وزينبُ تاريخٌ وإباء .
إب نيوز ١٨ سبتمبر
بتول عرندس
هي عقيلة الهاشمين وزينُ أبيها عليٌ أمير المؤمنين، هي تاريخُ الرسالة ولسانها الناطق. هي زينب، الواقفة في وجه السلاطين، الناطقةُ بلسان أمها فاطمة الثائرةُ المُقَاوِمة. فسلام الله على الحوراء العاقلة اللبيبة، السلامُ على عمةِ الإمام الغائب المنتظر أرواح العالمين وروحي له الفداء. زينبُ قدوةُ النساء في عصر الإنتظار، فهل فعلًا تعدُّ نساؤنا لتلك العودةِ الميمونة؟
مما لا شك فيه بأن ما تواجهه المرأة اليوم بصفتها قطب المجتمع ونواته الأولى; والذي بدوره يتعرض لهجمة عالمية شرسة تهدف الى اسقاط المرأة وانحدارها في مستنقعات الجهل والدناءة، ما تواجهه ليس بالسهل ابدًا. من هنا جاء الحديث عن أهمية التربية الكربلائية العاشورائية في تحصين المرأة وحمايتها من كل الأجندات والمؤمرات العدوانية.
بناتنا اليوم عرضةً لموجات خطيرة من الحملات المنظمة التي تصوّر لهن الدين والحجاب كعائق لتطورهن وتقدمهن. بينما من الواضح جدًا بأن الدين المحمدي الرسالي القويم أكدّ على عظمة النساء وأدوارهن ومسؤوليتهن وشدد على ضرورة احترامِ حقوقهن أجمع.
خرجت السيدة زينب مع اخيها الإمام الحسين (عليهما السلام) لترسخ وتخلد للنساء إنموذجًا حيًّا في أهمية قيامة النساء وثورتهن ومشاركتهن في الحياة السياسية والإجتماعية والتربوية. خرجت بحجابها التام الشرعي الكامل متوجةً محفوظةً مصونة بوجهِ حاكمٍ أرعن أراد التعدي على المقدسات والحرم.
واليوم، وكي تكون نساؤنا على صراطِ زينب لا بد أن يتبعن خطها بحذافيره، فلا يكفِ أن يبكين على مصابها أو أن يتحلين بصبرها فقط، إنما عليهن الحفاظ على حرمة الحجاب ومواجة على تيارات توهين مكانة وقداسة المرأة.
الحجابُ الزينبي كرامةٌ خصّ الله بها بنات الرسالة وحرائر الدين، ولم يكن يومًا حاجزًا أمام تقدم النساءِ أو تطورهن. فالمرأة المحجبة اليوم قادرة على التعلم وتولي المناصب والعمل وكذلك على تأدية أعظم مهمة والتي قرنها الإمام الخميني (قدس) بالقرآن الكريم، آلا وهي مهمة صناعة الإنسان.
نحنُ النساء اليوم، زينبياتٌ بالقول والعمل، نعزي زينب، نبكي لمصابها، وكذلك نجاهد لتبقى ثورتها ومواقفها خالدةٌ فينا وحيةً لنحيا نحن وبناتنا بوفاء وكرامة وعزة زينبية.