤمنين كافة هي لله وحده لقوله تعالى : {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ( البقرة-257) وولاية الرسول صلوات ربي عليه وآله هي إمتداد لولاية الله عليهم لقول الله تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} وولاية الإمام علي عليه السلام هي إمتداد لولاية النبي صلوات الله عليه وآله لقول الله تعالى :-
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}(المائدة-55)
وماكان الله ليوضح لنا في كتابه منهجية الولاية دون التطرق إلى غاية التولي وثمار الولاية والتي بينها وأوضحها بصريح النص القرآني {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}( المائدة-56).
دعونا في ذكرى الولاية نقلب صفحات قرابة أربعة أعوام من عدوان التحالف الجائر ودفاع اليمنيين فالواجب أن نبحث ونتحرى عن مكامن القوة بين أحداثها وتقلباتها بكل مصداقية لنقول للجميع لمن الغلبة اليوم ؟!
هل الغلبة اليوم في قصف الأطفال وقتل الأسرى ؛ وهتك عرض النساء وسفك دماء الأبرياء ؛ وذبح وحرق وسحل المواطنين العزل ؟!
أم أن أبجديات الغلبة تأتكم اليوم من سبأ بنبأ يقين ؛ ترويها لكم أرواحا يمانية؛ بطولية موالية ؛ ثائرة جامحة ؛ لا تُحلِّق إلا في سماء الحرية والكرامة ؛ ولا ترتقي مفردات ثقافتها إلا إلى حيث العزة والسمو والرفعة.
فهل أتاكم نبأ البندقية وكيف غلبت صواريخ الطائرات وقذائف البارجات ؟!
وهل أتاكم نبأ الولاعة عندما غلبت المدرعة ؟!
وهل أتاكم نبأ الجندي الحافي كيف واجه قذائف الصواريخ و جحافل الغزاة وغلبها وأقتحم مواقعها ؟!
وهل أتاكم نبأ الحجارة كيف غلبت وأرهبت وأرعبت المرتزقة الحثالة وجعلتهم يفرون ويتقافزون أمثال القردة ؟!
وهل أتاكم نبأ الطائرات المسيرة المصنعة في البلاد المحاصرة والمحملة قذائف الغلبة وقد ألقتها في مطارات الدول المنكسرة ؟!
وهل أتاكم نبأ القوة العصية والملاحم الإسطورية في جبهات الدفاع المقدس التي تتولد من وعود الله الحاسمة؛ والتي غلبت هواية الإجرام اللإنسانية وسياسية القتل والتدمير الوحشية ؟!
مواقف عديدة لا تحصى أحداثها العظيمة وكلها تجلب على معظم الناس مشاعر الذهول والدهشة وتخلق لديهم العديد من التساؤلات وقد يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن مسبباتها ولكن لو بحثوا عنها من نافذة التوجيهات الآلهية التي بيّنها الله للأمة بأكملها؛ ودخلوا إليها من باب الولاية الذي فتحه الله للمؤمنين ليحافظوا على قوتهم و عزتهم لأدرك الجميع لماذا كانت الغلبة إلى يومنا هي حليفة المجاهدين الأبطال من أبناء هذا الشعب المكلوم ومترافقة معهم في كل أنجازاتهم وتحركاتهم وفي مختلف جبهاتهم والتي ما كانت إلا من خلال إتباع توجيهات ربهم وإكمالهم لدينهم ليوصلهم الله إلى هذه المكانة العلية والمنزلة العظيمة ويبرهن فيهم وعوده بالنصر والتمكين المنبثقة من معارج الولاية.