وكالة : ابن سلمان أخطأ وعليه أن يكون واقعياً.
إب نيوز ٣٠ اغسطس
شددت وكالة «بلومبيرغ» على أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان «مضى في الاتجاه الخاطئ» حين اتخذ قراره ببيع نسبة من أسهم شركة «أرامكو» الحكومية، مشيرة إلى أن مخططه الرامي إلى خصخصة أكبر شركة نفط في العالم، كان «مغالياً في الطموح»، حيث تم المبالغة في تقدير قيمة الشركة عند حدود تريليوني دولار، فيما كان من المقرر أن يتم الطرح العام الأولي لأسهم «أرامكو» خلال العام الجاري.
وأضافت الوكالة أن تأجيل الطرح العام الأولي لأسهم «أرامكو»، إلى أجل غير مسمى، «سوف يمنح ولي العهد السعودي فرصة من أجل إعادة تقييم، ومعاينة استراتيجيته للإصلاح، وذلك من خلال اتباع تدابير أكثر عملية، وواقعية».
وأردفت «بلومبيرغ» أن الأمير الشاب «سوف يحتاج في هذه المرحلة إلى التحرك بسرعة»، محذرة من أن وقف خطة بيع أسهم «أرامكو من شأنه أن يترك المستثمرين في حالة من المراوحة، كما أن “هروب رؤوس الأموال، التي تعد مشكلة خطيرة فعلاً، يمكن أن تتسارع وتيرته». كذلك، فإنه «يتعين عليه أن يعمل تحت مراقبة مكثفة، ومشددة من قبل (مواطنيه) السعوديين، والمستثمرين الأجانب الذين يشعرون بالقلق من جهود الإصلاح حتى الأن، والتي أسفرت عن نتائج متباينة».
وأسهبت الوكالة في استعراض نتائج السياسات المالية للمملكة في عهد الملك سلمان، شارحة أن منح النساء حق قيادة السيارة، قوبل باعتقال العديد من الناشطات الحقوقيات من جانب آخر، فيما تم تقليص حجم التقديمات، والإعانات (الحكومية) إلى جانب فرض ضرائب جديدة، قبل أن تطيح زيادة الانفاق الحكومي على الأجور، والامتيازات على المكاسب المالية المحققة جراء تلك الضرائب، والتخفيضات. ولفتت الوكالة إلى ان «صندوق الثروة السيادي للمملكة، حقق بعض الاستثمارات الناجحة في الخارج، غير أن الرياض لم تعمد إلى كبح جماح ميولها إلى إقامة مشاريع البنية التحتية العملاقة”، في إشارة إلى بعض المشروعات الضخمة، على غرار مشروع «نيوم».
وتابعت «بلومبيرغ» أن ابن سلمان «قد بدا مشتتاً، ومشدوهاً بمسائل بعيدة عن الإصلاح»، من بينها تصعيد خلاف «لا طائل منه» مع الحكومة الكندية، مشددة على أن ولي العهد السعودي، و«حتى يتمكن من طمأنة المستثمرين الأجانب، ومواطنيه، بأنه لم يفقد بصيرته في ما يخص أجندته الإصلاحية، فإنه قد ينصح بالعودة إلى (تطبيق) الأهداف التي حددها في العام 2016، وهي تشمل العمل على تقليص دور الدولة في الاقتصاد، وتعزيز تنمية القطاع الخاص، وإدخال بعض الشفافية إلى نظام مبهم، يعرف عنه توزيع عائدات النفط على النخبة (الحاكمة)»، علماً أنها الأهداف عينها، لمخطط بيع نسبة من أسهم «أرامكو».
وأشارت «بلومبيرغ» إلى أنه سوف يكون من الذكاء بمكان، أن يبادر ولي العهد السعودي كذلك إلى «تعليق العمل بمشروع آخر، مغال في الطموح»، وهو مشروع إنشاء مدينة «نيوم» على سواحل البحر الأحمر، بتكلفة تقدر بـ 500 مليار دولار، لافتة إلى أنه «من الأفضل إنفاق أموال صندوق الثروة السيادي على مبادرات (تعزيز) القطاع الخاص، ولا سيما في مجال الصناعات التي من شأنها أن تفسح في المجال أمام تنويع الاقتصاد، بعيدا عن اعتماده غير الصحي على النفط».
ونصحت الوكالة ابن سلمان بتبني «مسار أكثر واقعية، بحيث يتضمن مشروعات أصغر، مثل خصخصة أحد مطار، أو محطة تحلية، أو مطحنة دقيق».
وأكملت الوكالة أن «الإغراء الكامن في مسعى (ابن سلمان) لتثبيت مكانته، من خلال تدشين مشروع ضخم، ومبهر، سواء أكان مشروع إنشاء مدينة جديدة في الصحراء (نيوم)، أو مخطط الطرح العام الأولي لأرامكو، يعد مسألة يمكن فهمها، ولا سيما أن الشاب البالغ من العمر، 32 عاماً، في عجلة من أمره من أجل تقديم أوراق اعتماد ليصبح حاكماً»، مع تشديدها على أن «مصداقية ولي العهد قد تبرز بصورة أفضل، وأن بلده سوف يتم خدمتها على نحو أكبر، لدى تركيز اهتمامه، وجذب اهتمام العالم على الأثر التراكمي لإصلاحات أقل جذرية، ومغالاة».
(العربي)