عبدالباري عطوان : لماذا فشلت المفاوضات اليمنية في جنيف قبل بدايتها؟
Share
إب نيوز ٧ سبتمبر
لماذا فشلت المفاوضات اليمنية في جنيف قبل بدايتها؟ وكيف نلوم المبعوث الدولي الذي فشل في تلبية مطالب الحوثيين الثلاثة المنطقية؟ وما هي المشكلة في نقل الجرحى للعلاج في مسقط حتى لو كانوا مقاتلين؟ واي قانون دولي يمنع ذلك؟
ما زال وفد حركة “انصار الله” الحوثية يرابط في صنعاء في انتظار تلبية الأمم المتحدة شروطه الثلاثة قبل التوجه الى جنيف للمشاركة في جولة المفاوضات التي دعا اليها المبعوث الدولي مارتن غريفيث، وتتلخص في السماح له بالمغادرة على متن طائرة عمانية الى مسقط، ونقل الجرحى على متنها، والحصول على ضمانات بالعودة بأمان.
لا نفهم لماذا لا تستطيع الأمم المتحدة، التي ترعى هذه المفاوضات، تأمين هذه المطالب الثلاثة المشروعة، فمن حق هذا الوفد ان يطلب ضمانات بالعودة دون مشاكل، وان لا يتعرض للإذلال والحجز، خاصة وان لديه تجربة مريرة حدثت عام 2016 عندما جرى احتجازه لمدة ثلاثة اشهر في العاصمة العمانية، مسقط، بعد عودته من مفاوضات الكويت التي استمرت 108 أيام دون نجاح.
فاذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن تحقيق هذه المطالب بسبب تعنت التحالف الذي تقوده السعودية، فكيف يمكن لها، ومبعوثها، تحقيق السلام والمصالحة، وانهاء الحرب اليمنية المستمرة منذ اربع سنوات تقريبا؟
نستغرب في هذه الصحيفة “راي اليوم” اعتراض التحالف على نقل الجرحى الى مسقط بحجة انهم من المقاتلين، وما الجريمة في ذلك، اليس من حق المقاتلين في الجانبين ان يجدوا العلاج، ام انه يجب ان يواجهوا الموت خاصة اذا كانوا من الحوثيين، ولا يجدون المستشفيات والامكانيات اللازمة لعلاج جروحهم بفضل القصف والحصار؟
نحن مع استئناف المفاوضات، وتقديم الطرفين كل التنازلات المطلوبة لوقف هذه الحرب الدموية، وما تخللها من مجازر أدت الى مقتل أكثر من عشرة آلاف من المدنيين معظمهم أطفال، ورفع الحصار الظالم على الشعب اليمني، ولهذا نطالب المبعوث الدولي ان يصارح العالم بالحقيقة، ويكشف عن الجهات التي تعرقل هذه المفاوضات، وتعمل على افشالها قبل ان تبدأ، والا عليه ان يستقيل من مهمته اعترافا بالفشل.
احترام الأطراف المتفاوضة لبعضها البعض هو الخطوة الأولى على طريق الوصول الى اتفاق سلام، ولكن هذا المطلب الأخلاقي غير موجود، للأسف، ومخاوف الوفد الحوثي من عدم السماح له بالعودة، او احتجازه في مكان ما مبررة بالقياس الى تجارب سابقة.
المقدمات السيئة تقود الى نتائج أسوأ، وهذا ما يمكن استخلاصه من خلال المتابعة الدقيقة لما يجري في أروقة المفاوضات اليمنية في جنيف حتى الآن.
نجاح هذه المفاوضات ليست في مصلحة الشعب اليمني وحده، وانما في مصلحة التحالف الذي يخوض الحرب وفشل في حسمها بالخيار العسكري طوال السنوات الأربع الماضية، ولا نعتقد انه سيحسمها بعد 40 عاما قادمة.. والأيام بيننا.